أخبار

زيباري أطلع الاسد على مفاوضات الاتفاقية رافضاً الغارة الأميركية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عودة الرعب الى الموصل وتوقف عودة المسيحيين المهجرين
زيباري أطلع الاسد على مفاوضات الاتفاقية رافضاً الغارة الاميركية

أسامة مهدي من لندن: نقل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الى الرئيس السوري بشار الاسد تأكيدات عن حرص الحكومة العراقية على عدم استخدام اراضيها للعدوان ضد دول الجوار ونقل له اخر تطورات مفاوضات الاتفاقية الامنية طويلة الامد مع الولايات المتحدة حول انسحابها من العراق .. فيما عاد الرعب الى مدينة الموصل الشمالية بعد ساعات من اعلان مفوضية اللاجئين الدولية عن عودة الف عائلة مهجرة الامر الذي اثار مخاوف من توقف هذه العودة اثر قتل شقيقتين مسيحيتين في المدينة. فقد سلم زيباري الى الاسد خلال اجتماعه به في دمشق اليوم رسالة من رئيس الوزراء نوري المالكي وبحث معه " العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات السياسية والامنية والاقتصادية وضرورة تجاوز التوتر الذي شاب العلاقات بعد الغارة الاميركية على منطقة البوكمال السورية" اواخر الشهر الماضي . وتضمنت رسالة المالكي الى الاسد "اخر ما توصلت اليه مباحثات الحكومة العراقية والحكومة الاميركية حول اتفاقية وضعية القوات الاميركية في العراق" كما قال بيان صحافي للخارجية العراقية.

واوضح زيباري للاسد " موقف الحكومة العراقية من الغارة الاميركية واكد على الموقف الرافض لها مشددا على أن سياسة الحكومة ودستورية العراق الدائم لا يسمح ان يكون العراق منطلقاً لاي اعمال عدائية ضد دول الجوار العراقي". واكد وزير الخارجية حرص الحكومة العراقية على تطوير وتفعيل العلاقات الثنائية وضرورة استمرار عمل اللجان الامنية الفنية بين العراق ودول الجوار واستمرار الزيارات المتبادلة بين المسؤولين. وشارك في الاجتماع وليد المعلم وزير خارجية سوريا ووكيل الوزارة د.فيصل مقداد كما حضره لبيد عباوي وكيل وزارة الخارجية العراقية والقائم بالاعمال العراقي في دمشق.

وعقد زيباري الليلة الماضية مباحثات مع المعلم تناولت "العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات .. وموضوع الغارة العدوانية الاميركية التي وقعت على اراضي الجمهورية العربية السورية والاثار الناجمة عنها" كما قال بيان الخارجية العراقية . وقد قدم زيباري عرضاً لاخر التطورات المتعلقة بالمفاوضات حول اتفاقية تنظيم انسحاب القوات الاميركية من العراق مؤكدا حرص الحكومة العراقية على طمأنة دول الجوار ازاء هذه الاتفاقية مشدداً على ان العراق لن يكون منطلقاً لاي اعمال عدائية ضد اي دولة من دول الجوار تحت اي ظرف من الظروف.

من جانبه كرر الوزير المعلم إدانة بلاده للعدوان الاميركي على الاراضي السورية والذي ادى الى سقوط عدد من المواطنين المدنيين الابرياء "معرباً عن تقديره لالتزام الحكومة العراقية بضمان عدم استخدام اراضيها للعدوان على اي من دول الجوار" . كما شدد الوزير المعلم *على حرص سوريا على امن واستقرار العراق واستمرارها في دعم جهود الحكومة العراقية في مساعيها للمضي في العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة".

وفي وقت سابق امس بحث مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي مع السفير السوري في بغداد نواف الفارس العلاقات الثنائية بين البلدين مؤكدا اهمية ضبط الحدود المشتركة ومنع المتسللين من الدخول الى العراق عبر سوريا . واشار الربيعي الى ان العراق حريص على امن وسيادة سوريا ودعا الى تعاون مشترك بين بغداد ودمشق في ضبط الحدود ومكافحة الارهاب معتبرا الامن الاقليمي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع دول المنطقة. ومن جانبه أكد السفير السوري حرص بلاده على تعزيز التعاون بين بلاده والعراق ولا سيما في المجال الامني والاقتصادي مشيراً الى اهتمام سوريا بمسألة معالجة الحدود بعيداً من التدخل الاجنبي.

وكانت طائرات اميركية انطلقت من العراق قد هاجمت مؤخرا مواقع سورية بالقرب من الحدود في منطقة البو كمال ما اثار استياء سوريا شديدا عكر علاقات البلدين الجارين وألغى اجتماعا مقررا للجنة التعاون المشتركة . وفي خطاب له امس الاول هاجم الرئيس السوري بشار الاسد الاتفاقية العراقية الاميركية طويلة الامد المنتظرة بين البلدين معتبرا انها ستحول العراق الى قاعدة للعدوان على الدول المجاورة.

عودة الرعب الى الموصل ومخاوف من توقف عودة المسيحيين المهجرين

عاد الرعب الى مدينة الموصل العراقية الشمالية بعد ساعات من اعلان مفوضية اللاجئين الدولية عن عودة الف عائلة مسيحية مهجرة اليها وذلك اثر قتل شقيقتين مسيحيتين الامر الذي عاد بالرعب الى المدينة واوقف عمليات عودة العائلات المهجرة. وابلغ مصدر اعلامي مسيحي "ايلاف" اليوم ان حالة من الرعب قد سادت الأوساط المسيحية في الموصل اثر مقتل الشقيقتين. واشار الى ان عودة العائلات المهجرة قد توقف على الفور بانتظار انجلاء الموقف . واكد ان جريمة اليوم استهدفت وقف عودة المهجرين المسيحيين الى ديارهم موضحا ان اكثر من 2500 عائلة قد هاجرت المدينة منذ الشهر الماضي اثر تصعيد مجموعات مسلحة تهديدات بالقتل والاختطاف ضدها.

وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين اليوم إن بعض العائلات المسيحية التي فرت من شمال العراق الشهر الماضي بدأت العودة إلى الموصل مع استقرار الوضع الأمني في المدينة التي شهدت ارتفاعا ملحوظا في العنف الموجه ضد المجتمعات المسيحية في الموصل. وقد كثفت قوات الأمن العراقية من وجودها في المدينة حيث بلغ عدد قوات الجيش والشرطة في الموصل 35.000 عنصر ما أسفر عن انخفاض ملحوظ في عدد التفجيرات والقتل العشوائي.

وأشارت المفوضية إلى أن العائلات المسيحية بدأت في العودة قبل أسبوع مع تأكيدات من جيرانهم العرب بأن الوضع الأمني قد تحسن في المدينة. ولا يزال عدد كبير من العائلات المسيحية وبعض الأقليات مثل اليزيديين مشردين قائلين إنهم ما زالوا غير واثقين من عدم الاستقرار السياسي في المنطقة ولديهم مخاوف بسبب انعدام النظام والقانون. وعلى الرغم من أن الحكومة عرضت مبلغ 800 دولار كمنحة لكل عائلة لتشجيعها على العودة إلا أن عددا كبيرا من تلك العائلات لم يسجل اسمه خوفا من التعرض لها.

وقد جاء مقتل الشقيقتين ليزيد الأمور سوءا حيث أعلنت مصادر أمنية عراقية اليوم الأربعاء أن مسلحين مجهولين إقتحموا منزل عائلة مسيحية في وسط مدينة الموصل كبرى مدن محافظة نينوى، وإغتالوا شقيقتين وجرحوا والدتهما. واوضح ضابط في الشرطة لم يعط اسمه ان "مسلحين مجهولين اقتحموا حوالى الثامنة صباحا منزل عائلة مسيحية في حي القاهرة (وسط الموصل) واطلقوا النار على العائلة ما ادى الى مقتل شقيقتين واصابة والدتهما بجروح". واضاف ان "المسلحين قاموا بزرع عبوة ناسفة داخل المنزل قبل مغادرته. ولدى وصول دوريات الشرطة الى المنزل انفجرت العبوة ما اسفر عن اصابة اثنين من عناصر الشرطة بجروح".

واكدت مصادر امنية في الموصل ان "احدى الضحايا وتدعى لمياء صبيح تعمل موظفة في مبنى محافظة نينوى". وكانت وزارة حقوق الانسان في العراق اعلنت امس ان 2270 عائلة مسيحية نزحت من الموصل (370 كلم شمال بغداد) اثر عمليات قتل طالت 12 من ابناء الطائفة وتدمير ثلاثة منازل.

وقد استنكر المسؤولون والقادة الأمنيون في محافظة نينوى قتل السيدتين المسيحيتين وذلك خلال اجتماع امني مشترك عقد في مبنى المحافظة بحضور محافظ نينوى دريد كشموله ونائبه خسرو كوران اضافة الى قائد عمليات نينوى وكالة اللواء حسن كريم خضير. وبحث في الاجتماع مستجدات الوضع الأمني في الموصل والعمليات العسكرية الجارية فيها حاليا والخطوات الجديدة المتبعة للسيطرة على الخروقات الأمنية التي تحدث بين الحين والآخر. وأكد المشاركون "ان إفلاس المجاميع المسلحة هو الذي يدفعهم للقيام بأعمالهم الإجرامية التي تؤكد عجزهم وفشلهم وتخبطهم، كما تمت مناقشة الحلول الكفيلة بعدم تكرار مثل هذه الخروقات مستقبلا وتم وضع خطط جديدة بهذا الخصوص" لكنه لم يتم توضيح طبيعة هذه الخطط .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف