انهاء مقاطعة الإتحاد الأوروبي لروسيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
صوفيا: تباينت ردود فعل المحللين والمراقبين السياسيين البلغار حول قرار المجلس الأوروبي لشؤون السياسة الداخلية والخارجية الإتحاد الأوروبي بانهاء المقاطعة التى فرضت على روسيا احتجاجا على غزوها العسكري لجورجيا واعادة المفاوضات مع موسكو حول اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين روسيا والإتحاد الاوروبي.
وقال المحلل السياسي البلغارى ايفان كريستيف ان القرار الذى اتخذه المجلس الاوروبي الذي انهى اعماله امس فى بروكسل بحضور وزراء خارجية ودفاع الدول ال17 الاعضاء يمثل فى حد ذاته نجاحا دبلوماسيا للفريق الأوروبي الذى تقوده كل من فرنسا والمانيا وايطاليا.
واشار الى ان الفريق الاوروبي الذى مارس ضغوطه السياسية نجح كذلك في اعادة المفاوضات مع موسكو وصولا لتوقيع الاتفاقية الاستراتيجية التى ستعد بديلة عن اتفاقية التعاون السابقة بين الإتحاد الأوروبي وروسيا والتى انتهت فى نهاية عام 2007.
واوضح ان القرار قد اتخذ على الرغم من المعارضة الشديدة من جانب جمهورية لاتفيا التى شكت بان موسكو لم تنفذ حتى ان الشروط الخاصة بالانسحاب الكامل لقواتها العسكرية الى الحدود التى كانت عليها قبل اندلاع المعارك فى جورجيا فى السابع من اغسطس الماضى.
وذكر ان الموقف اللاتفى كان معزولا عن باقى مواقف الدول ال 26 الاخرى الذى دعمت قرار اعادة المفاوضات مع موسكو حيث ان هذا القرار لم يكن فى حاجة الى الاجماع عند التصويت عليه بل لم تجد لاتفيا دعما لموقفها حتى من التشيك وبولندا اللتان كانتا اكثر تشددا فى التعامل مع روسيا.
من جانبه يرى استاذ العلوم السياسية بجامعة صوفيا البرفسور بلامن تسفيتكوف ان اعادة المفاوضات مع روسيا وانهاء المقاطعة معها من جانب الإتحاد الأوروبي لن يعنى فى المستقبل القريب العودة لمرحلة "شهر العسل" التى سبقت الاحداث والازمة فى القوقاز مستندا الى ان بريطانيا والتى تعد اكثر الدول انتقادا فى دول غرب اوروبا للازمة بين روسيا وجورجيا قد رفضت فى تصريحات وزير خارجيتها ديفيد ميليباند بان يعنى انهاء الاحتجاج بان تعود الاوضاع مع موسكو الى شكلها الطبيعي.
وقال تسفيتكوف ان وزير خارجية السويد كارل بيلد والذى كان ايضا منتقدا شديدا لروسيا قد اوضح ان بلاده تدعم اعادة المفاوضات مع موسكو "لاننا نؤمن بان هذه القضية التى سيتم بحثها تمثل مصلحة هامة للاتحاد الأوروبي" مشيرا الى انه يتفق مع نظيره البريطانى وشخصيات رسمية اخرى بضرورة ان يكون هناك توازن فى تقدير المفاوضات مع روسيا بسبب الدائرة الواسعة من المصالح والاهتمامات.
ومن ناحيته يرى رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية فى بلغاريا الدكتور بويان الكسييف انه على الرغم من الانتقادات التى وجهت الى الكرملين فان دول الإتحاد الأوروبي مازالت مصدومة وغير متقبلة لتصرفات ومواقف الرئيس الجورجى ميخائيل ساكاشفيلى الذى سمح لنفسه بان يتحدث باسم الإتحاد الأوروبي فى قضايا لم يتم طرحها فى الاساس وزاد من تعقيد الاوضاع الدبلوماسية التى يبذلها الإتحاد الأوروبي لحل الازمة.
وقال ان التعبير عن عدم الرضا لمواقف وتصرفات جورجيا قد بدت واضحة فى تصريحات وزير دفاع استونيا والتى اوضح فيها ان عدد من الدول ترى بشكل واضح ان جورجيا قد نشطت وتحركت بطريقة غير مقبولة ومذهلة بل ومحرجة فى بعض الاحيان.
واضاف ان القوة الاحتياطية التى استندت عليها العديد من الدول الاوروبية لاعادة المفاوضات مع روسيا قد تركزت حول قاعدة بان الإتحاد الأوروبي ليس له مصلحة فى عزل روسيا او تحفيز دول منفرده من اعضاء الإتحاد الى عقد اتفاقيات ثنائية مستقلة مع موسكو وان الافضل للصالح الأوروبي ان يكون هناك تعاون استراتيجى ملزم لجميع الدول الاعضاء.
واشار الى انه على ما يبدو ان الإتحاد الأوروبي قد ارتأى ضرورة اتخاذ مثل هذا القرار قبل انعقاد لقاء "ج 20" المقرر عقده فى واشنطن فى الخامس عشر من نوفمبر الجارى والذى يعقد بهدف اعداد رد موحد على الازمة المالية والذى ستشارك فيه القيادات الروسية الامر الذي سيساعد بشكل غير مباشر فى الحد من الازمة المالية الروسية مع اعادة المفاوضات.
وعلى صعيد متصل قال المحلل السياسي البلغاري اوجنيان مينشيف ان القرار الذى اتخذه وزراء خارجية ودفاع الدول الاعضاء فى الإتحاد الأوروبي يبدو متناسقا مع الرؤية الجديدة للرئيس الامريكى الجديد باراك اوباما والذى اكد على ضرورة ان يكون الحوار سبيلا اساسيا لحل الازمات بما فيها الازمات مع روسيا وانه يرفض العودة الى سياسة الحرب الباردة ومع تكاتف جميع الجهود الدولية للخروج من الازمة المالية العالمية.
واضاف ان رفع العزل عن روسيا يكون بمثابة خطوة مسبقة لما ينوي الرئيس الامريكى الجديد ان ينتهجه من سياسات بل سيساعد على خلق مناخ مستقبلى دافيء فى علاقات روسيا مع الغرب عندما يتعلق الامر بقضايا اخرى هم فى حاجة للدعم الروسى فيها مثل قضية الملف النووي الايراني.