غزة: تحذيرات من انقطاع الكهرباء واغلاق المخابز
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القدس، غزة: اطلقت في غزة اليوم تحذيرات من انقطاع التيار الكهربائي واغلاق المخابز بسبب استمرار إسرائيل في اغلاق المعابر التي تربطها بقطاع غزة. وجاءت هذه التحذيرات بعد ستة ايام من هذا الاغلاق والذي منعت إسرائيل خلاله ادخال كافة انواع الوقود الى القطاع اضافة الى وقف تزويده بالقمح اللازم لاعداد الخبز.
وقال رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري ان محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة ستتوقف عن العمل بشكل كامل الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم في حال لم يزودها الاحتلال الإسرائيلي بالوقود اللازم. واتهم الخضري خلال مؤتمر صحافي عقده في محطة توليد الكهرباء وسط قطاع غزة بحضور وفد من البرلمانين الاوروبيين المتضامنين مع غزة الاحتلال "برفض ادخال الوقود اللازم للمحطة التي بدأت تتوقف عن العمل بشكل تدريجي".
ونبه الى ان توقف المحطة بشكل كامل سيشكل كارثة انسانية وضربة قوية لمختلف مناحي الحياة في قطاع غزة التي تتعرض لحصار إسرائيلي مشدد منذ قرابة عام ونصف.
وحذر من وجود خطر كبير يهدد مليون ونصف المليون انسان في القطاع موضحا ان توقف المحطة يعني تعطل المستشفيات وبنك الدم وغرف العمليات والعناية المركزة وحضانات الاطفال".
وشدد الخضري على ان المولدات في المستشفيات والمراكز الصحية وخاصة الرئيسية في غزة غير مؤهلة وقادرة للعمل على مدار الساعة محذرا من توقف محطات المعالجة وتدفق مياه الصرف الصحي على المواطنين. من جهتها اعلنت جمعية اصحاب المخابز انه ابتداء من صباح غد ستبدأ بالتوقف عن العمل واحدا تلو الاخر بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن اجزاء في قطاع غزة.
وقال بيان صادر عن الجمعية ان نقص الوقود الصناعي الخاص بمحطة توليد الكهرباء سيتسبب في وقف هذه المحطة فيما يعاني السكان هنا من نقص غاز الطهي اللازم لانتاج الخبز والاخذ بالنفاذ. ونبهت الجمعية الى ان كميات القمح الموجودة في المطاحن المحلية في قطاع غزة لا تكفي الا لسبعة ايام ابتداء من اليوم. وناشدت الجمعية الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالتدخل العاجل والفوري لفتح معابر القطاع لتجنب حدوث كارثة انسانية في القطاع.
حركة حماس تندد باستمرار الحصار الإسرائيلي
وفي السياق نفسه، نددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم بإستمرار حالة الحصار التي تفرضها إسرائيل على قطاع غزة والمستمرة منذ عدة أيام متواصلة متهمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدم المطالبة بفك الحصار عن غزة.
وقال المتحدث الرسمي للحركة فوزي برهوم في بيان صدر أن " رهان الإحتلال الصهيوني على الضغط والحصار والعدوان لتمديد التهدئة من دون ثمن هو رهان خاسر".
ورأى أن " هدف المحتل من إستمرار إغلاق المعابر والتضييق على أهلنا في غزة بالإضافة للعدوان المتواصل على شعبنا هو الضغط على الفلسطينيين".
وإعتبرت الحركة ذلك إبتزازًا للفصائل الفلسطينية المقاومة لإجبارها على عدم الرد على الخروقات الصهيونية المتواصلة وتمديد التهدئة بدون ثمن إشباعاً لرغبات المحتل كورقة يوظفها في الإنتخابات المقبلة.
وإتهم برهوم في البيان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدم المطالبة بفك الحصار عن غزة مشيرًا في الوقت ذاته الى المواقف المنحازة للإحتلال من قبل اللجنة الرباعية وعدم الضغط عليه من أي طرف من الأطراف لوقف الحصار.
وأضاف أن ما يحدث ضد القطاع يستدعي ضرورة النظر في هذه التهدئة من جديد وإعادة تقييمها من قبل كل الفصائل الفلسطينية المقاومة وبالتواصل مع كافة الاطراف المعنية لوضع حد لكل هذه الخروقات وهذا العدوان.
وشهد الاسبوع الأخير قتل جيش الإسرائيليين سبعة فلسطينيين في قطاع غزة كما جرح عددًا آخرًا وتم تدمير منازل ونفذت طائراته غارات عدة وهو ما إعتبر تصعيدًا وخرقاً لإتفاق التهدئة الساري منذ شهور.
وكشف اليوم عن خلافات بين ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي بشأن هذا التهدئة التي ستنتهي الشهر المقبل والتي يدعو بعض هؤلاء الى عدم تمديدها وإستئناف الهجمات على الفلسطينيين خاصة في غزة.
