أخبار

رهائن يتذكرون هجمات القراصنة الصوماليين بالخير

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مومباسا: كانت المياه ساكنة والسماء صافية وكان أفراد طاقم السفينة المكون من 12 رجلا من كينيا وسريلانكا مسترخين بعد احتسائهم الشاي صبيحة أحد أيام الاحاد في فبراير شباط من العام الماضي بعد عودتهم من رحلة لتوصيل مساعدات عذائية للصومال.ثم رصدوا نقطة تلوح في الافق أخذت تكبر. فجأة أدركوا أن زورقا يتجه ناحيتهم مباشرة فغيروا مسارهم وخففوا من سرعتهم. بعد مطاردة استمرت لساعة ألقت سفينة القراصنة زورقين سريعين من الفايبرجلاس انطلقا بسرعة من على جانبيها. كان على متن كل زورق ستة شبان صوماليين مسلحين بالمسدسات والرشاشات ومنصات اطلاق الصواريخ.هرع البحارة المرعوبون الى منصة الربان ورفعوا أياديهم الى أعلى معلنين التسليم فيما ثبت القراصنة سلما معدنيا على جانب السفينة وصعدوا على متنها مطلقين طلقة تحذيرية واحدة. ويروي البحار الكيني جيمس سامبي الذي طلب استخدام اسم مستعار خشية مواجهة تبعات من قبل مستخدميه "قالوا لنا..لا تخافوا انتم مساكين مثلنا ولن نقتل أي أحد الا اذا عصيتمونا." وهكذا وفي واقعة متكررة ضمن ظاهرة مستمرة منذ فترة طويلة ولم تستقطب اهتمام العالم الا الان بدأت ملحمة على مدار 42 يوما وانتهت حين دفع مالك السفينة التي كانت متعاقدة مع الامم المتحدة فدية كبيرة.وينقض القراصنة على السفن في خليج عدن والمحيط الهندي منذ انزلاق الصومال الى حالة من الفوضى السياسة عام 1991. لكن معدل ونطاق الهجمات زاد بشدة هذا العام وعلى رأسها يأتي احتجاز ناقلة نفط سعودية عملاقة مطلع هذا الاسبوع تحمل نفطا قيمته 100 مليون دولار.وتضيع روايات البحارة الذين يحاصرون في حوادث الاختطاف ومعظمهم من دول نامية يجني بعضهم 100 دولار شهريا وسط عناوين الاخبار عن التفاوض على الفدى وارتفاع أقساط التأمين والشحنات القيمة. ورسم بحارة كينيون أجرت رويترز مقابلات معهم صورة عن قراصنة صاخبين يحملون المسدسات ويكيلون التهديدات في البداية ثم يسارعون الى معاملة رهائنهم بلياقة نسبية.بل ان خاطفي سفينة سامبي أحضروا عنزة حية الى السفينة في اليوم الاول وذبحوها وشاركوهم اللحم. في اليوم التالي سمحوا لكل بحار بارسال رسالة نصية من هاتف متصل بالقمر الصناعي الى أقاربه. كانت رسالة سامبي لوالده ووالدته "نحن محتجزون لكنني بخير. سأعود."وحين أرسلت السلطات من اقليم بلاد بنط الصومالي الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي زوارق للامساك بالسفينة وضع القراصنة رهائنهم على سطحها كدروع بشرية. وقال سامبي "أخبروا حرس السواحل أنهم سيقتلوننا لكنهم همسوا لنا بالا نقلق وأن نبقي رؤوسنا منخفضة." وفي يوم اخر بينما كانت السفينة راسية قبالة قرية ايل التي تشتهر بالقراصنة سرت اخبار عن أن القوات الامريكية على وشك اقتحام السفينة ففر جميع القراصنة الا أربعة.ولم يقتل القراصنة الصوماليون الا عددا قليلا من الرهائن هذا ان كانوا قتلوا أحدا على الاطلاق وقد حافظوا بوجه عام على تغذيتهم جيدا عادة على لحم الماعز متى تنفد امدادات السفينة. لكنهم يسطون على رهائنهم بانتظام وهدفهم هو الحصول على فدى ضخمة حتى يستطيعوا تغيير حياة الصيادين والمزارعين الفقراء الذين تحولوا الى قراصنة.ويتذكر البحار عثمان سعيد مانجور وقد أجلس ابنه وعمره عامان على ركبته في قرية تقع الى الشمال من مومباسا كيف فتش القراصنة في أغراض أفراد الطاقم الشخصية حين احتجزوا سفينته عام 2005 لاربعة أشهر. وقال "أخذوا أربعة الاف شلن (55 دولارا) من محفظة نقودي وأخذوا خاتم خطبتي" لكن العلاقات تحسنت سريعا. وأضاف "بعد نحو شهرين او ثلاثة أصبحنا أصدقاء. كانوا يسألون عن مومباسا. وكانوا يمزحون عن أنهم يريدون زوجات."وظهرت تقارير من وقت لاخر عن حوادث ضرب في السفن المخطوفة لكن المشكلة الرئيسية بالنسبة للرهائن فيما يبدو كانت عدم اليقين والانتظار طويلا ونقص الاتصال مع الديار والخوف من أن يصابوا بأعيرة نارية في عملية انقاذ. وقال البحارة الكينيون انهم لم يحصلوا على استشارات نفسية او تعويض ملائم بعد اطلاق سراحهم.وذكر اندرو موانجورا الذي يعمل مع جماعة معنية بمصالح البحارة المحليين ان بعض المستخدمين منحوا البحارة 100 دولار اضافية او نحوه "فيما قال اخرون..لم يجب أن أعطيك أي شيء.. كنت متوقفا عن العمل." ويقترح رهائن سابقون على نطاق واسع نفس الحل الذي يقترحه الخبراء الدوليون للمشكلة وهو أن دوريات القوات البحرية لا يمكن أن توقف القرصنة في منطقة شاسعة كهذه لهذا يجب استعادة النظام على الارض.وقال سامبي "القوة ليست هي الحل. اذا فجروا (ناقلة النفط السعودية العملاقة) سيريوس ستار لن تبقى في الصومال سمكة واحدة." ويفضل معظم البحارة الحصول على وظيفة أخرى لكن ليست أمامهم خيارات.وقال مانجور الذي عاد الى الصومال نحو 50 مرة منذ واقعة احتجازه "ماذا أستطيع أن أفعل. أدعو الله أن ينجيني من هؤلاء الصيادين."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف