أخبار

الرئيس الجديد في الصحف البريطانية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: موضوع الانتخابات الأميركية طغى على الصحف البريطانية الصادرة صباح الأربعاء، فجميع الصحف خصصت لها مساحات مهمة ليس في صفحاتها الأولى فحسب، بل في زوايا الرأ والافتتاحيات في الصفحات الداخلية أيضا.

ماذا ينتظر الرئيس الجديد ؟
في صحيفة الاندبندنت كتب هيمش ماكري مقالا بعنوان "تحد كبير بانتظار الرئيس الجديد" استعرض فيه التركة التي خلفها له الرئيس الحالي.

على رأس الهموم التي ستواجه الرئيس الجديد، يقول الكاتب، سيكون الاقتصاد الذي يعاني حالة من الكساد والاعتماد على مستثمرين أجانب سيكون على الرئيس الجديد تخليص الاقتصاد الأميركي من تبعيته لهم، وهو ما سيكون مهمة صعبة.

ويسهب الكاتب في تحليل حالة الاقتصاد الأميركي، فيقول ان المواطنين الأميركيين أصيبوا بالهلع وانتابهم الخوف نتيجة للوضع، ويقف الهلع وراء تقلص الرغبة الشرائية للمستهلك الأميركي.

اذن فالمهمة الأولى الملقاة على عاتق الرئيس الجديد، يقول ماكري، هي اعادة التفاؤل الى المواطن الأميركي، ويستشهد الكاتب بمقولة للرئيس فرانكلن روزفلت الذي وصل الى منصب الرئاسة في ظل أوضاع اقتصادية تفوق في سوئها الأوضاع الحالية، وقال في خطاب تنصيبه:" أولا وقبل كل شيء دعوني أؤكد إيماني الراسخ بان الشيء الوحيد الذي يجب أن نخافه هو الخوف نفسه"، في أشارة الى خطورة اليأس والاحباط.

عناق متحفظ
أنما صحيفة الديلي تلغراف فتكتب ميري ريديل مقالا بعنوان "على جوردون براون أن يعانق الرئيس الجديد، ولكن بشيء من التحفظ".

تستهل الكاتبة مقالها بالتحذير من الأحلام، وتعطي مثالا عليها "حلم القضاء على الإرهاب" الذي انهار، وكذلك انهار الاقتصاد القائم على "الأوهام والجشع".

وتقول الكاتبة، ان جوردون براون الذي كان يتظاهر ان تعاونه مع جورج بوش كان يسير بشكل سلس الا انه لا بد سعيد برحيله.

وتضيف ان رئيس وزراء بريطانيا سيكون حريصا على أن لا يقترب أكثر مما يجب من رئيس الولايات المتحدة الرابع والأربعين، حيث أثبتت الحرب على العراق مدى خطورة ذلك.

ولكن علاقة براون بالرئيس الأميركي الجديد ضرورية لنجاحه في مهامه المقبلة، ومنها إصلاح المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة والبنك الدولي، وانجاز الهدف الألفي المتمثل بانقاذ الشعوب الأكثر فقرا وإعادة بناء الاقتصاد العالمي، حسب الكاتبة.

ولا بد أن براون أدرك أيضا، تقول الكاتبة، أن أيا من المرشحين لن يجلب معه التزاما أيديولوجيا، وبالتالي فبغض النظر عن الفائز في الانتخابات فان الدور الأميركي في العراق سيقل، وكذلك وعد كلا المرشحين بالعمل لمواجهة التغير المناخي.

مهام صعبة
أما في صحيفة الغارديان فيوجه جوناثان فريدلاند رسالة الى الرئيس المقبل المجهول الهوية، ويبدأ الرسالة مخاطبا أوباما، وينتظر القارئ أن ينتقل الى ماكين في جزء منها ولكن هذا لا يحدث، باستثناء بعض الجمل المعترضة هنا وهناك.

بستعرض الكاتب المشاكل التي سيواجهها أوباما في البداية، وفي مقدمتها الشرخ الذي حصل بين مؤيديه ومؤيدي ماكين، والقائم على أساس عنصري مبني على استهجان دخول رجل أسود الى البيت الأبيض.

أما المشكلة التالية فهي بالضبط العامل الذي ساهم في رفع أسهمه في الفترة الأخيرة، وهو الأزمة الاقتصادية التي عليه مواجهتها، وان فشله في ذلك كفيل بالاجهاز على شعبيته.

ويقول كاتب الرسالة ان الوقت الأنسب لمواجهة جميع المشاكل هو عقب دخوله البيت الأبيض مباشرة، لأنه يكون بكامل قوته وتأثيره، وبمرور الوقت تزداد مواجهة المشاكل صعوبة.

الأعباء التي سيواجهها أوباما مصدرها الأمال التي يعقدها عليه مؤيدوه، كما يقول الكاتب، وأن الفشل في تحقيقها سيكون مرا.

انتخابات مميزة
في صحيفة التايمز يكتب دانييل فينكيلشتاين مقالا بعنوان "أربعة أسباب تجعل هذه الانتخابات مميزة" يستهلها بالقول ان سبب كون هذه الانتخابات مميزة ليس وجود مرشحين استثنائيين، بل المعادلة معكوسة: كان هناك حاجة لمرشحين استثنائيين لخوض انتخابات مميزة أصلا، فالشعب الأميركي قد تغير، حسب الكاتب الذي يقول ان أهم ما تغير هو الموقف من العنصرية، وهو ما أظهرته هذه الانتخابات.

عام 1962 قال جورج والاس في ألاباما: "أقول: الفصل (العنصري) الآن، والفصل غدا، والفصل الى الأبد"، وفي عام 2008 اختار ديموقراطيو ألاباما باراك أوباما مرشحا للرئاسة.

لقد خضعت السياسة التقليدية لأميركا البيضاء للتحول، يقول الكاتب ويضيف ان البلاد تخضع لتحول ديموغرافي أيضا بسرعة ظاهرة للعيان، وتفيد بيانات مكتب الإحصاء الأميركي ان البيض في الولايات المتحدة سيتحولون إلى أقلية بحلول عام 2042.

ويخلص الكاتب الى القول ان أميركا لن تعود كما كانت أبدا لأن الأميركيين أنفسهم قد تغيروا، فقد تغير العالم أيضا ومعه تغير الدور الأميركي فيه، كذلك فان الطبقة الوسطى الصاعدة تلعب دورا متزايدا في السياسة الأميركية، بالاضافة الى ان البرنامج الجمهوري التقليدي لم يعد صالحا.

كل ما سبق جعل الانتخابات الحالية مميزة، حسب الكاتب، لأنها جاءت وسط كل التغيرات المذكورة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف