أخبار

حدة الانتخابات النقابية في لبنان مؤشر للانتخابات النيابية المقبلة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: رأى محللون وخبراء ان اجواء التوتر المخيمة حاليا على انتخابات الهيئات النقابية والاتحادات الطلابية في الجامعات تشكل "عينة متقدمة" للانتخابات النيابية التي ستجري بعد نحو ستة اشهر وسط اجواء من التنافس الشديد. وعزا الباحث الاستراتيجي نبيل خليفة حدة الانتخابات النقابية والطلابية المتواصلة الى كونها "تجربة مؤثرة جدا" على الانتخابات النيابية التي ستجري في ايار/مايو المقبل.

وقال خليفة الذي يرئس "مركز بيبلوس للدراسات والابحاث" لوكالة فرانس "نتائجها الايجابية او السلبية على كل طرف تؤثر على معنويات انصاره" مضيفا "كما تستفيد الاطراف السياسية جميعها من دروسها في الثغرات والايجابيات". وشدد خليفة على اهمية الانتخابات النيابية المقبلة التي "ستحدد نهائية لبنان او مؤقتيته". وقال "كل طرف يريد ان يثبت ان الشعب اقرب اليه".

واعتبر المحلل السياسي الخبير في استطلاعات الرأي جواد عدرة ان حدة الانتخابات الطلابية والنقابية "عينة متقدمة" عن الاجواء التي ستخيم على الانتخابات النيابية المقبلة. وقال عدرة الذي يدير مركز "الدولية للمعلومات" "اجواء الاستنفار والتعبئة الطاغية مؤشر للانتخابات النيابية المقبلة" التي وصفها ب "صراع جذري بين القوى المتنافسة". الا ان عدرة شدد على ان نتائج الانتخابات النقابية لا تعكس بالضرورة موازين القوى خلال الانتخابات النيابية.

وقال "دور عامل المال والمفاتيح الانتخابية اساسي في الانتخابات النيابية، لكنه شبه معدوم في النقابات والجامعات". وشدد رئيس "مكتب الاحصاء والتوثيق" كمال فغالي على "الاهمية الاستثنائية" للانتخابات النيابية معتبرا ان للاطراف السياسية المختلفة مصلحة في تسعير الاجواء المرافقة لانتخابات الجامعات والنقابات. وقال فغالي "يستخدمون المبالغة في الحدة للاستقطاب وحشد المناصرين".

وتعلق القوى السياسية، التي تمر علاقاتها حاليا بفترة هدوء بعد ان شهدت الاشهر الماضية مواجهات بين انصارها، اهمية فائقة على الانتخابات النيابية ساعية الى تحقيق الاكثرية البرلمانية فيها. وتمثل الاكثرية النيابية الحالية قوى 14 اذار وابرز اطرافها تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وحزبا القوات اللبنانية والكتائب المسيحيان بزعامة سمير جعجع وامين الجميل.

اما الاقلية النيابية فهي ممثلة بقوى 8 اذار التي يشكل حزب الله راس حربتها والتي من ابرز اطرافها اضافة الى حركة امل الشيعية التيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون. ويتابع قادة الاحزاب ومسؤولوها على اختلافهم تفاصيل الانتخابات الطلابية والنقابية عن كثب ويستقبلون الفائزين من انصارهم ويتنافسون فيما بينهم على استقطاب قلة تفوز تحت شعار "مستقلون".

وفيما اعتبر الرجل الثاني في حزب الله الشيخ نعيم قاسم ان نتائج الانتخابات النقابية والطلابية "ليست مؤشرا على نتائج الانتخابات النيابية" وصف سمير جعجع فوز انصار قوى 14 اذار في احدى الجامعات بانه "مؤشر لما ستكون عليه الاوضاع في البلد ككل بعد ستة اشهر". وكانت الجامعة اللبنانية الرسمية التي تعد عشرات الاف الطلاب ولكلياتها فروع في بيروت وسائر المناطق اتخذت قرارا بالغاء انتخابات المجالس الطلابية لهذه السنة لاسباب امنية خوفا من مواجهات بين الاطراف المتخاصمين.

فقد صدر قبل ايام عن رئيس الجامعة اللبنانية زهير شكر تعميما جاء فيه "لما كان لبنان يستعد لاجراء الانتخابات النيابية العامة في ربيع العام 2009، وتجنبا لجعل وحدات الجامعة اللبنانية وفروعها ساحات اختبار في ظل اجواء طلابية متشنجة (...) يطلب عدم اجراء انتخابات طلابية للعام 2008 - 2009". واستنكرت قوى سياسية متخاصمة قرار رئيس الجامعة اللبنانية.

واعربت قوى 14 اذار عن خشيتها ان تكون مقدمة لالغاء الانتخابات النيابية. وتساءلت القوات اللبنانية في بيان "كيف سننظم الانتخابات النيابية التي ستجري في يوم واحد على كل الاراضي في حين يتعذر اجراء انتخابات طالبية على نطاق صغير وعلى مراحل عدة". ورات مصلحة الشباب في الحزب التقدمي الاشتراكي ان هذا القرار "يضع الطالب امام خيار امنه او حريته" متخوفة من ان يشكل منطلقا لالغاء الانتخابات النيابية على قاعدة "الامن اولى من الحرية".

وشمل استنكار الغاء الانتخابات الطالبية في الجامعة اللبنانية ايضا قوى 8 اذار وحلفاءها وبينهم التيار الوطني الحر والحزب الشيوعي الذي اكد في بيان رفضه "ان تكون الجامعة حقل تجارب مسبق للانتخابات النيابية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف