أخبار

هل يطل وجه الولايات المتحدة الجديد من غوانتانامو؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

فالح الحمراني من موسكو: جدد الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما في حديث تلفزيوني تعهده بإغلاق سجن قاعدة غوانتانامو. وهذا اول اعلان رسمي لاوباما عقب فوزه في الانتخابات في الرابع من نوفمبر يؤكد فيه قراره بتصفية السجن. واضاف الرئيس المنتخب" ان الولايات المتحدة لا تمارس التعذيب، وانوي ان اكون على قناعة باننا لن نمارس التعذيب بعد الان. وهذا مكون اساسي من التدابير الرامية لاحياء مكانة الولايات المتحدة الاخلاقية في العالم".

واذا أغلق اوباما سجن غوانتانامو حقا فستكون خطوة كبرى تحتسب له. فمن المهم بالنسبة لكل رئيس ان يبدأ حكمه بخطوات ليست صحيحة وحسب، وانما تنطوى على اهمية رمزية يترسخ في الذاكرة، وتكون موضوع حديث في جميع انحاء العالم. ولن تقلل الخطوة من الادانة الشاملة والشديدة من قبل المجتمع للارهاب بكل اشكاله، ولن يتراجع عن اعتباره سرطان في الحضارة المعاصرة يتوجب استئصاله من جذوره.

فالمعروف ان الانباء قد ترددت سابقا عن ارتكاب الفضائع في هذا السجن التي لا تناسب باي شكل من الاشكال صورة الولايات المتحدة التي اخذت على عاتقها مهمة تزعم العالم الحر بنشر القيم الاخلاقية والانسانية واشاعة الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان. لقد تحول سجن غوانتانامو الى احد رموز ادارة الرئيس جورج بوش التي كانت محط انتقاد حنى من الغرب نفسه. لهذا اذا كان اوباما يروم فعلا انتهاج سياسة اخرى فسيكون ملزم بغلق معسكر الاعتقال هذا. او بالاحرى لن يتخلى عن القانون بكل صرامته عند مكافحة ظاهرة الارهاب المقيتة، حتى لاتطال الاجراءات الابرياء او تنتهك حقوق احد كما حصل سابقا وتعطى الاولوية للقانون في اية ممارسة من الممارسات السياسية.

ولكن البعض قد يرى انه لا يجب التعامل مع الارهابيين الذين ارتكبوا الفضائع وينكر التعامل معهم كبشر .ويتساءل هل يمكن التعامل معهم وفق المعايير الانسانية والحضارية التي لم يلتزم بها الارهابيون بنفسهم؟. وهذا الرأي فيه الكثير من الصحة.ولكن اذا الرد بوحشية على الاعمال الوحشية يلقى ظلاله عى القانون ويساويه باساليب الارهاب. فحتى القاتل يمتلك حق الدفاع وان يكون له محامي. ان قسوة العقاب لا ينبغي ان تكون بان يقبع المجرم في حفرة نتنة بطقس حار كالجحيم والقيام باعمال تجديف مثل تدنيس القران الكريم امامه.ان قسوة العقاب تتمثل بوجوب العثور على براهين دامغة على انه مجرم، ومن ثم الحكم عليه في السجن لفترة معلومة تتناسب وحجم الجريمة التي اقترفها، ولكن غالبا لم تراعى هذه المقاييس في غوانتانامو، وجرى حجز الناس هناك لسنوات طويلة من دون تقديم تهم ضدهم ومن دون التحقيق معهم . لقد مورس التعذيب الجسدي هناك وتعرض المعتقلون لمختلف اشكال لاهانة والإذلال، وعموما فقد كانت احوال السجن في غوانتاناموا بعيدة عن المثل الانسانية، الى جانب ذلك فمن المعلون ان ليس كافة المعتقلين ارهابيين من اصحاب السوابق من مختلف الانتماءات ومن اعوان بن لادن، ولكن بل هناك ناس عاديين لم يرتكبوا اعمال قتل، وغيرهم من الذين يؤدون ادوار ثانوية. وكان بينهم وفق مختلف المعطيات اطفالا لم يبلغوا سن الرشد. وقد أُخذ هؤلاء الناس مجاميع ونقلوا كالقطيع الى كوبا، على أمل التحقق من هوايتهم في المعسكر.لقد جرموا قبل ان تثبت ادانتهم، انطلاقا من ان هناك إجماعا على تورطهم باعمال غير شرعية. ان الانسان العادي وليس القانون يناقش ويتصرف بهذه الطريقة.

ولهذا فان قرار الرئيس المنتخب اوباما ستكون خطوة نحو تحسين صورة الولايات المتحدة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف