زيارة ميليباند لدمشق تعيد الدفء للعلاقات مع لندن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دمشق: يتوقع مراقبون ان تسهم زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الى دمشق خلال هذا الاسبوع في فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين سوريا وبريطانيا تعتمد الحوار والموضوعية في بحث مختلف القضايا الاقليمية والدولية لاسيما قضايا منطقة الشرق الاوسط. ولعل ما يساعد على تحقيق ذلك المؤشرات الايجابية الصادرة عن كلا البلدين حول اهمية تفعيل العلاقات الثتائية بعد التوتر الذي شابها بسبب اختلاف وجهات النظر ازاء الملفين العراقي واللبناني الى جانب تحالفها الاستراتيجي مع ايران التي اثارت حفيظة دول عدة بسبب برنامجها النووي.
وتأتي زيارة المسؤول البريطاني الى دمشق في اطار جولته التي تقوده الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان لتؤكد الرغبة البريطانية في تفعيل العلاقات ودفعها الى الامام للاسهام في ايجاد حلول ناجعة للمشاكل التي تواجه منطقة الشرق الاوسط بدلا من توتير العلاقات وترك قضايا المنطقة عالقة من دون حل.
كما تأتي في اطار التطور الايجابي للعلاقات الثنائية بين سوريا وبريطانيا وتعتبر تتويجا لسلسة اللقاءات البناءة التي لم تنقطع بين الجانبين على مختلف المستويات والتي كان اخرها الزيارة "الناجحة" التي قام بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى العاصمة لندن في 27 اكتوبر الماضي. وكان المعلم قد التقى خلال زيارته لندن نظيره البريطاني ديفيد ميليباند وبحث معه في العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الوضع في الشرق الاوسط وعملية السلام والتعاون في مجال مكافحة الارهاب الدولي.
ويلاحظ في الاونة الاخيرة الانفتاح الاوروبي على سوريا لاسيما من دول لها ثقل سياسي مهم في العالم كفرنسا وبريطانيا وهي تعول كثيرا على دور سوريا المحوري في المنطقة. وهذا ما اكده الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارته الى دمشق والمسؤولون البريطانيون في مقدمتهم سايمون ماكدونالد مستشار رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ووزير الخارجية البريطاني حيث اكدوا ان سوريا لاعب اساسي في أي عمل يهدف الى السلام والاستقرار في المنطقة.
وتجدر الاشارة هنا الى دور سوريا في التوصل الى اتفاق الدوحة الذي انهى الازمة السياسية في لبنان بين الموالاة والمعارضة التي استمرت 18 شهرا وساعد في انتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على قانون انتخابي .
ويرى المراقبون ان زيارة المسؤولين المهمين في اوروبا وبريطانيا "الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة الأميركية" قد تكون بوابة الطريق الى اعادة الدفء للعلاقات السورية - الأميركية وبخاصة بعد قدوم ادارة جديدة برئاسة باراك اوباما. ومن المنتظر ان يقوم الرئيس السوري بشار الاسد بزيارة الى بريطانيا لم يحدد موعدها حتى الان لتكون الثانية له بعد زيارته للعاصمة لندن في ديسمبر عام 2002 .
وتسعى سوريا وبريطانيا الى بناء علاقات مفيدة وبناءة للعمل معا من اجل استقرار منطقة الشرق الاوسط على اساس مصالحهما المشتركة علما بان جمعية الصداقة السورية - البريطانية لعبت دورا مهما في تقريب وجهات النظر بين البلدين من خلال عقدها العديد من المؤتمرات الاقتصادية والاستثمارية والبرلمانية.
والامر الذي ساعد على تحقيق الاهداف التي سعت اليها الجمعية الارتياح الدولي وبخاصة الاوروبي من اعلان سوريا اقامة علاقات دبلوماسية مع العراق ولبنان وتبادل السفراء وبخاصة مع لبنان لاول مرة في تاريخ البلدين حيث رهن عدد من الدول الاوروبية مستقبل علاقاته مع سوريا بما قد تحرزه من تقدم في الملفين اللبناني والعراقي.
كما كان العبء الذي تحملته سوريا جراء العدد الكبير من اللاجئين العراقيين ونشر قواتها على طول الحدود العراقية - السورية لمنع عمليات تسلل وتهريب المجموعات التخريبية الى داخل العراق وكذلك المحادثات السورية - الاسرائيلية غير المباشرة التي جرت بوساطة تركيا مبعث ارتياح اوروبي ساعد في الانفتاح على سوريا وفك العزلة التي كانت تفرضها دول الاتحاد الاوروبي على دمشق.
وترى سوريا ان الانفتاح الاوروبي الاخير عليها يعكس وعي قادة الاتحاد الاوروبي لاهمية دورها المركزي في منطقة تعصف بها الاضطرابات باعتبارها جزءا من الحل الذي لعب دورا مهما في استقرار المنطقة لاسيما في العراق ولبنان.
وتأمل سوريا في استثمار هذا التقارب مع دول الاتحاد الاوروبي لتوقيع اتفاقية الشراكة الاوروبية - السورية المتوقفة منذ عام 2004 لاعتراض عدد من دول الاتحاد على التوقيع النهائي عليها لامور سياسية خلافية بين الجانبين حول الملف اللبناني والعراقي وعلاقتها مع ايران وحزب الله اضافة الى الحظر الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة الأميركية تحت ما يسمى قانون "محاسبة سوريا".