اوباما لن يركز على ملفات الشرق الاوسط قريبا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: رأى محللون ان الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما لن يركز جديا على مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين قبل بضعة اشهر، علما انه جعل موضوعي التصدي للقاعدة في افغانستان والانسحاب من العراق اولوية لديه.
وبعيد اعلان فوز اوباما التاريخي في الانتخابات الرئاسية الاميركية، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرئيس الجديد الى تكثيف جهوده لايجاد تسوية للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني، طالبا منه "اعطاء الاولوية الاولى للسلام في الشرق الاوسط".
لكن ناثان براون من مركز كارنيجي للسلام الدولي اعتبر ان الادارة الاميركية المقبلة لن تطلق اي مبادرة جدية قبل الانتخابات الاسرائيلية المقررة في العاشر من شباط/فبراير.
وقال هذا الخبير في شؤون الشرق الاوسط "في رأيي، ينبغي الانتظار حتى الربيع المقبل، اي اذار/مارس او نيسان/ابريل وليس حتى موعد تسلم الرئيس المقبل مهماته في كانون الثاني، لتبلور الادارة الجديدة استراتيجية".
ذلك ايضا هو رأي تمارا ويتس من معهد بروكينغز، فقد اعتبرت هذه المتخصصة في الشرق الاوسط التي كانت مستشارة لاوباما خلال حملته ان "المنطق يقضي بمواصلة عملية السلام الاسرائيلية-الفلسطينية، ولكن ثمة اولويات اخرى".
ولاحظت ويتس ان الوضع على الارض "لا يحمل مؤشرات جيدة للمفاوضات"، مذكرة بان اوباما سيتسلم مهماته قبل الانتخابات التشريعية المبكرة في اسرائيل.
واوضحت ان الرئيس الجديد قد يكتفي بتوجيه رسالة مع تسلم مهماته في 20 كانون الثاني، مظهرا تصميمه على مواصلة عملية السلام، واضافت "هذا الامر قد يعطي سببا للاسرائيليين ليدعموا مرشحا يؤيد المفاوضات بدل شخص يقول: لا شريك لنا".
وانطلقت المفاوضات بين الدولة العبرية والفلسطينيين قبل عام في مؤتمر انابوليس قرب واشنطن بمبادرة من الرئيس جورج بوش، لكن الانقسام بين حركة فتح بزعامة عباس وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ حزيران 2007 يزيدها تعقيدا.
ودعت حماس الرئيس المنتخب الاربعاء الى ان "يتعلم من اخطاء الادارات السابقة خصوصا ادارة بوش التي دمرت افغانستان والعراق ولبنان وفلسطين"، مطالبة اياه ب"الا ينحاز للاحتلال الاسرائيلي".
واتصف موقف اسرائيل من انتخاب اوباما بالحذر. واعتبرت رئيسة حزب كاديما ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني المرشحة لرئاسة الوزراء ان الرئيس الاميركي المنتخب "يلتزم بعمق امن اسرائيل".
من جهته، ابدى زعيم المعارضة اليمينية بنيامين نتانياهو، ابرز منافسي ليفني، ثقته بانه قادر على التعاون مع اوباما من اجل السلام في الشرق الاوسط.
لكن زلمان شوفال السفير الاسرائيلي السابق في الولايات المتحدة اكد ان النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين ليس اولوية لدى اوباما، وقال "عليه ان يهتم اولا بالقضايا الداخلية، بالعراق وايران ثم بالنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني. وبالنسبة الى الملف الاخير، اذا حاول تغيير الامور سريعا فسيكون مهددا بالفشل".
وتصل وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بعد ظهر الخميس الى اسرائيل في وقت دعا فيه العديد من وزراء الحكومة الانتقالية الى تجميد اي تفاوض مع الفلسطينيين حتى الانتخابات المقبلة.
وستشارك رايس في اجتماع للجنة الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة في شرم الشيخ بمصر في الثامن والتاسع من تشرين الثاني.
وسيخصص الاجتماع لعرض التقدم الذي احرز في مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
نسبة مشاركة قياسية في الانتخابات الرئاسية الاميركية
من جهة أخرى،افادت معطيات من مصادر عدة الاربعاء ان المشاركة في الانتخابات الرئاسية الاميركية التي فاز فيها باراك اوباما بلغت نسبة قياسية.
ونقل موقع "ريل كلير بوليتيكس" المستقل عن مايكل ماكدونالد من جامعة جورج مايسون ان نحو ثلثي الناخبين المدرجة اسماؤهم شاركوا في الانتخابات على المستوى الوطني، لافتا الى ان نسبة المشاركة هذه لم تسجل منذ العام 1908.
وافادت استطلاعات رأي لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع اجرتها شبكة سي ان ان الاميركية ان باراك اوباما حظي بتأييد 43 في المئة من مجمل الناخبين البيض و54 في المئة من البيض الذين تقل اعمارهم عن ثلاثين عاما. اما الاميركيون السود فمنحوه اصواتهم بنسبة 96 في المئة.
وفي ولاية فلوريدا الرئيسية التي يقطنها 11,2 مليون شخص، بلغت نسبة المشاركة 72 في المئة وساهمت حماسة الناخبين لمصلحة اوباما في تبديل صورة الولاية التي كانت صوتت لجورج بوش قبل اربعة اعوام، وذلك وفق ارقام نشرتها سلطات الولاية.
وافادت مصادر رسمية اخرى ان نسبة المشاركة تجاوزت سبعين في المئة في العديد من الولايات الرئيسية، ما ادى الى احداث تغيير كبير داخل الهيئة الناخبة، كما في ميسوري وكارولاينا الشمالية واوهايو.
وكانت نسبة المشاركة بلغت 63 في المئة العام 1960 مع انتخاب الرئيس الراحل جون كينيدي. لكنها تراجعت العام 2004 مع اعادة انتخاب جورج بوش الى 55,3 في المئة.