إستئناف الحوار اللبناني وسط استمرار الخلاف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: بدأ ابرز القادة السياسيين في لبنان الاربعاء الجلسة الثانية من الحوار الوطني وسط استمرار الخلاف حول سلاح حزب الله الشيعي، ويستبعد محللون ومشاركون التوصل الى اتفاق وشيك بين الاطراف المتحاورين.
وقال هلال خشان رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت "انا مستعد للرهان على ان شيئا لن يحدث الاربعاء او في الاجتماعات اللاحقة". واضاف "الامر سيان اذا كانت الجلسة ليوم واحد او اذا شهدنا سلسلة من الجلسات. لن يخرج من هذه الجلسات اي شيء".
وسيبحث القادة الاربعة عشر الذين يمثلون الغالبية النيابية والمعارضة، في وضع استراتيجية للدفاع الوطني. الا ان احدى المسائل الشائكة التي ستناقش في الحوار هي مسألة سلاح حزب الله التي سلطت عليها الاضواء خصوصا اثر المواجهات التي اوقعت 65 قتيلا في ايار الفائت وهددت بدخول البلاد مجددا في دوامة الحرب الاهلية.
وسيطر حزب الله وحلفاؤه انذاك على مناطق عدة من بيروت ذات غالبية سنية مؤيدة لتيار المستقبل بزعامة النائب سعد الحريري. ويرفض حزب الله التخلي عن سلاحه ويرى ان من الضروري الاحتفاظ بترسانته لحماية البلد من اي هجوم اسرائيلي محتمل.
وتتهمه الغالبية النيابية المدعومة من الغرب بانه يدور في فلك ايران وسوريا، وتشدد على ان يكون السلاح محصورا بيد الدولة بحيث تملك وحدها قرار الحرب والسلم.
وكانت جلسة اولى من الحوار الوطني عقدت في 16 ايلول برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وذلك اثر اتفاق الدوحة الذي وقع في ايار بوساطة قطرية وانهى ازمة سياسية غير مسبوقة استمرت 18 شهرا.
وتتمثل نقطة الخلاف الثانية في طلب حزب الله وعدد من حلفائه في المعارضة زيادة عدد المشاركين في طاولة الحوار. و تساءل النائب حسن حب الله من كتلة نواب حزب الله "لماذا نريد ان نعزل او نستثني طرفا له تمثيل ويستفيد منه الوطن؟". وقال "نقترح ان تزاد على طاولة الحوار قوى اخرى لها تمثيل شعبي، ويجب ان يدرس هذا الاقتراح بجدية".
الا ان الغالبية النيابية المناهضة لسوريا واجهت هذا الطلب برفض قاطع لانه يتناقض في رأيها مع اتفاق الدوحة الذي اتاح انتخاب قائد الجيش رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الموالاة والمعارضة.
وقال النائب هنري حلو من الغالبية النيابية "لكي يكون امام الحوار اي فرصة للنجاح، يجب ان نبقي عدد المشاركين عند 14". واضاف "ينبغي الا نتوقع معجزات. ستكون عملية طويلة". واكد حلو وخشان ان مسألة سلاح حزب الله لا يمكن حلها بسرعة لانها جزء من نزاع اقليمي اكبر يضع الدول الغربية في مواجهة ايران.
وقال خشان ان "الرئيس اللبناني يدعو الى جلسات الحوار هذه ليظهر انه مهتم وبان ثمة حراكا سياسيا (...) ولكن هذا الحراك هو جعجعة بلا طحن". لكن كل الاطراف يتفقون على ضرورة استمرار الحوار بالنظر الى موجة العنف والاغتيالات التي شهدتها البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية، منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.
وقال حلو "اعتقد ان البلاد لم تعد تحتمل اي توترات في الشارع"، مضيفا "على الاقل، نحن الان في مرحلة نطرح فيها خلافاتنا على طاولة الحوار بدل التعبير عنها عبر عنف في الشارع".
وسبقت جلسة الحوار الثانية مؤشرات ايجابية عدة، وخصوصا اللقاء بين الامين العام لحزب الله حسن نصر الله والنائب سعد الحريري في 27 تشرين الاول/اكتوبر الفائت، وذلك للمرة الاولى منذ عامين.