اسرائيل ترفض تزويد قطاع غزة بالوقود

القدس، غزة، باريس: قررت اسرائيل الاثنين عدم استئناف ارسال الوقود الى قطاع غزة الذي حرمت مناطق واسعة منه من التيار الكهربائي مع تمديد اغلاق المعابر بسبب اطلاق صواريخ على اراضيها.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع "بعد مشاورات مع مسؤولين امنيين قرر وزير الدفاع ايهود باراك وعلى ضؤ استمرار اطلاق الصواريخ الابقاء على اغلاق المعابر وعدم السماح بتسليم الوقود". وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان صاروخا اطلق من قطاع غزة سقط الاثنين في قطاع سديروت دون ان يوقع ضحايا.

واشار البيان الى ان "مسالة اعادة فتح المعابر واستئناف تسليم الوقود سيكونان موضع تشاور في وزارة الدفاع مساء اليوم". وصرحت متحدثة باسم المفوضة الاوروبية التي تمول الفيول الذي يغذي محطة الكهرباء الوحيدة في غزة لفرانس برس ان "مكتب الارتباط الاسرائيلي مع الاراضي الفلسطينية ابلغنا بان امدادات الوقود للمحطة يمكن ان تستانف غدا" الثلاثاء.

وقال جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار في مؤتمر صحافي عقده في محطة توليد الكهرباء ان "محطة توليد الكهرباء ستتوقف عن العمل بشكل كامل الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم (30،16 ت.غ.) في حال لم يزودها الاحتلال الاسرائيلي بالوقود الكافي".

وحذر الخضري من ان "خطرا كبيرا ينذر بكارثة في القطاع من خلال تعطل المستشفيات وبنك الدم وغرف العمليات والعناية المركزة وحضانات الاطفال". وكان مسؤولون فلسطينيون اعلنوا الاحد حدوث انقطاع كبير للتيار الكهربائي في قطاع غزة.واعربوا عن خشيتهم من نفاد احتياطي الوقود خلال 24 ساعة.

ويمر الجزء الاكبر من كميات الوقود والغاز المنزلي الضرورية لقطاع غزة عبر معبر ناحال عوز عادة.

من جهة ثانية اعلن عبد الناصر العجرمي رئيس جمعية اصحاب المخابز في قطاع غزة في مؤتمر ان "الثلاثاء ستبدا مخابز قطاع غزة بالتوقف عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن اجزاء كبيرة من قطاع غزة بالاضافة الى نقص غاز الطهي".

والاسبوع الماضي اطلقت مجموعات فلسطينية مسلحة صواريخ على جنوب اسرائيل ردا على عملية للجيش الاسرائيلي في قطاع غزة اسفرت عن مقتل سبعة فلسطينيين. وهو اخطر انتهاك للتهدئة منذ اقرارها بين اسرائيل وحماس.

وتفرض اسرائيل اغلاقا على قطاع غزة منذ سيطرت عليه حركة حماس بالقوة في حزيران/يونيو 2007. وتفرض منذ 17 كانون الثاني/يناير على المنطقة حصارا ينعكس في فترات التوتر خصوصا، تراجعا في تزويد الوقود والتيار الكهربائي. وفي الايام العادية، تزود اسرائيل غزة حوالى 120 ميغاوات عبر خطوط التوتر العالي.

سفينة النواب الاوروبيين والمتضامنين تغادر غزة

كما غادرت بعد ظهر الاثنين سفينة النواب الاوروبيين والناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينة والتي كسرت الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة السبت وللمرة الثالثة خلال اقل من ثلاثة شهور.

وقال جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار "غادرت السفينة شاطئ غزة واصحطحبت معها 8 اشخاص بينهم طلاب وعالقون ومرضى". وحضر رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية الى ميناء غزة لتوديع المتضامنين.

وقالت غريتا برلين المتحدثة الاعلامية باسم حركة غزة الحرة التي تنظم الرحلات لوكالة فرانس برس في لارنكا، انه من المتوقع ان تصل السفينة الى ميناء لارنكا جنوب قبرص في حوالى السابعة والنصف صباح الثلاثاء.

وتهدف الحركة الى تنظيم رحلات منتظمة بين قبرص وقطاع غزة. وقام المتضامنون خلال زيارتهم لغزة بزيارة المستشفيات والمعابر ومحطة توليد الكهرباء اضافة الى لقائهم برئيس الوزراء المقال وحضور جلسة للمجلس التشريعي.

ووصل المركب "ديغنيتي" الى سواحل غزة السبت وعلى متنه اكثر من عشرين شخصا بينهم 11 نائبا اوروبيا غالبيتهم من البريطانيين ارادوا عبر خرق الحصار الاحتجاج على العقوبات الاسرائيلية المفروضة على قطاع غزة.

واستقبل فلسطينيو غزة مركبين في 23 آب/اغسطس اقلا 44 ناشطا ومركبا اخر في 29 تشرين الاول/اكتوبر. وفرضت اسرائيل حظرا على قطاع غزة بعدما سيطرت عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في حزيران/يونيو 2007. وقالت اسرائيل ان ذلك يهدف الى اجبار الحركة الاسلامية والجماعات الفلسطينية الاخرى على عدم اطلاق صواريخ وقذائف هاون على الاراضي الاسرائيلية.

الاتحاد الاوروبي يعرب عن قلقه لتدمير منازل فلسطينية في القدس

من جهة أخرى، اعرب الاتحاد الاوروبي الاثنين عن "عميق قلقه" ازاء هدم منازل فلسطينية في القدس الشرقية ودعا اسرائيل على وقف ذلك "باسرع الآجال"، على ما اعلنت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فريدريك ديزانيو "ان الاتحاد الاوروبي يعرب عن قلقه العميق تجاه عمليات هدم منازل فلسطينيين تمت في الايام الاخيرة نفذتها السلطات الاسرائيلية في عدة احياء في القدس الشرقية".

واضاف "ان الاتحاد الاوروبي يذكر بان هذه العمليات التي تؤثر بشدة على حياة السكان في هذه الاحياء، غير شرعية بنظر القانون الدولي وتدعو السلطات الاسرائيلية الى وضع حد لها في اقرب الآجال".

وتابع المتحدث "في هذا الاطار يدعو الاتحاد الاوروبي ايضا اسرائيل الى الامتناع عن القيام باي اجراء احادي من شأنه ان يؤثر على مفاوضات الوضع النهائي وخصوصا في القدس".

وكانت اسرائيل هدمت في 5 تشرين الثاني/نوفمبر اربعة مبان في القدس الشرقية بنيت بحسب السلطات بدون ترخيص ما ادى الى صدامات في حي عربي في المدينة المقدسة.

وبحسب منظمة بتسليم الاسرائيلية المدافعة عن حقوق الانسان فان السلطات الاسرائيلية هدمت نحو 350 منزلا في القدس الشرقية منذ 2004 متعللة بانها بنيت من دون تراخيص.

ولا تمنح السلطات الاسرائلية الا نادرا تراخيص بناء للسكان العرب في القدس الشرقية المحتلة التي ضمتها في 1967 ويريد الفلسطينيون جعلها عاصمة دولتهم المستقبلية في حين تعتبر اسرائيل القدس عاصمتها "الموحدة وغير القابلة للتقسيم".