أخبار

معبد يهودي جديد ينكأ جراحا قديمة بالقدس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: أثار معبد يهودي أعيد افتتاحه حديثا في البلدة القديمة بالقدس قلق الجيران العرب والزعماء الفلسطينيين الذين يتهمون اسرائيل باستغلال نفوذها السياسي لطردهم وامالة الميزان الديني للمدينة نحو اليهود.ويقول اسرائيليون ان الاعمال التي تمت بالحي المسلم اقتصرت على ترميم مبنى لحقت به أضرار جسيمة خلال 19 عاما من سيطرة العرب قبل أن تبسط اسرائيل سيطرتها على البلدة القديمة عام 1967 . لكن فلسطينيين يشكون من أنهم يعيشون تحت حكم جائر اذ لا تزال المنازل والمساجد الواقعة بالمناطق التي احتلتها اسرائيل في حرب 1948 بعيدة المنال عن العرب. وبعد مرور 60 عاما ما زالت القدس التي ينتخب لها رئيس بلدية جديد هذا الاسبوع في قلب الجهود المتعثرة للتوصل الى اتفاق سلام. والصراعات على الارض في الازقة الضيقة داخل حوائطها القديمة لا تضاهيها صراعات.كما تتأجج المشاعر بشكل ليس له مثيل عند نقطة التقاء الحيين المسلم واليهودي حيث تراقب الشرطة الاسرائيلية المسلحة تسليحا كثيفا الحشود التي تتدفق على المسجد الاقصى او الحائط الغربي وهو من بقايا المعبد اليهودي الذي دمر قبل الفي عام. ويقول علاء زوربا وهو مسلم يدير متجرا قريبا للبقالة مع والده وهو يشير من نافذة منزله الى المعبد اليهودي الذي أعيد بناؤه على الجانب الاخر من الزقاق " يريدون طردنا."واستطرد "لكننا لن نرضخ... نفضل الموت." وأضاف أنه تلقى تهديدات من قبل بعض اليهود في المنطقة كما حذرته الشرطة الاسرائيلية وطلبت منه عدم التحدث عن شكواه في وسائل الاعلام.وعلى بعد امتار يطل المتعبدون من داخل معبد اوهيل اسحق او خيمة اسحق الذي أعيد افتتاحه الشهر الماضي من نوافذ عالية على منزل زوربا الحجري ومنزل قريب له يعتقد أن الامر الذي صدر لهدم منزله جزء من خطة يهودية لضم مزيد من الارض للمعبد. غير أن الحاخام شموئيل رابينوفيتش الذي يتحدث بالنيابة عن الهيئة الدينية التي تشرف على الحائط الغربي والمعبد الجديد قال انه لا يعلم شيئا عن هذه الخطط التوسعية وأضاف "يجب أن نحترم جيراننا... لا نستخدم العنف او القوة."هناك دخلاء يريدون حربا في البلدة القديمة ليشهدوا انفجار التوازن الدقيق للمدينة. لن نسمح لهم." وشبه مساعدون للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يريد القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية في المستقبل افتتاح معبد في الحي المسلم على بعد مئة متر من الجدار المحيط بالمسجد الاقصى وقبة الصخرة بالمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.وقال الفلسطيني عبد الرحيم سدر (66 عاما) فيما جلس يدخن النرجيلة في سوق يمتد الى المجمع الذي يوجد به المسجد "بناء المعبد هنا استفزاز." وكانت زيارة قصيرة قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون الى هناك كافية لاثارة انتفاضة عنيفة استمرت لسنوات.وقال سدر انه يخشى أن يكون اليهود يريدون "الاستيلاء على الحي المسلم بكامله". ورفض الحاخام رابينوفيتش هذه التلميحات ناهيك عن الحديث الملتهب عن الخطط اليهودية لاستعادة جبل الهيكل نفسه وقال ان ترميم المباني اليهودية التاريخية مفيد للجميع.وأضاف رابينوفيتش في مكتبه المطل على ميدان يضج باليهود الذين يصلون عند الحائط الغربي "عندما يكون هناك مزيد من النشاط يكون هناك مزيد من السياح." وتابع "هذا يخدم العرب بقدر ما يخدم اليهود." ويسرد كتيب يوزعه الحاخام كيف اشترى يهود من المجر الارض لبناء المعبد من العرب عام 1867 ويقول ان هناك صك ملكية من محكمة اسلامية يرد على المزاعم الفلسطينية بأن المعبد مقام على أراض مسروقة للمسلمين. ويذكر الكتيب أن "أعمال شغب عربية" في العشرينات والثلاثينات اثناء الانتداب البريطاني أدت الى ترك المبنى عام 1938 . وجرى "تخريبه" خلال فترة الاشراف الاردني على القدس الشرقية بعد حرب عام 1948 بين العرب واسرائيل حين منع اليهود من دخول البلدة القديمة. كما يسلط الكتيب الضوء على كيفية استعادة المبنى المهدم بعد عام 1979 بواسطة اسرائيلي "اعتقد أن الوقت حان لترجع مدينة القدس القديمة الى جذورها اليهودية الاصلية."وأنشطة هذه الجماعات التي تجمع التمويل بشكل ملحوظ في الولايات المتحدة لاعادة بناء او شراء صكوك من عرب على استعداد للمجازفة بمواجهة الذم او ما هو أسوأ من قبل مواطنيهم تستفز الكثير من الفلسطينيين في القدس بشكل خاص. وقالت هدى الامام مديرة مركز دراسات القدس بجامعة القدس المجاور للمعبد الذي أعيد بناؤه ان المدينة ملك الجميع وليس طائفة بعينها وأضافت أن المتطرفين من اليهود يستعيدون القدس "الخاصة بهم" اي تراثهم ومنازلهم منذ الفي عام بطريقة تميل الى الاستحواذ بشدة وهي مثيرة لغضب الفلسطينيين. وتتقبل الامام التي تزعم الكيل بمكيالين أن المبنى له تاريخ في الحي. لكنها أشارت الى أنه في حين يطالب اليهود بالمعبد مجددا فانها ليس لديها أمل في استرداد المنزل الذي كان والدها يمتلكه بالقدس الغربية والذي استولى عليه اليهود عام 1948 .وموقف اسرائيل أنها تتعامل بنزاهة مع جميع الاديان لكن القدس هي "قلب وروح الشعب اليهودي" وجاء في بيان أصدرته الحكومة أن "في الوقت الذي يجب فيه ضمان الحقوق الدينية والثقافية لجميع الطوائف بالمدينة الا أن القدس عاصمة دولة اسرائيل وستظل عاصمتها غير المقسمة والخاضعة للسيادة الاسرائيلية فحسب." وساعد الغضب بين الاسرائيليين بسبب فكرة تقسيم القدس على الدعوة الى انتخابات مبكرة تجري في فبراير شباط كما أن هذه الفكرة قضية رئيسية في انتخابات رئاسة بلدية القدس اضافة الى أنها عنصر في احباط مسعى الرئيس الامريكي جورج بوش للتوصل لاتفاق سلام قبل أن يترك البيت الابيض.ويرى رابينوفيتش أن التناغم يمكن أن يفلح وقال "المدينة القديمة ملك لليهود والعرب. ليس هناك سبب يمنع أن نعيش معا." لكن اذا ساورت اي أحد شكوك بشأن من يملك زمام الامور فهناك صورة التقطت من الجو معلقة على حائط مكتب الحاخام. ومن الاعلى تظهر قبة الصخرة تحلق فوقها طائرتان امريكيتا الصنع من طراز اف 15 ورسمت على أجنحتهما نجمة داود وهي شعار السلاح الجوي الاسرائيلي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف