أخبار

فالدنر تدعو اسرائيل الى اعادة فتح معابر غزة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بروكسل، القاهرة: أعبرت المفوضة الأوروبية المكلفة الشؤون الخارجية وسياسة الجوار بينيتا فيريرو فالدنر، عن قلقها لقيام إسرائيل بإغلاق المعابر التي تربط قطاع غزة بالعالم ومنع قوافل المساعدات الإنسانية في الوصول إلى السكان.

جاء ذلك في تصريحات نُقلت عن المفوضة الأوروبية اليوم التي تشارك في أعمال القمة الروسية الأوروبية في نيس، حيث شددت على النتائج الإنسانية السلبية التي تترتب على مثل هذه الإجراءات.

وقالت فالدنر في بيان "اشعر بقلق عميق لانعكاسات الاغلاق الكامل لكل المعابر في وجه المساعدات الانسانية الاساسية والمحروقات" داعية إسرائيل الى اعادة فتح المعابر للقوافل الانسانية والتجارية وخصوصا المواد الغذائية والادوية، وتسهيل تزويد القطاع بالوقود من أجل عمل البنى التحتية الرئيسية.

وذكرت فالدنر بضرورة احترام القوانين والتشريعات الدولية، التي تنص على ضرورة تأمين الخدمات الصحية الرئيسية للمدنيين في أماكن الصراعات مثل الكهرباء والمياه النظيفة. وأعربت المسؤولة الأوروبية عن خشيتها بأن تؤدي هذه التصرفات إلى الدخول في حلقة جديدة من العنف، داعية الأطراف المعنية إلى ضبط النفس.

وكان مسؤولو الاتحاد الأوروبي قد أكدوا على ضرورة الحفاظ على العمل الدولي من أجل السلام، مؤكدين بأن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني كانا عبرا عن هذه الرغبة أمام الأطراف الدولية خلال الإجتماع الأخير للجنة الرباعية الدولية الذي عقد في شرم الشيخ الأسبوع الماضي.

خبراء عرب... مفاهيم الاسرائيليين حول القدس والارهاب بحاجة الى تغيير
من جهة أخرى، أجمع عدد من المسؤولين والخبراء السياسيين العرب والمصريين على أن ما ورد من تصريحات المسؤولين الاسرائيليين المشاركين في مؤتمر حوار الاديان في نيويورك حول مستقبل القدس وقضية الارهاب لا يعبر عن الحقيقة ويحتاج الى تغيير في الفهم الاسرائيلي لهذه القضايا. وأوضح هؤلاء في تصريحات تعليقا على التصريحات الاسرائيلية أن "الدول العربية كافة تنبذ التطرف وان كانت تتمسك بالاسس الحقيقية للسلام الشامل الذى يعيد الحقوق العربية المغتصبة".

ورأى الامين العام المساعد لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية السفير محمد صبيح أن تصريحات القيادات الاسرائيلية المشاركة في مؤتمر حوار الاديان التى تركزت حول القدس الموحدة ومكافحة التطرف تحتاج الى تغيير في الفهم لديها. وقال ان القدس "خط أحمر" لدى الشعب العربي والفلسطيني "لان ما يجرى فيها من جانب اسرائيل خطير للغاية خاصة ما يتعلق بالتهديد بترحيل المقدسيين الفلسطينيين ووضع قوانين عنصرية ضدهم".

ولفت الى أن هناك أفكارا فلسطينية وعربية "جيدة" للتعامل مع "القدس الموحدة" على اساس اما أن تكون عاصمة للدولتين الفلسطينية والاسرائيلية أو تكون كما كانت قبل حرب يونيو عام 1967 وتكون مدينة مفتوحة. واضاف صبيح ان "الحديث الاسرائيلي عن أن تكون القدس عاصمة موحدة للدولة اليهودية أمر غير مقبول على الاطلاق" مطالبا الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز بوقف كافة الاجراءات العنصرية في القدس وأن تبقى القدس متواصلة بجوارها الفلسطيني لتكون مدينة للتعايش كما ورد في المبادرة العربية للسلام.

وشدد على أن العرب جميعا يحاربون التطرف والارهاب خاصة أن الاسلام دين الوسطية معتبرا أن التطرف صناعة اسرائيلية بامتياز في ظل ما يقوم به المستوطنون الاسرائيليون ضد الفلسطينيين والحصار الذى تفرضه السلطات على الشعب الفلسطيني باعتبار ذلك من أكبر جرائم الارهاب . واثنى صبيح في الوقت نفسه على دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مجال حوار الاديان واصفا هذه المبادرة بأنها "جاءت في وقتها ومكانها" ولافتا الى أن هناك اساءة للدين الاسلامي تحديدا فيما يسعى المعادون للاسلام الى استغلال الاديان في خدمة اغراض توسعية وعدوانية.

وحث صبيح علماء المسلمين على القيام بجهود اضافية لتوضيح الصورة الحقيقية للدين الاسلامي السمحة "بلغة" المجتمعات الغربية واسلوبها مشيرا الى أن هناك "تشوقا" لدى الغرب لمعرفة الحقائق عن الاسلام. ورأى ضرورة تشكيل مجموعات عمل عربية "على أعلى المستويات" من رجال الدين والمثقفين والسياسيين ورجال الاعلام للقيام باعداد برامج متكاملة عن الدين الاسلامي بصورة ولغة يفهمها الرأى العام الغربى.

أما مدير ادارة حقوق الانسان بجامعة الدول العربية السفير محمود راشد فلفت الى أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين ينظر اليها بكل تقدير في الجامعة وتعكس مدى الاهتمام السعودي والعربي بضرورة توضيح الصورة الحقيقية عن الانسان العربي والمسلم.

ونوه بأن الوطن العربي مهد الاديان والحضارات وأن الحوار بين الاديان جزء من الثقافة العربية لافتا الى ان الميثاق العربي لحقوق الانسان يؤكد مبادىء الدين الاسلامي والديانات في الاخوة والمساواة والتسامح بين كل البشر. وذكر راشد أن مثل هذا المؤتمر للحوار بين الاديان في الامم المتحدة يسهم بكل تأكيد في توضيح الصورة السليمة عن الانسان العربي والمسلم مضيفا أنه يتعين أن تكون هناك خطوات وجهود أخرى على الساحة الغربية.

واوضح أن تبنى المنظمة الدولية مبادرة خادم الحرمين الشريفين يؤكد التقدير الدولي للدور الذى تكنه الامم المتحدة للعالم العربي والاسلامي . من جانبه قال الباحث في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الاهرام الدكتور عمرو الشوبكي تعليقا على تصريحات وزيرة الخارجية الاسرائيلية ان "التطرف قائم في العالم كله بشكل عام ويتعين البحث عن اسبابه والعمل على علاجها".

ورأى ان حديث ليفنى نفسه يؤكد هذا التطرف "لانها تنادى بأن تكون القدس عاصمة ابدية لاسرائيل على الرغم من قرار الامم المتحدة بالتقسيم" معتبرا أنه اذا كان هناك تطرف في المنطقة فهو ناتج عن اليأس وعدم الثقة في الشرعية الدولية. واشار الى ان عدم وجود الثقة لدى الشعوب العربية يرجع لاصدار قرارات لا تطبقها اسرائيل ونتيجة وجود حكومات متعاقبة في اسرائيل لاتحترم القوانين والشرعية الدولية وتعتبر نفسها فوق هذه القرارات .