إنتخابات رئيس بلدية القدس تبرز الانقسامات الطائفية
من جهة أخرى، حولت إنتخابات رئيس بلدية القدس المدينة المقدسة الى ساحة معارك بين اليهود العلمانيين واليهود المتشددين. وأعلن الفلسطينيون الذين لا يعترفون هم والمجتمع الدولي بالحكم الإسرائيلي في القدس الشرقية العربية المحتلة وبإعلان المدينة عاصمة موحدة لدولة إسرائيل مقاطعتهم للإنتخابات التي تجري يوم الثلاثاء.
ويخوض إنتخابات رئيس بلدية القدس الحاخام المتشدد مئير بوروش "53 عاما" ونير بركات "49 عاما" وهو عضو وسطي في مجلس المدينة ورجل أعمال كمرشحين رئيسيين بالإضافة الى المرشح اركادي جيداماك المهاجر الروسي ورجل الأعمال.
وقال شموئيل ساندلر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار ايلان قرب تل ابيب "الحرب الثقافية هي القضية الرئيسية. انها معركة بين العلمانيين والمتدينين."
ويقول محللون أن الناخبين شديدي التدين يشكلون 27 في المئة بينما يشكل الناخبون العلمانيون 43 في المئة ولذلك يحتاج المرشح لتأييد الناخبين اليهود المتدينين المعتدلين الذين يقدرون بنحو 30 في المئة.
ويعيش المتدينون والعلمانيون في القدس في إطار توازن حساس. في الأحياء التي يقطنها المتدينون المتشددون تخرج الأسر وقد إرتدت ملابس تقليدية سوداء في طريقها الى المعابد للصلاة أيام السبت وفي العطلات اليهودية. وفي قلب القدس يقصد العلمانيون حانات ومطاعم لا تلتزم بما تبيحه وتحرمه الشريعة اليهودية.
وأي تغيير فيما يسمى بالأمر الواقع قد يزيد التوترات ويفجر صدامات بين الجانبين. والإنتخابات التي تجري يوم الثلاثاء في القدس هي واحدة من أهم وأكثر الإنتخابات حساسية من بين نحو 160 إنتخابا محلياً يجري في شتى أنحاء البلاد قبل الإنتخابات البرلمانية المقررة في العاشر من شباط القادم.
ويقول ساندلر أنه على الرغم من عدم إنتماء أي المرشحين في إنتخابات رئيس بلدية القدس لأي من الأحزاب المشاركة في الإئتلاف الحاكم إلا أن فوز روبوش "قد يأتي بنتائج عكسية" من جانب الناخبين ضد الأحزاب الدينية في الإنتخابات العامة. ويعيش في القدس نحو 750 ألفاً من بينهم 260 الف فلسطيني. والفائز من الجولة الأولى يحتاج أن يكسب 40 في المئة من الأصوات على الأقل وإلا تجرى جولة ثانية من الإنتخابات.
ويرى محللون أن عدم اقبال العلمانيين على الإدلاء بأصواتهم قد يؤدي الى فوز بوروش ويرجعون فوز رئيس بلدية القدس المتشدد أوري لوبوليانسكي عام 2003 الى عدم إدلاء عدد كبير من سكان القدس غير المتدينين بأصواتهم في الإنتخابات.
وقال بوروش خلال حملته الإنتخابية "من فضلكم لا تحكموا علي بطول لحيتي." لكنه أثار خوف العلمانيين بقوله أنه يشك في إمكانية إنتخاب اي رئيس بلدية إسرائيلي علماني للقدس لعشرات السنوات القادمة.
لكن منافسه بركات أغضب بعض أنصاره بالتودد للناخبين المتدينين بتعهده بتأييد التوسع الإستيطاني في القدس في خطوة يقول البعض أنها قد تكلفه الإنتخابات.
وردت صحيفة هاارتس الليبرالية بإفتتاحية تطالب الناخبين بعدم التصويت لصالح بركات كما قال بعض المثقفين البارزين علناً أنهم لن يعطوه أصواتهم.
ويقول كثير من العلمانيين في القدس أنهم قلقون من زيادة الفقر في المدينة حيث تنجب الأسر شديدة التدين عددًا كبيرًا من الأبناء وتقل دخولها كما يعربون عن قلقهم من ألا يكون لهم رأي في سياسات القدس بشكل دائم في حالة فوز المرشح المتشدد.
ويقول الجغرافي الإسرائيلي اميرام جونين "البعض يرى ضرورة التصويت لبركات وإلا لن يكون هناك مكان للعلمانيين في المدينة." وأثار القائمون على المدينة ضجة في الآونة الاخيرة حين أجبروا الراقصات في حفل إفتتاح جسر على تغطية شعورهن وإرتداء ملابس فضفاضة حتى لا يغضبن الحاخامين.