تحذير من تدهور حياة الإنسان الغزاوي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نجلاء عبد ربه من غزة: لم تعد إسرائيل تخشى مناشدات المؤسسات الحقوقية الإنسانية من تفاقم الوضع الإنساني في غزة في 12 يوماً من الحصار المطبق تماماً عليها وإغلاق كافة المعابر التجارية أمام المواد التموينية لدخول غزة.
وأمام مناشدة الأونروا التي تعني بشؤون اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية، تقف غزة أمام شفير هاوية وكارثة إنسانية حقيقية، فالأونروا التي تساعد ما يقرب من 70% من سكان قطاع غزة، وهم اللاجئون الفلسطينيين الذين يعيشون في المخيمات السبعة المنتشرة في مناطق قطاع غزة، توقف أعمال تلك المنظمة الأممية، وبات أسطول المركبات التي يقودها موظفيها متوقفة أمام منع إسرائيل إدخال الوقود والمواد التموينية التي يعتاش منها اللاجئون بشكل عام وفقراء غزة على وجه الخصوص.
ودعا رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري ، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لزيارة قطاع غزة وتحمل مسئولياته تجاه مليون ونصف المليون إنسان يعيشون تحت خطر ثلاثي الأبعاد وهو "الاحتلال والعدوان والحصار".
وشدد الخضري في كلمته خلال مسيرة كشفية نظمتها اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، على أن غزة تتعرض لحصار إسرائيلي بأبشع الوسائل يستهدف كافة مناحي الحياة. وقال "الاحتلال يحاصر حليب الأطفال وغذاء السكان ومساعدات الفقراء واقتصاد الوطن وكهرباء المنازل والمستشفيات وكل مرافق الحياة بقطاع غزة". وأوضح أن واقع غزة يحتاج إلى وقفة حقيقية، وأن يمارس الجميع ضغوطاً حقيقية وعقوبات على الاحتلال لوقف هذه الجرائم المتصاعدة والحرب الشرسة في غزة.
وشدد على أن الواقع في غزة يزداد مأساوية ساعة بعد ساعة، ولا بد من حراك حقيقي وتدخل عاجل من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لوقف هذه الممارسات اللإنسانية، مؤكداً ضرورة تحمل الأمتين العربية والإسلامية مسئولياتها تجاه الواقع غير المسبوق باستفراد الاحتلال بأطفال ونساء وسكان غزة في اختراق واضح لكافة المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف.
وبين الخضري أن كافة المجالات والأعمال والمرافق في غزة محاصرة وتوقفت عن العمل خاصة مع توقف محطة الكهرباء بشكل كامل وانقطاع الكهرباء عن معظم مناطق القطاع وإغلاق الاحتلال لمعابر القطاع لليوم الثالث عشر على التوالي.
وأقسم المواطن خالد عبد الرحمن لإيلاف " أنه لا يوجد في بيته أي ذرة من الطحين. وقال "إضطرت زوجتي لأخذ كمية من الطحين من جارتنا، وعندما يفرجها الله علينا سنعيد ما إستلفناه لها".
وتعكس حالة عبد الرحمن عشرات الآلاف من الفقراء الذين يعتاشون على المساعدات التي تقدمها لهم المؤسسات الدولية كالأونروا و الـ CHF وغيرها من المؤسسات الأجنية، فضلاً عن الجمعيات الفلسطينية الخيرية التي تساعد عدداً آخر من فلسطينيي غزة.
وكانت آخر إحصائية قالت إن أكثر من 12000 أسرة في غزة تعيش كأفقر أسر في العالم، وهو ما يعني أن دخل الفلسطيني تدني إلى ما تحت خط الفقر تقريبا في ظل الغلاء الفاحش الذي إجتاح العالم بأسره، وعلى وجه التحديد قطاع غزة الذي أصبح سعر أي سلعة ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الحصار الإسرائيلي على غزة.
وأجبر نفاد الإمدادات الاغاثية لمنظمة الأمم المتحدة "الأونروا" على وقف مساعداتها الإنسانية عن سكان غزة جراء الحصار الإسرائيلي. وقال جون غينغ، مدير وكالة الغوث "نفدت المواد الغذائية بحوزتنا.. ومستودعاتنا خاوية".
وقال كريس غنس الناطق باسم الأمم المتحدة إن المنظمة الأممية التي تقطعت خطوط إمداداتها، عجزت منذ مطلع الأسبوع الحالي عن القيام بمهامها تجاه سكان المنطقة الذين هم بحاجة ماسة لمساعدات إنسانية.
وكان مئات الأطفال خرجوا في مسيرة كشفية أمس انطلقت من مفترق السرايا صوب المعلم التذكاري لضحايا الحصار وسط مدينة غزة، رفع خلالها الأطفال الشموع والرايات واللافتات المنددة بحصار غزة والمطالبة العالم بحمايتهم من عدوان وحصار إسرائيل لها.