صحافي تشيكي يقدم " تعازيه " لأوباما بفوزه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وأكد في مقال افتتاحي للصحيفة أن لا احد من الرؤساء السابقين للولايات المتحدة قد وطأت أقدامهم مثل هذه الأرض المتزحلقة سوى الرئيس فرانكلين روزفلت عندما تسلم السلطة في عام 1933 بعد الأزمة الاقتصادية غير أن الفارق بين اوباما وروزفلت أن الأخير تسلم البلاد عندما كانت الأزمة الاقتصادية على وشك النهاية في حين يتسلم اوباما الولايات المتحدة وهي تتصبب عرقا.
وأضاف أن كل رئيس اميركي يواجه قائمة من المشاكل عند تسلمه السلطة غير أن المشاكل الحالية هي بمثابة " كتلوج " من احد المحلات التجارية الألمانية الكبيرة فأمام اوباما الآن تجري حربان الأولى في أفغانستان والثانية في العراق في الأولى سيتحتم عليه تشديد الضغط على المنشار وفي الثانية سيتوجب عليه الابتعاد. وبالمقابل فان روسيا تطل برأسها وهنالك الصين وإيران التي تلعب بالنووي ومن الممكن قريبا أن يتطلب الأمر الإجابة على السؤال ما العمل معها ؟
وتابع أن كوريا الشمالية لا تزال صعبة القراءة وبالتالي فهي خطرة كما أن أسامة بن لادن لا يزال يتحرك في مكان ما وتصل أخبار جديدة الآن عن إمكانية تحول باكستان إلى دولة راديكالية أي دولة خطيرة وإضافة إلى ذلك فسيكون على عاتق الرئيس الجديد حل الأزمة الاقتصادية وسقوط ثقة العالم بعظمة وقوة أمريكا ولهذا فان البعض يتحدث عن نهاية القرن الاميركي.
ورأى المعلق أن أسوأ ما في الأمر أيضا هو أن الرئيس الجديد فاز بجدارة الأمر الذي يحمل الكثير من المحاذير فالناس يريدون أجواء جديدة وطاقة وحقنة منعشة من التفاؤل الاميركي الأمر الذي حصلوا عليه غير أنهم يرون في الرئيس اوباما بأنه سيكون المخلص الذي سيخلصهم بن ليلة وأخرى أي على شاكلة الساحر دافيد كوبيرفيلد بمجرد تحريكه يده فان الأمور تغدو جيده ولذلك فان الثقل الذي تنتظره منه أمريكا والعالم مدمر. وأكد أن أمريكا في كل الأحوال تحتاج إلى أوكسجين جديد ينعشها وان العالم يحتاج أيضا إلى أمريكا بعد إنعاشها بالأوكسجين.
ورأى أن أسهم الرئيس اوباما هي أعلى من قيمتها الحقيقية باللغة المصرفية الأمر الذي لا يتحمل ذنبه اوباما بل يقع ذلك على عاتق الواقع القائم الآن ولذلك قدم المعلق للرئيس اوباما تعازيه الصادقة على هذا الإرث الذي ربما نجح في معالجته والخروج منه كبيرا كما فعل روزفلت. في هذه الأثناء وجهت النائبتان في البرلمان التشيكي عن حزب الخضر المشارك في الائتلاف الحاكم أولغا زوبوفا وفييرا ياكوبكوفا رسالة إلى الرئيس الاميركي الجديد دعتاه فيها إلى إلغاء وضع القاعدة الرادارية الأمريكيةالتابعة للدرع الصاروخي في تشيكيا.
وأكدتا انه مع انتخابه رئيسا ازدادت آمال ثلاثة أرباع المواطنين التِشيك الذين لا يوافقون على وضع هذه القاعدة في بلادهم وقناعتهم بان الرئيس الديمقراطي الجديد للولايات المتحدة سيمثل الضمانة لإعطاء الأولوية للحلول السلمية وللحوار الديمقراطي وتقييم الأوضاع بالشكل الذي لا يؤدي بشكل عبثي إلى المزيد من تدهور الأوضاع.
وقد جاء توجيه هذه الرسالة في الوقت الذي أكد فيه رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك بان التغيير الذي سيحدث في البيت الأبيض في كانون الثاني يناير القادم لن يؤثر على نشر الدرع الصاروخي الاميركي في وسط أوروبا معربا عن قناعته بان المصادقة في برلماني البلدين على الاتفاقيتين اللتين وقعتا في هذا الشأن أي اتفاقية وضع الرادار والاتفاقية الثانية التي تحدد شروط تواجد القوة الاميركية في القاعدة وتشيكيا ستتم.
وعلى خلاف هذا التقييم يرى وزير الخارجية في حكومة الظل للحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس مجلس النواب لوبومير زاؤراليك بان انتخاب اوباما يعطي الفرصة للتفاوض من جديد بشان موضوع الدفاع الصاروخي الاميركي.
وكانت مختلف استطلاعات الرأي في تشكيا قد أكدت بشكل واضح أن مابين 60ــ68 بالمائة من مواطني البلاد يعارضون وضع الرادار وان أكثر من 70 بالمائة منهم يطالبون بتنظيم استفتاء غير أن حكومة توبولانيك اليمينية تصر على رفضها تنظيم هذا الاستفتاء. وقد بدا البرلمان التشيكي مناقشة الاتفاقيتين الخاصتين بالرادار ووضع القوة الاميركية فيها الأسبوع الماضي غير انه جرى تأجيل النقاش حتى 24 من هذا الشهر. ويتم التوقع بان يتم التصويت بشكل نهائي على الأمر في بدايات العام القادم ولاسيما بعد استلام الرئيس اوباما مهام منصبه.