أخبار

إنتخاب أوباما قد يبدل معطيات المواجهة مع الإسلاميين في الشرق الأوسط

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت، واشنطن: يرى خبراء أن إنتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة قد يبدل معطيات المواجهة مع المجموعات الإسلامية في الشرق الأوسط عما هي عليه مع الرئيس الحالي جورج بوش، غير أن قلة يتوقعون تغييرا جذريا في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط. وقال بول سالم مدير مركز كارنيجي للشرق الاوسط الذي يتخذ من بيروت مقرا له متحدثا "اعتقد بصورة اجمالية ان هذه المجموعات تنظر بارتياح الى فوز اوباما على (جون) ماكين" المرشح الجمهوري للبيت الابيض.

وتابع ان "مقاربته للعالم العربي والاسلامي اكثر ودية (..) ومجرد انه لن يكون عدوانيا او هجوميا (بالقدر الذي هو عليه الرئيس الحالي) سيعطي فترة استراحة وسيفتح الطريق لامكانية احداث تغيير".

ورأى ان خطاب بعض المجموعات الاسلامية المتطرفة مثل القاعدة قد لا تكون له الوطأة ذاتها بعد انتخاب رئيس يعتبر اكثر اعتدالا من جورج بوش. وقال سالم ان "العديدين في العالم العربي والاسلامي، وبعض الاسلاميين حتى، سيكونون على الارجح اقل عدوانية حيال شخص اسود البشرة يدعى باراك حسين اوباما يتحدر من والد كيني". وتابع انهم "لن يتمكنوا من تصنيف الرئيس الجديد تلقائيا في خانة الاستعماري الابيض او الصليبي" مثلما فعلوا من بوش الذي اطلق "الحرب على الارهاب". لكنه اشار الى ان "هذه المجموعات تدرك في الوقت نفسه ان اوباما يعتمد موقفا مؤيدا جدا لاسرائيل".

والواقع انه على الرغم من رفع اوباما شعار التغيير، الا ان احدا لا يتوقع منه احداث تغيير جذري في الخطوط العريضة الكبرى لسياسة اسلافه حيال الشرق الاوسط. غير ان الخبراء يرجحون ان يتبع مقاربة اكثر مرونة للملفات الشائكة مثل البرنامج النووي الايراني والعلاقات مع سوريا، ما سيضعه في موقع افضل من موقع بوش.

وقال رفيق خوري رئيس تحرير صحيفة الانوار اللبنانية المستقلة "اعتقد ان حزب الله يعتبره اقل الشرين وشخصا لن يشن الحرب على ايران" الداعمة للحزب الشيعي اللبناني الذي تعتبره واشنطن "مجموعة ارهابية". وتابع خوري ان "الحرص الاول لحزب الله هو عدم توجيه ضربة عسكرية لايران، الداعم الرئيسي له. هذه هي اولويته".

وقالت امال سعد غريب استاذة العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت والخبيرة في شؤون حزب الله ان الحركات الاسلامية ترى في انتخاب اوباما "ارجاء موقتا" لمغامرات بوش العسكرية في المنطقة. وتابعت انه "حتى لو كان الامر مجرد تغيير في الاسلوب او التكتيك من جانب الادارة الاميركية الجديدة، فان (الحركات الاسلامية) ترى الامر ذا مغزى". لكنها اضافت ان "ايا من حركة حماس او حزب الله او اي مجموعة اسلامية لا تساوره اوهام بان الولايات المتحدة ستتحول الى صانع سلام".

واعلن حزب الله انه لا يعلق آمالا على اوباما لان التغيير في الولايات المتحدة بات في مطلق الاحوال "حتميا" بعد فشل سياسة ادارة بوش. وقال نواف الموسوي مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله في تصريحات اوردتها الصحف الخميس ان "السياسة الاميركية في عهد ادارة جورج بوش قد هزمت وسقطت من العراق الى لبنان وفلسطين وسوريا وغيرها"، معتبرا ان "المقاومة هي التي فرضت تغيير السياسات الاميركية". ورأى انه "لو تمكنت الادارة الاميركية من تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير او الجديد لما طرحت فكرة التغيير".

الازمة المالية تفرض على اوباما خيارا جوهريا لمنصب وزير الخزانة

في سياق آخر تحتم الازمة المالية العالمية على اوباما القيام سريعا بخيار جوهري لمنصب وزير الخزانة حيث سيختار بين مرشحين يتمتعون بالخبرة واخرين يجسدون شعار التغيير الذي تبناه. وفيما كانت التكهنات حول الادارة الجديدة في الانتخابات الماضية تتركز بشكل اساسي حول وزير الخارجية، فان الظروف الحالية تجعل منصب وزير الخزانة في قلب التساؤلات والاهتمامات. وقال الخبير الاقتصادي جويل ناروف ان "هذا الشخص سيكون في مقدم الساحة اكثر من وزير الخارجية لمدة 12 او 24 شهرا".

ومن الاسماء المتداولة لخلافة هنري بولسون في هذا المنصب بول فولكر (81 عاما) الرئيس السابق للاحتياطي الفدرالي ولاري سامرز (54 عاما) وزير الخزانة بين 1999 و2001 في عهد الرئيس بيل كلينتون وتيموثي غايتنر (47 عاما) رئيس فرع الاحتياطي الفدرالي في نيويورك منذ 2003. واعلن وزير الخزانة في الادارة الحالية الخميس عزمه على ضمان انتقال "هادئ وفاعل" مع فريق اوباما الاقتصادي "بما يخدم مصالح الاسواق المالية".

ورأى ناروف وبيتر موريسي استاذ الاقتصاد في جامعة ماريلاند ان سن الوزير المقبل قلما يهم. وقال ناروف "الامر في غاية البساطة" مضيفا ان وزير الخزانة المقبل يجب ان يكون "على اطلاع واف جدا على آلية عمل الاسواق المالية" كما ينبغي ان يكون مارس مهاما على مستوى رفيع في هذا المجال، سواء في القطاع الخاص او في الاحتياطي الفدرالي.

وحذر الخبير الاقتصادي المستقل من انه "بما انه سيترتب على وزير الخزانة +تسويق+ قسم كبير من الاجراءات المقررة لدى الرأي العام، فمن المفترض ان يتمتع بصفة ثانية وهي ان يكون خطيبا جيدا". وشاركه الرأي الخبير في معهد بروكينغز للابحاث باري بوسوورث الذي اعتبر ان فولكر اكبر سنا من تولي مهام شاقة كهذه، مؤكدا في المقابل ان سامرز وغايتنر مناسبان لهذا المنصب.

واذ اشار الى ان سامرز "كفوء وشديد الذكاء" وسبق ان شغل هذا المنصب لمدة سنتين وانه "على معرفة ممتازة بالمسائل المالية"، لفت الى ان اطباعه قد تشكل عائقا. واوضح ان سامرز "شخص ينزع الى السيطرة ولا يحسن الاستماع الى الاخرين" ويمكن ان يكون "قاسيا" في بعض الاحيان مضيفا انه "يمكنه الامساك بزمام الامور وان يترأس السياسة الاقتصادية، لكن ينبغي ان يكون ذلك ما يريده الرئيس، ان يكون يرغب في وزير خزانة قوي جدا".

اما غايتنر، فهو بيروقراطي يتمتع بالمهارة ويعرف "حق المعرفة كيف تعمل" وزارة الخزانة بعدما عمل فيها لفترة طويلة، على حد قول بوسوورث. وكان غايتنر بصفته رئيسا لفرع الاحتياطي الفدرالي في نيويورك الذي يعتبر وسيطا تقليديا بين الاحتياطي الفدرالي الاميركي والاسواق المالية، من الذين قادوا عملية انقاذ مصرف بير ستيرنز في اذار/مارس وغيرها من الاجراءات الاستثنائية التي اتخذها الاحتياطي الفدرالي لدعم الاقتصاد. وانطلاقا من مهامه هذه، فان تعيينه قد يضمن الاستمرارية التي تشكل معيارا مهما في فترة الاضطرابات الحالية.

موريسي من جهته اعتبر ان تعيين فولكر الذي عالج ازمة التضخم في ثمانينيات القرن الماضي سيكون ممتازا مشيرا الى ان سنه المتقدمة تجعله "لا يكترث لما سيكون منصبه المقبل" كما انه يتمتع ب"احترام كبير".

وفي حال عدم اختيار اي من الاسماء الثلاثة المتداولة، يرجح بوسوورث ان يعين اوباما جانيت يالن (62 عاما) رئيسة فرع الاحتياطي الفدرالي في سان فرانسيسكو او جون كورزين (61 عاما) حاكم نيوجرزي الديموقراطي الذي عمل في الماضي في مصرف غولدمان ساكس او آلان بلايندرم (63 عاما) نائب الرئيس السابق للاحتياطي الفدرالي. ويبدو ان روبرت روبن وزير الخزانة السابق في عهد كلينتون والمستشار اليوم في مصرف سيتيغروب لم يعد مطروحا لهذا المنصب بعدما ورد اسمه سابقا.

وقال موريسي "اذا تعذر تعيين فولكر، افضل ان يختاروا شخصا غير معروف، مثل مصرفي من الوسط الغربي له خبرة في شؤون الاحتياطي الفدرالي، شخص يتعاطى العمل المصرفي من الطراز التقليدي القديم، يمنح قروضا ويسترد اقساطها" مضيفا "لقد نسوا كيف يقومون بذلك في نيويورك".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عنصرية واضحة
حميد من مدريد -

هذا دليل على عنصرية من يعتقد ذلك لأنهم بصورة غير مباشرة يعتقدون ( بصورة عنصرية ) أنهم متفوقون على الأفارقة أو الجنس الأسود فموقفهم هذا بسسب لون بشرة أوباما وليس لبرنامجة الذي لا يختلف كثيرا عن برنامج كلينتن ...أنا أعتقد إن ضرب إيران سيتم في زمن أوباما وستكشف أليام ما كان خافيا

كلها وجوه لعمله واحد
صح -

انا اتفق معك فى هذا الاعتقاد