استئناف مفاوضات الشراكة الأوروبية مع روسيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
براغ: انتخاب أوباما لن يؤثر على نشر الدرع الصاروخي بروكسل، موسكو: رأت المفوضية الأوروبية ضرورة العودة إلى التفاوض مع روسيا بشأن التوصل إلى إتفاق شراكة معمق مقللة من شأن القلق الذي أثاره تصريح الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف حول نية بلاده نشر صواريخ "اسكندر" في كالينينغراد رداً على منظومة الدرع الصاروخي الأميركي المزمع نصبها في بولندا والتشيك.
وبالرغم من أن مفوضة الشؤون الخارجية وسياسة الجوار بينيتا فيريرو فالدنر، قد وصفت الأمر بـ"المفاجأة السيئة"، إلا أن ذلك لم يثنها عن طلب الدعم السياسي من البرلمان الأوروبي ومجلس الوزراء للشروع بالتفاوض مع موسكو للتوصل إلى إتفاق شراكة معمق منطلقة من مبدأ "المصالح المشتركة" للطرفين والموقف الأوروبي الموحد.
وإستدعى موقف فالدنر التوجه بطلب تفسير من الناطقة بإسمها كريستيان هوهمان، التي أكدت أن المفوضية الأوروبية تعتبر أن تصريحات الرئيس الروسي الأخيرة تشكل عاملاً إضافياً يجب التحاور بشأنه مع الروس، "لأن بروكسل وموسكو تتفقان مبدئياً على ضرورة الحد من إنتشار أسلحة الدمار الشامل".
وإعتبرت الناطقة عدم إنسحاب القوات الروسية إلى مواقعها ما قبل إندلاع أزمة القوقاز، "أمرًا لا يشكل نقطة خلاف، إذ يأتي في إطار عملية متكاملة"، وتابعت "لدينا محادثات جنيف لتعزيز استقرار القوقاز تستأنف في منتصف الشهر القادم، كما أن مراقبي الإتحاد يتواجدون في الأماكن العازلة يتابعون تطور الوضع".
وأشارت هوهمان إلى أن الإتحاد الأوروبي اتخذ موقفاً "موحداً" لدى منحه الجهاز التنفيذي الأوروبي تفويض التخاطب مع روسيا، "وهو تفويض ساري المفعول يحتاج فقط للدعم لإطلاقه ولا يحتاج لقرار سياسي".
وأفادت بأن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي سيناقشون الأمر في إجتماعهم الدوري الاثنين القادم، مشيرة إلى أن الحوار مع روسيا لا يتوقف عن هذه المفاوضات بل في الكثير من المحافل والقمم المتعددة التي تبحث أوجه التعاون السياسي والإقتصادي والأمني وغيرها.
اوباما لن يسعى لحرب باردة مع روسيا
من جهة أخرى، استبعد رئيس معهد الولايات المتحدة الأميركية وكندا في روسيا البروفيسور سيرغي روغوف أن يسعى الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما الى مواجهة أو حرب باردة مع روسيا.
وأعرب روغوف خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم عن إعتقاده بأن اوباما الذي يسعى للتغيير في السياسة الخارجية يدرك أهمية التعاون مع روسيا وأوروبا والصين ولن يسعى لإثارة حرب باردة مع موسكو.
وتوقع الخبير الروسي أن يتوصل الجانبان الروسي والأميركي الى إتفاق حول تصفية الأسلحة الهجومية الإستراتيجية خلال الصيف القادم قائلاً إن رغبة اوباما في مواصلة هذا النهج ستساعد في إيجاد بديل لإتفاقية تصفية الأسلحة الهجومية الإستراتيجية التي ينتهي العمل بها في كانون الأول من العام القادم.
وقال ان مواقف اوباما تنسجم كذلك مع الأطروحات الروسية فيما يتعلق بالإنسحاب من العراق وإيجاد معالجة ديبلوماسية لأزمة الملف النووي الإيراني.
وأشار الى أن الخلافات بين موسكو وواشنطن ستظل قائمة حيال العديد من القضايا خاصة توسيع حلف الناتو ومحاولة جر جورجيا واوكرانيا الى هذا الحلف وكذلك الصراع على النفوذ على الساحة السوفييتية السابقة.
وحذر روغوف من أن روسيا ستنسحب من معاهدة تصفية الأسلحة الصاروخية المتوسطة المدى إذا أصرت واشنطن على نشر درع صاروخي أميركي في بولندا وتشيكيا.
وقال أن من شأن هذه الخطوة أن تجهض بشكل نهائي منظومة الرقابة على التسلح ونزع السلاح وستفتح الباب على مصراعيه أمام موجة جديدة من سباق التسلح تشارك فيها دول اخرى مثل الصين والهند.
وكان الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف قد أعلن امس عن نشر منظومات صاروخية تكتيكية قصيرة المدى في إقليم كالينينغراد الروسي وإقامة محطة رادار مضادة ردًا على قيام واشنطن بنشر درع صاروخي في أوروبا.
وقيم روغوف فوز اوباما في الانتخابات الأميركية بأنه "نهاية عصر إمتد لعقود أصبحت فيه أميركا القوة الأعظم والعالم أحادي القطب" مشيرًا الى أن هذا العصر إنتهى بالفشل حيث عجزت أميركا عن معالجة مشاكلها وباتت تعاني من أزماتها الإقتصادية والمالية.
وأضاف أن فوز اوباما حول الحزب الديمقراطي الى حزب للأغلبية المطلقة في المجتمع الأميركي في سابقة هي الاولى من نوعها منذ 40 عاماً.