أخبار

الجارديان: الانتحاريات اللواتي يدمرن آمال العراقيين بالسلام

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: في الصورة دم كثير يلطخ المكان، وفيها أيضا رجال علت وجوههم نظرات غضب وخوف وقلق، وقد راحوا يرقبون المشهد بعبث من تحت الخيمة الممزقة التي تناثر أمامها بضع أزواج من الأحذية، لعل أصحابها كانوا ممن قضوا لتوهم في التفجير الانتحاري الذي هز المكان. وفي التعليق نقرأ: انتحارية قتلت أربعا من الحراس السنة وأصابت 15 مدنيا آخر بجروح على نقطة تفتيش في بعقوبة يوم الأحد الماضي. أما الحكاية، فيرويها لنا مارتن تشولوف، مراسل الجارديان في العاصمة العراقية بغداد، في تقريره المفصل الذي تفرد له الصحيفة البريطانية في عددها الصادر اليوم مساحة واسعة. يقول تشولوف في تقريره، الذي جاء بعنوان "انتحاريات الإقليم المضطرب الـ 27 اللواتي أُطلقن لتدمير آمال العراقيين بالسلام، إنه من المعتقد أن تكون تلك النسوة (الانتحاريات) قد تشربن مبادئ وأفكار رجال الدين الذين دفعوهن لتنفيذ عمليات تفجير وقتل جماعي. يستهل المراسل تقريره بالرأي الذي ينقله عن مسؤولين عراقيين يقولون إن بعض الشابات يتلقين تدريبات بالعشرات ليتخرجن بعدها "مفجرات انتحاريات" ينفذن هجمات في محافظة عراقية بعينها، وذلك في مسعى لإعادة الأجواء الأمنية التي تحسنت مؤخرا إلى ما كانت عليه من تدهور وسوء قبل أشهر أو سنوات. ويرى المسؤولون العراقيون أن تلك العمليات ترمي أيضا إلى عرقلة المحادثات بين العراقيين والأميركيين، والتي ترمي للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن المعاهدة الأمنية التي ستنظم العلاقات المستقبلية بين البلدين. ينطلق المراقبون، الذين ينقل المراسل كلماتهم وآراءهم بشأن القضية، من فرضية أن الفتاة التي نفذت الهجوم الانتحاري خارج مستشفى مدينة بعقوبة يوم الأحد الماضي كانت تبلغ من العمر 13 ربيعا فقط، وهي واحدة من 27 امرأة وفتاة قمن بتنفيذ عمليات انتحارية في محافظة ديالى خلال الأشهر الـ 18 الماضية. يقول التقرير إن مثل تلك العمليات حدت بالمسؤولين العراقيين إلى إعادة النظر باستراتيجيتهم الأمنية برمتها، ومنها خطط وطرق التفتيش، والتي ستكون النساء والفتيات هدفا أكيدا لها في المستقبل. ينقل التقرير أيضا عن مسؤولين عراقيين وعاملين في مجال حقوق الإنسان وقضايا المرأة قولهم إنهم يعتقدون أن تلك الفتيات والنسوة يقدمن على تنفيذ مثل تلك العمليات الانتحارية بتأثير ودفع مباشر من قبل ثلاثة رجال دين على الأقل، وهم جميعا يعملون انطلاقا من محافظة ديالى التي كانت تُعد معقلا للبعثيين العراقيين السابقين وقد أضحت الآن مرتعا لأنصار ومسلحي تنظيم القاعدة. تقول خديجة أسعد، وهي خبيرة في مجال حقوق الإنسان وتعمل أيضا مستشارة للحكومة العراقية انطلاقا من محافظة ديالى، إنها ترى أن بعض شيوخ المنطقة المتحالفين مع القاعدة والملتزمين بمبدأ معاداة جماعة مناهضة لإيران، هم من قاموا على مر السنوات الماضية بتدريب واستخدام تلك النساء، بمن فيهن تلك المفجرات الانتحاريات. وتضيف أسعد قائلة: "حتى عام 2006، كان كافة المفجرين الانتحاريين في العراق من الرجال. لكن عندما قتل الأميركيون الرجال في المنطقة، بدَّل بعض الشيوخ والزعماء هنا استراتيجيتهم وشرعوا باستخدام النساء لتنفيذ هجمات معينة." ويورد المراسل في نهاية تحقيقه قائمة بأبرز الهجمات الانتحارية التي نفذتها فتيات ونساء في المحافظة خلال العام الحالي، وعددها سبعة عمليات ذهب ضحيتها 109 أشخاص وأُصيب العشرات بجروح. العراق الآخر
ومن إقليم كردستان العراق، وتحت عنوان "العراق الآخر"، تطالعنا صحيفة الفايننشال تايمز بتحقيق مطول لمراسلتها آنا فيفيلد، فترسم من خلاله صورة عن الخلاف الدائر حاليا بشان مدينة كركوك وانعكاسات ذلك على مستقبل الاتفاقية الأمنية المرتقبة بين بغداد وواشنطن. يقول التحقيق إن التوتر يزداد شدة في كركوك بشأن ما إذا كان يتعين إلحاقها بإدارة إقليم كردستان الخاضع لحكم شبه ذاتي، أم كان يجب اعتبارها جزءا لا يتجزأ من العراق الموحد. ويضيف أن من شأن هذا التوتر أن يعقد الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق نهائي بين العراقيين والأميركيين، وبالتالي إلى سحب القوات الأجنبية من العراق. ينقل التحقيق عن مسؤول أميركي في بغداد قوله تعليقا على الوضع في المدينة: "بالنسبة للكثير من الأكراد، فإن الأمر بات نقطة التقاء وتحشد لكل دعاة استقلال كردستان والراغبين باستعادة ما يرونه حقوقا للشعب الكردي. أما بالنسبة للعديد من العرب، فقد أصبحت القضية تمثل صرخة للاحتفاظ بسيادة ووحدة البلاد." وترفق الصحيفة التحقيق بصورتين كبيرتين: الأولى تظهر فيها مجموعة من جنود البشمركة الأكراد رافعين في أيديهم أعلاما كردية وعراقية جنبا إلى جنب، أما الأخرى فيبدو فيها الزعيمان الكرديان الأبرز، الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني. الطفل "بي"
أخبار ضحايا العمليات التفجيرية في العراق وقضايا الشرق الأوسط، على كثرتها، ظلت حبيسة الصفحات الداخلية من صحف اليوم التي خصصت جل مساحات صفحاتها الأولى لرصد تفاصيل سقوط ضحية واحدة: إنه الطفل البريطاني "بي" الذي قضى بسبب التعذيب الذي كان قد لقيه على يدي أمه وعشيقها ومعهما رجل ثالث. القضية أثارت الرأي العام في بريطانيا، "ليس فقط لبشاعة الجريمة وقسوة قلب الأم وشريكيها في الجريمة"، بل للإهمال الكبير الذي تقول الصحافة إن المستشفيات والجهات المسؤولة الأخرى في الدولة قد تسببت به في قضية الطفل المذكور والذي فشل الجميع بإنقاذه وحمايته. فعلى صدر صفحتها الأولـ تنشر صحيفة الجارديان تحقيقا مصورا بعنوان: "50 إصابة و60 زيارة: الإخفاقات التي أدت إلى موت الطفل بي." تقول الصحيفة إن فشل الجهات الصحية والاجتماعية في إنقاذ حياة الطفل المذكور سترغم الحكومة البريطانية على إجراء مراجعة شاملة لإجراءات وقوانين حماية الأطفال في البلاد، لعل الجهات المسؤولة والمجتمع ترعوي وتتنبه إلى ضرورة حماية وإنقاذ أطفال آخرين قد تكون حياتهم مهددة بالخطر. وترفق صحف اليوم التقارير التي تتناول قضية الطفل "بي" بعشرات الصورة المؤثرة والتي يظهر فيه القتيل وقد بدت على أنحاء مختلفة من جسمه علامات الكي والتعذيب قبل وفاته. كما تنشر الصحف أيضا صورا لثياب الطفل المتسخة والتي يرى المحللون أنها تمثل الشاهد على الإهمال والقسوة التي تعرض لها الصغير، الذي كان يبلغ من العمر 17 شهرا عندما فقد حياته على أيدي أمه وصديقيها الذين أدانهم القضاء البريطاني في الجريمة. أوباما وإيران
أما أخبار ومواقف الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، فتحتل مساحة بارزة في الصحف البريطانية الصادرة اليوم، سواء بالنقد أو التحليل أم الكاريكاتير الساخر، ناهيك عن التغطية الإخبارية المعتادة. فتحت عنوان "باراك أوباما يتطلع شطر إيران للمساعدة في إحلال السلام في أفغانستان"، تنشر الديلي تلجراف تحقيقا ترصد فيه خطط الرئيس المقبل للولايات المتحدة والتي ترمي إلى إقحام الإيرانيين في قضية معالجة الوضع في بلدهم الجار أفغانستان، الأمر الذي يشكل تحولا جوهريا في السياسة الأميركية حيال كلا البلدين المذكورين. ينقل التحقيق، الذي أعده مراسل الصحيفة في واشنطن، أليكس سبيليوسن، عن مساعدي أوباما قولهم إن الرئيس الأميركي المنتخب يود انتهاج جديدة في أفغانستان تكتسي بعدا إقليميا أوسع، وربما اقتضى الأمر إشراك الإيرانيين بالمساهمة في تحسن الوضع هناك. ويذكِّر المراسل بما كان أوباما قد أعلنه مرارا خلال حملته الانتخابية الطويلة، لا سيما تأكيده بأن أفغانستان ستشكل خط الجبهة الأول بالنسبة للحرب على الإرهاب واستعداده للدخول في محادثات مع القادة الإيرانيين بدون شروط مسبقة. وينقل التحقيق عن أحد كبار مساعدي أوباما قوله: "هذه (القاعدة) هي عدونا وهو (زعيم تنظيم القاعدة بن لادن) يجب أن يكون هدفنا الرئيسي." دودة الغيرة
ومن بين الكثير مما تنشره صحافة اليوم عن أوباما أيضا، لفتت انتباهي صراحة روبرت كرامبتون، وهو أحد كتاب الأعمدة في صحيفة التايمز، الذي قرر أن يعزف على وتر جد مختلف وقد يطال الكثير من الرجال في شرق الأرض وغربها: إنها الغيرة التي تلي موجة الإعجاب بأوباما. يعنون كرامبتون مقاله: "فلتحذروا، هناك ثمة رد فعل سلبي قادم على الطريق على شعبية أوباما. وفي العنوان الفرعي نقرأ: "كيف بدأت دودة الغيرة الخضراء تلعب في صدري." يبدأ الكاتب مقاله، الذي يجمع بين الجدية والظرافة، بسؤال يقول: "ترى، هل هذه هي مجرد حالي أنا فقط، أم أن باراك أوباما يجعل سواه من الرجال يشعرون وكأنهم أضحوا لا نفع لهم ولا فائدة ترجى منهم؟" بعد ذلك ينتقل الكاتب ليحدثنا عن مشاعر السعادة التي اجتاحته في الوهلة الأولى التي تلت إعلان فوز السناتور الديمقراطي الأسود باراك أوباما برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، وكيف أنه (كرامبتون) أخذ يصرخ ويقفذ فرحا كالطفل الصغير، إلى درجة جعلته يجزم أن أوباما نفسه لم يصل إلى الحد نفسه من التعبير عن غبطته بالنصر. أما الطامة الكبرى، يتابع الكاتب وصفه لرد فعله من فوز أوباما، فقد وقعت صباح اليوم التالي عندما "أخذت دودة الغيرة الخضراء تعبث وتلعب داخل صدري، وهكذا بدأ رد الفعل السلبي واشتعلت في قلبي نار الغيرة تجاه أوباما، إن شئتم القول." أما المفارقة، يتابع الكاتب وصفه، فكانت عندما قرر الهروب من عالم أوباما وشهرته الطاغية، فلجأ إلى مواقع الإنترنت المفضلة لديه، لكن، وللصدمة، فقد طالعته صورة عارضة أزياء ترتدي قميصا عليه دعاية للرئيس الأميركي المنتخب تقول: "هوت ماما فور أوباما" (أي: ماما المثيرة من أجل أوباما." ترى كيف قرر كرامبتون أن يحل مشكلته مع أوباما في نهاية المطاف؟ إنه الانتقام من أكثر ساسة العالم شهرة في يومنا هذا وذلك عبر الهوس والتفكير بزوجته ميشال التي يقول عنها إنها آية في الجمال"، وخصوصا يوم خرجت تحيي الجماهير في شيكاجو وهي ترتدي فستانها الأنيق ذي اللونين الأسود والأحمر في أعقاب الإعلان عن فوز زوجها أوباما بانتخابات الرئاسة في الرابع من الشهر الجاري. كاريكاتير ساخر
أما حديث الكاريكاتير الساخر، فكان له حصة وافرة في صحافة اليوم. ففي الإندبندنت، يطالعنا رسم يبدو فيه رئيس الحكومة البريطانية جوردن براون وزعيم حزب المحافظين المعارض ديفيد كاميرون وقد تمنطق كل منهما بحزام جلدي بني اللون تتدلى من جانبه فأس (بلطة) كُتب عليها "تخفيضات ضريبية"، بينما راح الرجلان يتبارزان في الميدان القريب من مقري مجلس العموم والحكومة في 10 داوننغ ستريت. الرسم طبعا كناية عن السباق السياسي الذي يخوض غماره براون وكاميرون والتنافس على كسب ود البريطانيين، مستغلين بذلك إغراءات التخفيضات الضريبية التي طالما كانت سلاحا هاما في أيدي المرشحين لانتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة. وفي الديلي تلجراف، يطالعنا رسم كاريكاتيري ساخر آخر من جزئين، يظهر فيه براون في الجزء الأول وهو يقود سيارة كُتبت على لوحتها كلمة "الاقتصاد"، بينما يطير براون في القسم الثاني عاليا في الهواء بعد أن انقلبت به سيارته وغاصت مقدمتها، ومعها "الاقتصاد"، في وحل الطريق وحفره العميقة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المناقصة 49/T/NMI/3
المناقصة 49/T/NMI/3 -

المناقصة 49/T/NMI/3/2008