أخبار

واقعية وعود أوباما في ميزان الصحافة البريطانية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: لليوم الثالث على التوالي تتصدر الانتخابات الأميركية والفوز الساحق لباراك أوباما فيها اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة الخميس، ولليوم الثالث على التوالي تشبع الصحف الموضوع عرضا وتحليلا وتقارير إخبارية، متناولة أهمية الحدث وتأثيره على الولايات المتحدة والعالم.

ماذا بعد ؟

كثيرة هي المقالات التي كتبت حول التحديات التي تواجه الريئس الأميركي المنتخب، أحدها ما كتبه في صحيفة الاندبندنت جوان هاري بعنوان "علاج الأزمات العالمية يتطلب من الرئيس الجديد أن يبقى قويا".

يستهل هاري مقاله بالقول :سيدي الرئيس، هذا كان الجزء الأسهل: أن تصبح أول رئيس أسود نتيجة فوز كاسح في الانتخابات، أن تفوز حتى في فرجينيا، العاصمة السابقة للعبودية لم يكن شيئا سهلا، ولكن هناك مجموعة من القنابل الموقوتة التي عليك أن تنزع فتائلها، وبسرعة.

ويعدد هاري القنابل الموقوتة التي تنتظر نزع الفتيل، ومنها الاقتصاد المنهار، والوضع المناخي الذي يقترب من الهاوية وحروب أميركا.

ويخاطب هاري أوباما قائلا: يجب أن تبدأ بعمل شيء لم تكن إدارة بوش قادرة على عمله: الاعتراف بأن قدرة أميركا على إعادة تشكيل الواقع محدودة: لن تستطيع اجتثاث الطالبانية من أفغانستان بالقوة.

ثم يقدم الكاتب اقتراحاته لكيفية معالجة الوضع في أفغانستان.

ويختتم الكاتب مقاله بالقول ان هذه هي البداية فقط، وأن هناك مشاكل أخرى تنتظر الحل لاحقا.

"فوز لأميركا، فوز للعالم"

وفي صحيفة الغارديان تكتب وانجاري ماثاي من نيروبي مقالا بعنوان "الولايات المتحدة فازت، وتبعها العالم" تنافش فيه تاثير فوز أوباما على أجزاء أخرى من العالم، خاصة إفريقيا.

تصف ماثاي الفرح الذي عم كينيا، بلد منشأ أوباما، حين إعلان انتخابه، وترى الكاتبة ان انتخابه يتضمن رسالة قوية مفادها أن بإمكان الشخص القفز على الكثير من الحواجز اذا تحلى بالقوة والتصميم، وان الحاجز العرقي يمكن تجاوزه، وهو درس ترى الكاتبة أن العديد من الزعماء الأفارقة بحاجة الى أن يتعلموه.

وتخاطب الكاتبة الأفارقة قائلة ان أثر انتخاب أوباما على حياتهم لن يكون مباشرا، فهو لن يطعمهم ولن يكسوهم، ولكن عليهم الاستفادة من الوضع الإيجابي الذي خلقه انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.

وتتمنى الكاتبة على أوباما الاهتمام بمشاكل البيئة، وأن تساعد إدارته افريقيا على حماية غاباتها.

وفي نهاية المقال ترى الكاتبة ان الحلم الذي تحدث عنه مارتن لوثر كينج قد تحقق بانتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأميركية.

"اللغة سلاح ذو حدين"

وفي صحيفة التايمز نطالع مقالا بعنوان "سيدي الرئيس المنتخب، انتبه للغتك" كتبته أليس ووكر.

تسجل الكاتبة اعتراضها على ماقاله أوباما من أنه في حال انتخابه رئيسا فانه سيلاحق أسامة بن لادن في جبال باكستان الى أن يقتله، وتقول مع أن هدف أوباما كان الظهور بمظهر القوي الا أن تصريحه تكتنفه مشاكل أخلاقية وعلى مستوى سياسي.

وتقول الكاتبة انه في كل مرة كرر فيها أسامة بن لادن القول "سنقتل أسامة بن لادن" فانها أحست بأن ثقتها بمدى صلاحيته الاخلاقية للقيادة اهتزت.

وتشير الكاتبة الى خطر ارتباط شخصية أوباما بالصورة النمطية في الوعي الأميركي للرجل الأسود والمرتبطة بالقسوة والقتل.

وتختتمم الكاتبة مقالها، بعد أن تشير الى إعجابها بأوباما وخوفها عليه، بالقول أن ما كتبته ليس انتقادا بل تحذير بنية حسنة، تحذير من قوة اللغة وسطوة الكلمات الكفيلة بإعطاء صورة معينة عن الشخص الذي يتفوه بها.

هل كانت الوعود واقعية ؟

وفي صحيفة الديلي تلغراف كتب سيمون هيفر من نيويورك مقالا بعنوان "نصر باراك أوباما التاريخي: والآن نريد أن نعرف ماذا يعني التغيير".

ويستعرض الكاتب أهمية الحدث في بلد كالولايات المتحدة، حيث الى فترة ليست بعيدة كان هناك فصل عنصري في الحافلات وكان السود يمنعون من الادلاء بأصواتهم.

ويعقد الكاتب مقارنة بين وعود أوباما بالتغيير والوعود التي قطعها "حزب العمال الجديد" في بريطانيا عام 1997 والأمال التي عقدها عليها الناخبين ثم خيبة الأمل التي أصيبوا بها.

يتساءل الكاتب عن مدى واقعية الوعود التي قطعها أوباما ويحذر من أن الآمال المعقودة عليه عالية بشكل غير واقعي، والظروف في الداخل والخارج تجعل الامكانية محدودة، وبالتالي لا مفر من التسبب بخيبة الأمل.

ويختتم الكاتب مقاله بالقول انه كما في جميع مجالات السياسة فان الانتخابات هي بمثابة بداية النهاية لشهر العسل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف