أخبار

ميليباند: بريطانيا لن تحل محل تركيا في المحادثات بين سوريا إسرائيل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


لبنان: قراءتان لزيارة ميليباند الى دمشق

دمشق: بعد لقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق اليوم، تنبا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند بأن يكون العام القادم سنة للتعاون وتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الأراضي الفلسطينية ولبنان والعراق. ويُعد وصول ميليباند إلى دمشق وإجرائه محادثات مع كبار المسؤولين في سورية " خطوة متقدمة على طريق تطبيع العلاقات السورية - البريطانية التي انتقلت من الدفء الشديد في النصف الأول من العقد الحالي إلى شبه القطيعة بعد عام 2005."

ووصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم المحادثات التي جرت صباح بين الأسد وميليباند بأنها جيدة، وأوضح أنها تناولت مختلف القضايا الإقليمية الراهنة وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وأرست قواعد متينة لشراكة بين سورية وبريطانيا. وقال المعلم في مؤتمر صحفي مشترك "نحن نشاطر الوزير ميليباند رأيه أن عام 2009 هو عام فرص حقيقية من أجل أن نعمل معاً لتحقيق السلام والاستقرار".

وأشار المعلم إلى أن هذه الزيارة هي الأولى لوزير خارجية بريطانيا منذ العام 2001، وأضاف "لقد عملنا معاُ منذ أكثر من ثمانية عشر شهراً من أجل بناء علاقة شراكة بين سورية والمملكة المتحدة". وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين حث المعلم كل الأطراف على الالتزام بالتهدئة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وطالب برفع الحصار عن سكان غزة حتى لا تحدث كارثة إنسانية على حد قوله.

ووصف المعلم علاقات سورية بحماس بأنها "جيدة كالعلاقة مع فتح وباقي الفصائل الفلسطينية"، وقال إن ما يهم سورية هو أن يتم التوافق بين الفلسطينيين. وفي الشأن اللبناني قال المعلم إن حزب الله في لبنان هو حزب سياسي مقاوم لديه نواب في البرلمان اللبناني وهو جزء من مكونات الشعب اللبناني، وإن علاقة سورية مع حزب الله كعلاقتها مع حركة أمل وباقي القوى اللبنانية.

وحول تصريحات رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي النافية اتهام سورية بامتلاك منشآت نووية لتخصيب اليروانيوم، قال المعلم هذه منشأة عسكرية قيد الإنشاء، وليست للأغراض النووية، ولذلك فإن ذرات اليورانيوم إن وجدت فإنها نتيجة القذائف الإسرائيلية، ونحن بانتظار تقرير الوكالة الدولية النهائي.

من جانبه أكّد وزير الخارجية البريطاني أهمية الدور السوري وقال "نتطلع إلى تحقيق مختلف أوجه التعاون مع الحكومة السورية، وإلى مزيد من التعاون في الأسابيع القادمة، والمهم أن يضطلع كل فريق بدور مهم". وأعرب عن ارتياحه لتحسن العلاقات السورية ـ اللبنانية وقال "نحن نرحب بالخطوات الجيدة التي حققتها سورية مع لبنان والعراق، ونأمل أن تتعزز".

وشدد الوزير البريطاني على ضرورة انتظار نتائج التقرير النهائي للوكالة الطاقة الذرية بشأن المنشأة السورية، كما نفى أن يكون لدى بلاده نيّة في لعب دور بديل عن تركيا فيما يتعلق بالمحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل، وأعرب عن ارتياحه للجولات الأربع الماضية التي مرت فيها هذه المحادثات.وقال المعلم ان الموقع السوري هو منشأة عسكرية عادية وآثار اليورانيوم التي عثر عليها هي "نتيجة القذائف الاسرائيلية". وقال ان "ذرات اليورانيوم المخصب القليلة التي وجدت (في المنشأة) تشير الى ان التفسير العلمي الوحيد لها هو انها نتيجة القذائف الاسرائيلية لتدمير المبنى (في ايلول/سبتمبر 2007)".

واوضح "هذه المنشأة قيد الانشاء وليس التشغيل. انها منشأة عسكرية وليست للاغراض النووية"، مكررا تصريحات سابقة للسلطات السورية. واعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الاثنين في دبي العثور على اثار لليورانيوم في موقع الكبر في شمال شرق سوريا، موضحا ان هذا لا يعني ان الموقع ضم مفاعلا نوويا.

واوضح البرادعي "لم نصل الى استنتاج بشأن وجود او عدم وجود مفاعل". وقال الوزير السوري "نحن كدولة موقعة على معاهدة عدم الانتشار (النووي) من واجبنا ان ننتظر التقرير الذي سيقدمه البرادعي الى مجلس المحافظين (للوكالة الدولية للطاقة الذرية) للرد عليه". ومن المتوقع ان يرفع البرادعي تقريره قبل نهاية الاسبوع الحالي.

واضاف المعلم "انا سعيد ان ارى البرادعي يطلب من اسرائيل التعاون مع الوكالة للكشف عن هذا الامر". من جهته، قال ميليباند "نتولى مسؤولياتنا بكثير من الجدية في مجلس حكام الوكالة. وننتظر التقرير قبل التعليق".

وفلسطينياً ندد ميليباند بـ "عنف" حركة حماس، وأعرب عن أمله أن تعمل الحركة على التهدئة، وصولاً إلى سلام شامل في المنطقة، وأعرب عن رفضه لإقامة المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. وكان الرئيس الأسد استقبل صباح اليوم الثلاثاء وزير الخارجية البريطاني ودار الحديث بين الطرفين حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها عملية السلام في الشرق الأوسط والأوضاع اللبنانية والعراقية والفلسطينية.

وتأتي زيارة ميليباند إلى سورية ضمن جولة شرق أوسطية شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية، ولبنان التي سيغادر إليها اليوم. وقال ميليباند فور وصوله إلى دمشق ليل أمس إن لسورية دور كعامل استقرار في منطقة الشرق الاوسط، ورأى أن بناء الثقة المتبادلة بين بريطانيا وسورية يعتبر أمراً حيوياً. وتأتي زيارة الوزير البريطاني بعد شهر من الزيارة التي قام بها نظيره السوري وليد المعلم إلى لندن، وفي سياق موقف أوروبي جديد تجاه تحسين العلاقة مع سورية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف