أخبار

66 يوما على الحدث الأميركي الكبير

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أوباما يبدأ تاريخا جديدا للولايات المتحدة والعالم
66 يوما على الحدث الأميركي الكبير

زانا الخوري من شيكاغو، وكالات: قبل 66 يوما من "اليوم الكبير" يدور جدل في الولايات المتحدة الأميركية حول قدرة المرشح الرسمي للحزب الديمقراطي باراك أوباما على قيادة البلاد في حال إنتخابه رئيسا في تشرين الثاني/ نوفبر المقبل. فالحزب الجمهوري يكرر مقولة أن اوباما "ليس مهيئا لأن يصبح رئيسا" للولايات المتحدة، وخطابه ليس سوى خدعة. كما يقول الجمهوريون أن إختيار أوباما لجو بيدين نائباً للرئيس يعزز هذه الشكوك، فهذا الإختيار إستند إلى خبرة بيدين في السياسة الخارجية التي لا يفقه فيها أوباما كثيرا.

وقال جون ماكين مرشح الحزب الجمهوري ردا على خطاب أوباما خلال مؤتمر الديمقراطيين في دنفر:"عندما ينهار المعبد وتنتهي الألعاب النارية، تختفي الكلمات وتبقى الحقيقة وهي أن باراك أوباما ليس له أي سجل بين مؤيدي الحزبين، ويعارض التنقيب عن النفط في المناطق الساحلية ويصوت لمزيد من الضرائب على من يصل دخلهم السنوي إلى 42 ألف دولار، ويعارض تمويل القوات الأميركية في الخارج." الا ان الحزب الديقراطي يدافع عن مرشحه الرسمي بشراسة وينقد اتهامات الجمهوريين، وقد جاء نجاح المؤتمر العام في دنفر الذي اختتم اعماله الخميس بانتخاب اوباما مرشحا رسميا بالاجماع، وبتاييد كل من آل كلنتون بعد المنافسة التي جمعتهما لعدة شهور، ومشاركة ادوارد كندي وخطابه المؤيد لاوباما الذي اصر على حضور المؤتمر رغم مرضه.

كما ان نائب الرئيس الأميركي السابق آل غور سعى إلى التأكيد للناخبين الأميركيين في خطابه خلال المؤتمر أن أوباما لديه من الخبرة ما يكفي لقيادة البلاد في أوقات مختلفة، وحل المشكلة الملحة لكوكب الأرض وهي تغير المناخ الذي يعد القضية الأولى التي تحظى باهتمام غور. وشبه غور أوباما بإبراهام لينكولن الذي كان ، كما وصفه غور، مشرعا محدود الخبرة نسبيا، وأصبح فيما بعد أحد أعظم رؤساء الولايات المتحدة لقيادته للبلاد خلال فترة الحرب الأهلية من عام 1861 وحتى عام 1865، وأضاف: "لينكولن مثل أوباما، دخل السياسة في الينوي وأمضى ولاية واحدة في الكونغرس قبل أن يصبح رئيسا".

وبعد تعيينه رسميا، بات على اوباما توجيه جهوده لجذب واقناع المترددين الذين باتوا يشكلون نسبة 11% من المقترعين في الانتخابات الرئاسية كما عليه التركيز على الناخبين في فلوريدا واوهايو وبنسلفانيا، حيث اظهر استطلاع للراي نشر هذا الاسبوع أنهم يفضلون ان يكون الرئيس المقبل من الحزب الديمقراطي ، لكنهم لم يعلنوا صراحة نياتهم حول الإتجاه الذي سيصوتون فيه . وبحسب الاستطلاع الذي اجرته جامعة كوينيبياك، يتقدم المرشح الجمهوري ماكين على منافسه الديمقراطي اوباما في ولاية فلوريدا باربع نقاط (47% مقابل 43% من نوايا التصويت) في حين يتمتع اوباما بتقدم طفيف على خصمه في اوهايو (44% مقابل 43%) وبتقدم واضح في بنسلفانيا مقداره سبع نقاط (49% مقابل 42%).

واذا كان الجمهوريون منذ اليوم الأول لاطلاق السباق نحو البيت الابيض، انتقدوا خطاب اوباما "المتعجرف" فان لا احد يمكنه إنكار ان ترشيح اوباما رسميا وبتأييد شعبي واسع لقيادة الحزب الديمقراطي الى الرئاسة بعد 8 سنوات من سيطرة الجمهوريين، هو خطوة تاريخية واول تكريس لمشروع "التغيير" الذي يعد به اوباما باعتباره اول مرشح رسمي للبيت الابيض من اصل افريقي.. ويبقى للايام المقبلة، الفاصلة عن الحقبة الجديدة ان تحدد مدى التغيير الذي يريده فعلا الشعب الاميركي.

وفي ترجمة حقيقية وبعيدا عن أي تجميل لمفهوم "الحلم الأميركي"، وما يحب أن يطلق الأميركيون عبارة "فقط في أميركا "، وفي مساء يوم الخميس 28 أغسطس 2008 قبل أوباما ترشيح الحزب الديمقراطي. وأمام ما يقرب من 84 ألف أميركي ديمقراطي احتشدوا في إستاد مدينة دينفر عاصمة ولاية كولورادو، قبل السيناتور باراك أوباما تسميته الرسمية لخوض غمار الانتخابات الرئاسية الأمريكية ليصبح بذلك "الأسود" الأول الذي يحظى بفرصة قيادة البيت الأبيض قلب سدة الحكم الولايات المتحدة، وليصبح كما يتم تسميته عالميا "زعيم العالم الحر".

وأقسم باراك اوباما بالدفاع عن "الحلم الأميركي" أمام أنصاره من الديمقراطيين. وصادف خطاب أوباما الذكرى الخامسة والأربعين للخطاب الشهير الذي ألقاه الزعيم التاريخي لحركة الحقوق المدنية الأميركية والحائز الحائز على جائزة نوبل للسلام مارتن لوثر كينج عندما قال "عندي حلم I have a dream ".

وتعود أخر مرة توجه فيها مرشح الرئاسة إلى الشعب الأمريكي من إستاد كبير بدلا من قاعة مؤتمرات إلى الرئيس الراحل جون كينيدي عام 1960 وهو الرئيس الذي يتم تشبيه أوباما به كثيرا من حيث صغر السن والحيوية والدعوة للتغيير، إضافة إلى جاذبيتهما الشخصية وجمال زوجاتهما جاكلين وميشيل!
وقاطع أنصار اوباما خطابه عدة مرات مرددين شعار حملته "نعم نستطيع Yes we Can والذي يشير إلي جوهر حملة اباما الداعية على التغيير!
وفي مستهل خطابه لم يفت أوباما توجيه تحية واجبة إلى الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري - منافسته السابقة- التي هي كما قال مصدر "الهام لبناتي وبنات كل الأميركيين".

أميركا دولة ليست كالدول الأخرى

وأعلن أوباما أنه لن يتردد أبداً في الدفاع عن الولايات المتحدة في حال أصبح رئيسا موضحا أن الولايات المتحدة تعيش مرحلة فريدة في تاريخها. وقال: "بوصفي قائدا أعلى قائد عسكري لن أتردد أبدا في الدفاع عن هذا البلد ولكن سأرسل جنودنا للمجازفة بحياتهم فقط من أجل مهمة واضحة وبالتزام مقدس بأن تكون لديهم جميع التجهيزات الضرورية للقتال وأن يحصلوا على العناية والمساعدات التي يستحقونها بعد عودتهم".

وركز اوباما في خطابه على بعض القضايا الدولية، وجاءت أفغانستان كأهم القضايا التي يريد أن يركز عليها حال نجاحه في دخول البيت الأبيض وأكد على الاستمرار في مكافحة تنظيم القاعدة ، وتعهد أوباما بإنهاء الحرب في العراق وقال إنه سيكون مستعدا لاستخدام القوة العسكرية الأميركية عندما تقتضي الضرورة، مصرا على أنه "لن يتردد أبدا في الدفاع عن هذا البلد". في ذات الوقت الذي يعمل لمنع إيران من امتلاك قوة نووية عبر الوسائل الدبلوماسية، إضافة لوقف ما وصفه بعدوان روسي. وواصل "نحن أمام إحدى هذه اللحظات الفريدة، لحظة تخوض فيها امتنا حربا واقتصادنا مضطرب والحلم الأميركي مهدد من جديد". وتابع قائلا إن الحلم الأميركي "هو الذي جعل من هذا البلد بلدا ليس كالدول الأخرى". وأضاف "إذا عملنا جاهدين وقدمنا تضحيات.

أميركا بلد الأحلام

وتأكيدا لمفهوم الحلم الذي هو عماد ومصدر إلهام التاريخ الأميركي منذ قياد الدولة الأمريكية! أكد أوباما "لهذا السبب أنا متواجد هنا في هذا المساء. لأنه منذ 232 عاما (أي منذ تاريخ استقلال الولايات المتحدة عام 1776) في كل مرة كان فيها هذا الحلم مهددا، وجد رجال ونساء عاديون، طلاب وجنود ومزارعون ومدرسون وممرضات وعمال تنظيف، الشجاعة لإبقاء هذا الحلم حيا". ويراهن أوباما بصورة كبيرة على الطبقات الكادحة والأقليات والطلبة، على خلاف جون ماكين الذي يسعى إلى إغراء ناخبين من الطبقة الاجتماعية العليا.

وتابع أن الحلم الأميركي هو الذي جعل من هذا البلد بلدا ليس كالدول الأخرى. وأضاف: "إذا عملنا جاهدين وقدمنا تضحيات فكل واحد منا سيتمكن من تحقيق حلمه وأكثر من ذلك الانضمام إلى العائلة الأميركية الكبرى للتأكد من أن الجيل الجديد سيتمكن بدوره من مواصلة هذا الحلم".

ميراث العبودية في أميركا

تاريخيا ارتبطت كلمة أسود بكلمة عبودية في الولايات المتحدة، وجاءت نشأة المجتمع والدولة في الولايات المتحدة على عدة أسس من أهمها ضرورة جلب عبيد بأعداد كبيرة من القارة الأفريقية للعمل في الأراضي الشاسعة، ولم يمنع ويتوقف استيراد العبيد من أفريقيا إلا عام 1806. وكان صوت الأمريكي الأسود الحر يبلغ ثلاثة أخماس صوت المواطن الأبيض، وتطلب الأمر حربا أهلية ضروسا للتغلب على تراث العبودية في الولايات المتحدة. وهناك مظاهر مختلفة من التفرقة غير القانونية وهي تفرقة بأثر رجعي تتمثل في عدم الاندماج الكامل للسود بنسب تعكس تعدادهم في الحياة العامة في الولايات المتحدة.

ورغم قرب دخول أوباما البيت الأبيض، يصعب القول أن الأميركي الأسود قد نال كل الحقوق، والفرص المتاحة لنظيره الأبيض بعد، نعم تحسنت ظروف معيشة السود بشكل عام، لكن الفوارق لا تزال قائمة. صحيح انه لم يعد يمنعون من دخول المطاعم والمسارح ودور السينما، ونعم هناك الكثير من رؤساء الشركات ورؤساء المدن والصحفيين والناجحين في كل المجالات، وطبقا لإحصاء عام 2000 بلغ عدد السود 34.7 مليون نسمة، أو نسبة 13.4% من إجمالي عدد السكان. وتبقي المشاكل الكبيرة للسود الأمريكيين ممثلة في عدة ظواهر مقلقة أبرزها:
bull; الفقر: يعيش 24.7% من السود تحت خط الفقر، وتبلغ هذه النسبة 12.7% على المستوي القومي الأميركي. وبقصد بالفقر أميركيا حصول عائلة مكونة من أربعة أفراد على اقل من $18,400 سنويا.
bull; التعليم: يتعرض التلاميذ السود في حالات الإخلال بالنظام لعقوبات أكثر صرامة من نظرائهم البيض، ويجد الكثير من التلاميذ السود أنفسهم في مدارس ضعيفة التجهيز.
bull; الصحة: معدل عمر الأميركي الأسود أقل من نظيره الأبيض ب 6 سنوات.
bull; العدالة ونظام المحاكم: يتعرض السود أكثر من غيرهم لرقابة الشرطة في الأماكن العامة/ كما أن احتمال الحكم عليهم بالإعدام يبلغ أربعة أضعاف احتمال الحكم على البيض في الجرائم المشابهة.
bull; السكن: تكون الأماكن الأكثر تلوثا في الولايات المتحدة عادة على مقربة من مناطق سكن السود.
bull; الزواج المختلط: ما تزال نادرة بين السود والبيض وتبلغ فقط (0.6%).
bull; سياسيا: يوجد عضو واحد بمجلس الشيوخ من السود "باراك أوباما- ديمقراطي- ولاية إلينوي" من بين 100 عضو بنسبة 1% من الأعضاء، ويبلغ عدد أعضاء مجلس النواب 42 عضوا من بين 435 بنسبة 9.6% من الأعضاء. ويحصد الحزب الديمقراطي ما يقرب من 90% من أصوات السود ومعظم أعضاء الكونغرس منهم ينتمون للحزب الديمقراطي.
وعملية تطور حصول السود على حقوق متزايدة بلغت أقصى مراحلها مع توقيع الحكومة الأميركية في عام 1994 على معاهدة الأمم المتحدة بمحاربة كافة أشكال التمييز والاضطهاد بسبب العراق أو اللون أو الموطن الأصلي. وترى الإدارات الأميركية المتتالية أن الطريق ما زال طويلا أمام اختفاء كل أشكال التمييز في الولايات المتحدة في الحياة اليومية والفعلية وأن قطعت شوطا طويلا من الناحية القانونية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف