تركيا تسبب خلافاً بين برلسكوني وحلفاؤه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طلال سلامة من روما: تتجه أنظار المحللين السياسيين الى أول تشققات سياسية داخلية سببتها زيارة برلسكوني الى تركيا. فرئيس الوزراء الإيطالي يفتح قلبه أمام انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي لما فيه من منافع اقتصادية وعمالية على ايطاليا "المسنة" التي تستوطنها نسبة كبيرة من المسنين وأخرى أصغر من الشباب والشابات الذين بدؤوا التفكير بالهجرة، نتيجة الضيقة المالية والمعيشية، التي تعود بنا الى عشرينات القرن الماضي التي شهدت بدورها موجة هجرة كبيرة من ايطاليا الى القارة الأميركية. أما رابطة الشمال فتتشبث برأيها غير القابل للمناقشة مع أحد، حتى مع برلسكوني نفسه.
وسيلعب برلسكوني ورقة استراتيجية دفاعاً عن انضمام تركيا الى أوروبا عن طريق الضغط على مجموعة الثماني الكبار التي سترأسها ايطاليا في العام القادم. هكذا، سينجح برلسكوني في تسريع انضمام دولة إسلامية الى الاتحاد الأوروبي. لا بل يتمسك برلسكوني باستكشاف جميع الطرق والفرص للإيفاء بوعد قطعه أمام حكومة أنقرة. صحيح أن العديد من الدول الأوروبية تعارض انضمام تركيا الى كيانها الغربي الموحد بيد أن برلسكوني يضمن إقناع حكوماتها بالأهمية الاستراتيجية لتركيا كدولة حدودية مع الشرق الأوسط.
على صعيد حزب رابطة الشمال، فان مسؤوليها رفيعي المستوى، على رأسهم برلمانيي هذا الحزب العاملين في لجان وزارتي الخارجية والدفاع، يفيدون أن الشروط والظروف لدمج تركيا بأوروبا غير موجودة. ومن لا يقبل بهذه الحقيقة يرتكب خطأ استراتيجياً لا يغفر عليه سيكون له تداعيات لا يتصورها أحد على المجتمع الغربي.
هذا وتنظر رابطة الشمال الى تركيا كدولة بعيدة جداً عن دول الاتحاد الأوروبي لأسباب متعددة، جغرافية وثقافية ودينية. لذلك، فان انضمام تركيا الى أوروبا سيُفقد الأخيرة هويتها ناهيك من انهيارها تحت ثقل توترات اجتماعية لا تُطاق، سترثها دول الاتحاد الأوروبي من تركيا.