صواريخ "إسكندر" ردًا على الدرع الصاروخي الأمريكي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن، موسكو، واشنطن، بروكسل: المنظومة الصاروخية الروسية البالستية "اسكندر" التي أعلنت موسكو الاربعاء انها ستنشرها في منطقة كالينينغراد، الجيب الروسي على بحر البلطيق بين بولندا وليتوانيا، عبارة عن صاروخ قصير المدى في صيغته الحالية ولكن هناك نسخة اكثر تطورا قيد الدراسة حاليا، بحسب مجلة جينز البريطانية المتخصصة.
ويبلغ المدى الاقصى لصاروخ "اسكندر"، الذي تريد موسكو نشره ل"ابطال" مفعول الدرع الاميركية المضادة للصواريخ، 400 كلم بحسب ما اوضح دوغ ريتشاردسون رئيس تحرير مجلة "جينز ميسايلز اند روكتس" لوكالة فرانس برس.
وبهذا المدى، لا يشكل نشر هذا الصاروخ في الجيب الروسي خرقا لمعاهدة القوات النووية المتوسطة، وهي اتفاق اميركي روسي دخل حيز التنفيذ في ايار 1998 يحظر نشر صواريخ بالستية يتراوح مداها بين 500 و5500 كلم.
ولكن ريتشاردسون يقول ان "الروس يطورون حاليا نسخة ذات مدى اطول"، مشيرا الى ان نائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفانوف اعلن في 2007 ان الطراز الجديد من هذا الصاروخ قد يتجاوز مداه 500 كلم، من دون مزيد من الايضاحات.
وبحسب مجلة جينز فان مدى الصاروخ في نسخته الاساسية التي حملت اسم "تندر/اسكندر-ام" كان يتراوح بين 100 و400 كلم. ويختلف المدى باختلاف الشحنة التي يحملها والتي تتراوح من 480 الى 700 كلغ. واذا ما شحن الصاروخ بالعبوة القصوى يصبح عندها مداه الاقصى 300 كلم بحسب المجلة.
وجرت اولى التجارب الكاملة على اسكندر-ام في الجو في تشرين الاول/اكتوبر 1995 وتسلم الجيش الروسي اولى هذه الصواريخ في 2007. ونشرت اولى هذه الصواريخ التي تدخل الخدمة الفعلية شمال القوقاز واقصى الشرق الروسي. ومن المقرر انتاج 120 صاروخ اسكندر حتى العام 2015، بهدف تجهيز خمسة الوية روسية بحسب جينز.
اما النسخة المعدة للتصدير من هذا الصاروخ فتحمل اسم "اسكندر-اي" وتم صنعها للمرة الاولى رسميا في 1999. ويصل المدى الاقصى لهذا الصاروخ الى 280 كلم وزنة شحنته 480 كلغ.
ونفت موسكو ان تكون قد باعت عددا من هذه الصواريخ الى ايران في 2001 والى سوريا في 2005. ولكنها اكدت بالمقابل انها باعت في 2007 بيلاروسيا منظومة "اسكندر-اي" التي يفترض ان تدخل الخدمة الفعلية بحلول 2010.
وكان الرئيس ميدفيديف قد أعلن في رسالته السنوية التي وجهها إلى البرلمان الفدرالي الروسي اليوم أن روسيا ستنشر في حالة الضرورة منظومات صواريخ "إسكندر" في مقاطعة كالينينغراد لتحييد عناصر المنظومة الأمريكية المضادة للصواريخ في أوروبا.
وقال الخبير: "إن نشر منظومات "إسكندر" بمدى إطلاق حتى 300-500 كلم سيتيح عند الضرورة إمكانية التعامل مع مصادر خطر محتملة ناجمة عن أراضي بولندا بالكامل وكذلك عن جزء من ألمانيا وتشيكيا".
وأضاف: "ردا على نشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ كان بالإمكان استعمال قاذفات أو صواريخ منصوبة في قواعد تحت الأرض. غير أنه من الناحيتين الاقتصادية والعسكرية تعتبر منظومات "إسكندر" ردا مثاليا".
واشنطن تعرب عن "خيبة املها" حيال القرار الروسي
اعلنت الولايات المتحدة الاربعاء ان التهديد الروسي بنشر صواريخ "اسكندر" في منطقة كالينينغراد ردا على مشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا، "مخيب للامال".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ردا على سؤال حول تصريحات الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، ان "الاجراءات التي اعلنت اليوم من جانب الحكومة الروسية مخيبة للامال".
واكد ماكورماك ان المشروع الاميركي للدرع المضادة للصواريخ ليس "موجها ضدهم"، آملا ان "يتنبهوا الى هذا الامر يوما ما".
واضاف المتحدث ان "مواقع الدفاع المضاد للصواريخ في جمهورية تشيكيا وبولندا ليست موجهة ضد روسيا. ان هذا النظام الدفاعي يهدف الى ضمان حماية ضد دول مارقة على غرار ايران، تعمل على تقنيات صواريخ بعيدة المدى".
وكانت وزارة الدفاع الاميركية اكدت في وقت سابق انها ماضية في نشر عناصر من الدرع المضادة للصواريخ في اوروبا رغم مواقف موسكو.
وقال المتحدث باسم البنتاغون براين ويتمان "لا شيء في المعلومات التي وردت اليوم يبدل موقفنا، اي السعي الى التعاون مع شركائنا الاوروبيين".
ووقعت واشنطن اخيرا مع براغ ووارسو اتفاقات لتنفيذ هذا المشروع بحلول العام 2012، ويقضي بنصب رادار في جمهورية تشيكيا وعشرة صواريخ اعتراضية في بولندا. واثار المشروع استياء موسكو التي اعتبرته تهديد لامنها.
الحلف الاطلسي يعرب عن قلقه
بروكسل: اعرب الحلف الاطلسي عن قلقه لجهة ملاءمة احتمال نشر صواريخ روسية في منطقة كالينينغراد مع اتفاقيات مراقبة التسلح، على ما قال الاربعاء متحدث باسم الحلف لوكالة فرانس برس.
واوضح روبرت بيسيزل اثر اعلان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف نشر صواريخ "اسكندر" في هذا الجيب الروسي المجاور لدول اعضاء في الحلف الاطلسي وفي الاتحاد الاوروبي "اذا ما تأكد هذا الامر فانه يثير قلقا جديا لجهة ملاءمته مع القواعد القائمة في مجال مراقبة التسلح".
وكان الرئيس الروسي اوضح ان الهدف من نشر هذه الصواريخ ارض-ارض التكتيكية ذات المدى القصير هو "صد" الدرع المضادة للصواريخ الاميركية المزمع نصبها في بولندا وتشيكيا.
وكانت روسيا عارضت دون جدوى مشروع الدرع الاميركية الذي تعتبره مناهضا لمصالحها الاساسية الامنية. وتؤكد واشنطن ان الدرع موجهة ضد دول مثل ايران التي يمكن ان تحوز ترسانة بالستية ونووية في السنوات المقبلة وليس ضد قوة الردع الروسية الضخمة.
واضاف المتحدث باسم الحلف ان نشر صواريخ اسكندر "لا يشجع على تحسين العلاقات بين الحلف الاطلسي وروسيا" في الوقت الذي تشهد فيه هذه العلاقات اسوأ مرحلة فتور منذ سنوات.
ولم يجتمع مجلس الحلف الاطلسي وروسيا منذ نهاية آب الماضي بعد ان قرر الحلف ربط استئناف اجتماعاته باحترام وقف اطلاق النار بين روسيا وجورجيا الموقع في 12 آب.
التعليقات
بيروت لبنان
سيف الدين عمر -Added: 07-Nov-2008 14:46 GMT بدا قرار الولايات المتحدة نشر الدرع الصاروخية في بولندا القريبة من روسيا منافيا للتعهدات الامريكية بعدم نشر اسلحة في العالم تهز الاستقرار العالمي وتستفز الدول الاخرى . ولا شك ان نشر الدرع الصاروخية الامريكية يشكل تحد مباشرا لجمهورية روسيا التي تحاول عبر سياستها الحكيمة خلق عالم متعدد الاقطاب يؤدي الى الاستقرار العالمي. ان قرار نشر صواريخ باليستية لن يؤدي الى الاستقرار بل الى خلق مخاوف من عودة الحرب الباردة التي تسعى الولايات المتحدة الى احيائها فيما تسعى الدول الاخرى الى حل المشاكل والنزاعات بالطرق الديبلوماسية والسياسية .واذا كان العالم قد رحب بانتخاب باراك اوباما رئيسا لامريكا فانه ينتظر منه ان يقلص عدد الصواريخ او الرؤوس النووية التي تمتلكها بلاده تبعا للاتفاقية المعقودة مع روسيا والتي التزمت بها هذه الاخيرة كل السنوات الماضية وليس نشر مزيد من الصواريخ في العالم.
بيروت لبنان
سيف الدين عمر -Added: 07-Nov-2008 14:46 GMT بدا قرار الولايات المتحدة نشر الدرع الصاروخية في بولندا القريبة من روسيا منافيا للتعهدات الامريكية بعدم نشر اسلحة في العالم تهز الاستقرار العالمي وتستفز الدول الاخرى . ولا شك ان نشر الدرع الصاروخية الامريكية يشكل تحد مباشرا لجمهورية روسيا التي تحاول عبر سياستها الحكيمة خلق عالم متعدد الاقطاب يؤدي الى الاستقرار العالمي. ان قرار نشر صواريخ باليستية لن يؤدي الى الاستقرار بل الى خلق مخاوف من عودة الحرب الباردة التي تسعى الولايات المتحدة الى احيائها فيما تسعى الدول الاخرى الى حل المشاكل والنزاعات بالطرق الديبلوماسية والسياسية .واذا كان العالم قد رحب بانتخاب باراك اوباما رئيسا لامريكا فانه ينتظر منه ان يقلص عدد الصواريخ او الرؤوس النووية التي تمتلكها بلاده تبعا للاتفاقية المعقودة مع روسيا والتي التزمت بها هذه الاخيرة كل السنوات الماضية وليس نشر مزيد من الصواريخ في العالم.