مدفيديف قد يثير إستياء الغرب بدل "ترهيب" أوباما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بروكسل: يرى محللون أن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف يسعى إلى دفع واشنطن للتخلي عن درعها المضادة للصواريخ عبر التهديد بنشر صواريخ في كالينينغراد، لكنه قد يثير استياء الغرب بدءا بنظيره الاميركي الجديد باراك اوباما. وابدى حلف شمال الاطلسي مساء الاربعاء قلقه حيال مدى تطابق هذه الخطوة القاضية بنشر صواريخ اسكندر في جيب كالينينغراد بين بولندا ولتوانيا، مع اتفاقات مراقبة التسلح.
واكد مدفيديف ان هذا الاجراء يهدف الى "صد" الدرع الاميركية المضادة للصواريخ. وتعارض موسكو المشروع الاميركي بنصب رادار في جمهورية تشيكيا وعشرة صواريخ اعتراض في بولندا، معتبرة انه يتنافى ومصالحها الحيوية، لكن هذا الموقف ظل من دون جدوى.
وفي هذا السياق، قد تعمد روسيا الى تطوير مدى صاروخ اسكندر البالغ حاليا 280 كلم الى ما يتجاوز 500 كلم، ما يعني انسحابا واضحا من معاهدة 1987 الروسية الاميركية حول حظر القوات النووية الوسيطة، علما ان موسكو توعدت مرارا بهذا الانسحاب.
وبعد قيام موسكو بتعليق معاهدة القوات التقليدية في اوروبا، سيشكل هذا الامر افراغا جديدا لاتفاقات التسلح في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، من مضمونها. واذا كان نشر هذه الصواريخ سيضاعف توتر العلاقات بين الدول الغربية وروسيا، فانه لن يبدل المعطيات العسكرية في ذاتها.
وقال جوزف هنروتين من شبكة الدراسات الاستراتيجية البلجيكية ان "مشروع نشر صواريخ اسكندر كبديل من صواريخ توتشكا القديمة في منطقة كالينينغراد يعود في الواقع الى العام 2000، وقد تأخر بسبب الافتقار الى المال". وحتى رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك الذي استهدفت بلاده مباشرة في هذه الخطوة، اعتبر ان تصريحات مدفيديف "عملا سياسيا اكثر منه عسكريا".
لكن المحللين يختلفون حول رد فعل الادارة الاميركية المقبلة من خطاب مدفيديف العالي النبرة. ففي رأي فرنسوا هايسبورغ المستشار الخاص لدى مؤسسة البحث حول الامن في باريس ان "مناورة الترهيب التي قام بها الروس قد ترتد عليهم". وقال "اذا كانوا يتوقعون ان تتخلى الولايات المتحدة عن نشر درعها فهم مخطئون".
وبخلاف جمهوريي ادارة الرئيس جورج بوش، لم يظهر الديموقراطيون حماسة كبيرة حيال المشروع المكلف للدرع الاميركية المضادة للصواريخ في غرب اوروبا. لكن هايسبورغ لاحظ ان "لدى اوباما حساسية بالغة حيال كل ما يضعف صورته ويظهره سهل المنال"، وخصوصا ان خصومه انتقدوا قلة خبرته الدولية واعتبروها نقطة ضعف لديه خلال حملته الانتخابية. واضاف ان الرئيس الاميركي المنتخب "يرفض في بداية ولايته اعطاء انطباع انه قد يخضع للضغوط بسهولة".
في المقابل، رأى اندور كوشينز مدير فرع روسيا واوروبا-اسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ان ارتكاب الكرملين خطأ جديدا على مستوى "العلاقات العامة" لن يمنع الادارة الاميركية الجديدة من تغيير مقاربتها مع موسكو. واكد ان "دبلوماسية لا تلائم روسيا لن تكون قابلة للحياة". واضاف "لم نعرف ان نأخذ المخاوف الامنية الروسية في الاعتبار، وعدم قيامنا بذلك لن يتيح لنا احراز تقدم في قضايا مراقبة الاسلحة وانتشارها"، مشددا خصوصا على ضرورة "اقناع الايرانيين بجدية التعاون الروسي الاميركي".
واستنتج الخبير الاميركي "اعتقد ان علينا بذل مزيد من الجهود لاشراك الروس في استراتيجية دفاعية مضادة للصواريخ تشهد تطورا مستمرا في اوروبا، وارى اننا قادرون على ذلك".