وشدد الشوبكى على ان اسرائيل تعد "المسؤول الاول" عن وجود مثل هذا التطرف في العالم العربي والاسلامي وهي التى تعتدي على الشعب الفلسطيني وتقتل وتشرد وتحاصر ابناءه وتحرمهم من ابسط الحقوق.ولفت الى ان اسرائيل تتعامل باعتبارها "استثناء" في المنطقة موضحا ان اسرائيل تساوم بشأن وضع القدس دائما "على الرغم من انها تعلم مدى قدسية المدينة لدى المسلمين والمسيحيين ومن المستحيل التفريط فيها".

وذكر الشوبكي أن اسرائيل تنجح دائما في وضع العراقيل امام السلام سواء باعتداءاتها المتكررة والوحشية على ابناء الشعب الفلسطيني أو بزرع بذور الفرقة بين ابناء الشعب الواحد فضلا عن المعاناة اليومية للفلسطينيين واستمرار بناء المستوطنات والجدار العازل.

وطالب اسرائيل والعالم بان "يتفهم" ان السلام والاحتفاظ بالأراضي العربية المحتلة يتعارضان ويستحيل التوفيق بينهما او تحقيقهما معا ما يتعين معه العمل على تحقيق السلام العادل والشامل الذى يمكن أن تتوافر له فرصة الحياة والاستمرارية. أما الكاتب والمحلل السياسى مساعد رئيس تحرير صحيفة "الاخبار" أحمد طه النقر فرأى أن اسرائيل في ظل ما اسماه "الجمود والشلل السياسي" الراهن لن تأخذ منحى التحرك باتجاه السلام المنشود.

واعتبر أن اسرائيل تسعى لاستغلال مؤتمر حوار الاديان في نيويورك لكسب مزيد من الشرعية دون أن تقدم شيئا ملموسا باتجاه السلام. واشار الى أن المرشحين المحتملين الى منصب رئيس وزراء اسرائيل المقبل هما زعيمة حزب كاديما وزيرة الخارجية تسيبي ليفني وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو حيث تتحدث الاولى كثيرا عن السلام دون احراز أى تقدم والاخر يتحدث عن توسيع المستوطنات.

ورأى أن الاثنين يتفقان فقط على أن كل ما يمكن أن يقدماه مجرد التفكير بجدية في مبادرة السلام العربية مشيرا الى أن المفاوضات الفلسطينية المستمرة منذ عدة أعوام لم تصل الى شىء ملموس بعد. واعرب النقر عن تصوره بأن اسرائيل لن تقدم على أى خطوة باتجاه السلام الحقيقى في ظل تواصل سياساتها الاستيطانية" وان كانت تسعى دائما الى تحسين صورتها وأنها راغبة في السلام" مشيرا الى أن الساسة الاسرائيليين لم يقدموا جديدا عندما تحدثا عن "القدس الموحدة".

وشدد في الوقت نفسه على ضرورة انهاء الانقسام الفلسطيني الراهن وتوحيد الصف "كبداية صحيحة" للوقوف على أرض صلبة واستئناف جهود عقد مؤتمر الحوار الفلسطينى الشامل بالقاهرة وذلك تحت غطاء عربي واسلامي. من ناحيته رأى استاذ العلوم السياسية بجامعة 6 اكتوبر الدكتور اسامة مخيمر ان تصريحات ليفني تأتى في اطار العملية الانتخابية في اسرائيل باعتبار ذلك" مناورات سياسية ومحاولة لدعم موقفها في الانتخابات الاسرائيلية المقبلة".

ورأى ان اسرائيل تحاول دائما توظيف كافة المبادرات والتوجهات كالحوار بين الاديان والحضارات لخدمة مصالحها" في ظل ظروف خاصة يمر بها العالم حاليا تتطلب تكاتف الجميع وتوافقهم". واشار الى ان مبادرة العاهل السعودى جاءت من أجل تأصيل مفهوم الحوار والتقريب بين أتباع الأديان والحضارات مشددا على أهمية دور الحوار في الوصول الى نقاط الاتفاق بين الأفراد والجماعات والابتعاد عن الاختلاف والتنافر اللذين يؤديان الى التصارع والتصادم.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف