اوباما يلعب مباراة كرة سلة لتجنب انتظار النتيجة

شيكاغو: تمسك المرشح الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الاميركية باراك اوباما بالعادة التي درج عليها، وهي لعب مباراة كرة سلة لتجنب انتظار نتائج الانتخابات. وتوجه اوباما بعد الظهر الى ملعب في الحي الغربي لمدينة شيكاغو، لكن المسؤولين عن حملته لم يحددوا مع من يلعب اوباما هذه المباراة.

ودرج اوباما (47 عاما) وهو اول اميركي اسود ينجح في الحصول على ترشيح احد الحزبين الاميركيين الكبيرين لخوض انتخابات الرئاسة، على لعب مباراة كرة سلة في كل مرة يكون فيها مضطرا الى انتظار نتيجة انتخابات.

وهذا ما قام به خلال الانتخابات التمهيدية الطويلة التي نافس خلالها هيلاري كلينتون داخل حزبه. وبدأ اوباما ممارسة هذه العادة اثناء الانتخابات التمهيدية في ايوا في كانون الثاني/يناير الماضي عندما فاز على هيلاري كلينتون ليبدأ رحلته التاريخية للوصول الى البيت الابيض.

الاميركيون السود "يشعرون بان التاريخ يتحرك"

"لم اكن اتصور انني ساعيش لارى هذا اليوم". هكذا يعبر ميتشل ريشيدا بهذه الكلمات عن مشاعر العديد من انصار باراك اوباما الذين ينتظرون دخول حديقة شيكاغو حيث يتطلعون الى الاستماع الى خطاب اول رئيس اسود للولايات المتحدة.

ويقول هذا السائق الاسود ابن ال51 عاما "التاريخ يتحرك انني واثق بذلك". ويوضح الرجل انه جلس عند مدخل غرانت بارك في قلب المدينة الكبرى في ولاية ايلينوي (شمال) منذ الثامنة والنصف لكي يتأكد انه سيقترب من مرشحه. ويضيف ريشيدا "لو لم اكن اعمل مساء الاثنين لجئت بالامس"، مؤكدا انه "سعيد بكل كبيرة وصغيرة تحدث الان".

وعند الساعة الثانية عشرة اي قبل ثماني ساعات ونصف ساعة من فتح ابواب الحديقة التي سيتحدث فيها اوباما الى محبيه في ما قد يكون اول خطاب رئاسي له، جلس نحو 200 شخص على الارصفة في جو من البهجة ولكن ايضا من الادراك العميق لاهمية اللحظة.

وقالت غويندولن روجرز لوكالة فرانس برس "انه اهم حدث في حياتي على الارجح، وكنت اريد فعلا ان اكون هنا لاعيش هذه اللحظة".

وتضيف هذه الطالبة (22 عاما) التي تدرس في معهد لفنون الطهو "سيطرت علي فكرة +لقد كنت هناك+".

وينتشر شعار "لقد كنت هناك" على شارات وقمصان تباع قرب مدخل حديقة غرانت بارك حيث يستمتع انصار المرشح الديموقراطي بجو صحو غير مألوف في هذا الوقت من العام.

ويعتبر غوس ميكالابولوس وهو مهندس اتصالات في السادسة والثلاثين ان "الحدث ليس تاريخيا فقط" لان اول مرشح اسود يخوض السباق الى الرئاسة، "ولكن لانها المرة الاولى منذ فترة طويلة يصوت فيها الناس لصالح مرشح وليس ضد مرشح اخر".

ويصف هذا الرجل الابيض اوباما بانه "ذكي وقادر على اثارة حماسة" الناخبين.

ويضيف "آن الاوان ليأتي شخص من هذه النوعية الى البيت الابيض، اما كونه اميركيا افريقيا فتلك هي الفاكهة التي نضعها فوق الكعكة".

وفيما كان اهالي شيكاغو بعيدين من التوتر، فان حديقة غرانت بارك احاطت بها اجراءات امنية استثنائية وكانت مروحيات الشرطة تحلق فوقها.

وانتشر رجال شرطة عند كل المداخل المؤدية الى هذه الحديقة العامة الضخمة الواقعة على ضفاف بحيرة مشيغن والتي تقع في محاذاتها مجموعة كبيرة من ناطحات السحب. وبدا المدخل الجنوبي للحديقة، قرب المركز الصحافي، كحاجز مروري في احدى دول الشرق الاوسط اذ وضعت فيه كتل ضخمة من الاسمنت بعد منطقة خالية طولها 200 متر.

وفي نهاية هذا الممر، كان اعضاء "الجهاز السري" وهي الشرطة المكلفة حماية الشخصيات المهمة في الولايات المتحدة، يقومون بعمليات تفتيش دقيقة من خلال ابواب الكترونية وكلاب بوليسية وتفتيش شخصي.

وتم توزيع بطاقات دعوة على 65 الف شخص ابدوا رغبتهم في الاستماع الى خطاب اوباما في المساء، اذ لن يسمح لمن لا يحمل هذه البطاقات بدخول الحديقة.

ولم يعلن فريق اوباما موعدا محددا لظهور المرشح، لكنه لن يتحدث بالتأكيد قبل انتهاء عمليات الاقتراع على الساحل الغربي للولايات المتحدة حيث فارق التوقيت مع شيكاغو يبلغ ساعتين. وتغلق مكاتب الاقتراع في الساعة 20,00 بالتوقيت المحلي في كاليفورنيا اي في الساعة 22,00 بتوقيت شيكاغو ((04,00 ت غ).