اللبنانيون يتابعون بحماسة مسيرة أوباما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
السياسة الأميركية لا تتأثر بلون بشرة الرئيس
اللبنانيون يتابعون بحماسة مسيرة أوباما
ويلفت أن الفريقين اللبنانيين المختلفين على كل شيء تقريباً لم يوفروا الإنتخابات الأميركية مادة لتسعير خلافاتهم ، ففي العموم كان فريق 14 آذار قبل أن تصل إلى البلاد "حمى كاريزما" باراك أوباما يفضل المرشح الجمهوري جون ماكين لأنه يضمن إستمرار سياسة الإدارة الجمهورية بقيادة الرئيس جورج بوش الذي دعم ما عرف ب "ثورة الأرز" ولم يبدر منه اي تراخ ٍ أو تساهل حيال القيادة السورية وحلفائها في لبنان خلافاً للأوروبيين، ولا سيما منهم إدارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي غيّر إتجاه سياسة باريس التي رسمها سلفه جاك سيراك وقرر الإنفتاح على دمشق والرهان عليها مجددا .
رهان نجح نسبياً بل نظرياً حتى اليوم من خلال خطوة إعلان دمشق قبولها بإقامة علاقات دبلوماسية تفسّر إعترافاً بكيان لبنان السياسي المستقل للمرة الأولى منذ استقلاله عام 1943.
وما كان يزيد في ارتياح قوى الغالبية اللبنانية إلى تعامل إدارة بوش، رغم التحفظ عن سياستها في المنطقة، هو المثابرة والوقت الذي كان يعطيه لمتابعة أدق التفاصيل في لبنان أحيانا، فضلاً عن ترجمته تعهداته في قرارات دولية متلاحقة من القرار 1559 إلى القرار 1701 بما يتوافق مع نظرة 14 آذار"، لذلك كانت تفضل ضمان إستمرار هذه السياسة بوصول ماكين إلى البيت الأبيض، من دون أن يغيب عن مكوناتها لاحقاً عنصرا الإعجاب والتشويق لاحتمال وصول "أسمر" للمرة الأولى إلى "البيت الأبيض".
أما فريق المعارضة الذي يقوده "حزب الله "فأبدى من الأساس ميلا واضحا إلى أوباما وتمنى فوزه ذاهباً في آماله إلى حد توقع تغيير جذري في السياسة الأميركية الخارجية التي أفرطت في استخدام القوة مع مناهضيها . تغيير ينعكس على لبنان والمنطقة انكفاء لعاصفة بوش ومشروعه "الشرق الأوسط الجديد" الذي تسبب بحسب أدبيات الحزب وحلفائه في موجة اللا إستقرار التي تضرب المنطقة منذ 11 أيلول / سبتمبر 2001 .
لكن المتابعين بدقة في بيروت لما يجري في المنطقة تمكنوا من توليد اقتناع عام لدى الطرفين بأن السياسة الأميركية الخارجية لن تشهد تغييراً جذرياً في عهد أوباما إذا فاز بالرئاسة وفق المرجح حتى الآن، لأن هذه السياسة تنطلق من إستراتيجية ثابتة سواء كان الجمهوريون أم الديمقراطيون في البيت الأبيض، كما أن موقع لبنان وأهميته في السياسة الأميركية ليسا خاضعين لتغييرات مزاجية ولا تتأثر بلون بشرة الرئيس. فليس بهذه الطريقة تسير الأمور في واشنطن .
بناء على هذا الإقتناع يتحمس اللبنانيون جميعاً لباراك أوباما ووعده بالتغيير، لعل شيئاً منه جميلاً يصل إليهم.