رسالة من غول الى السيستاني

أسامة مهدي من لندن: سلم مبعوث تركي الى المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني رسالة من الرئيس التركي عبدالله غول تعلق بالاوضاع العراقية والمساعدة في تحقيق الامن والاستقرار فيه. وقال مراد اوسجلك موفد الرئيس التركي اثر اجتماع مع المرجع السيستاني في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) "نقدر ما قام به سماحة المرجع السيد السيستاني بين المسلمين من تقارب وبمساعدة العراقيين في استقرار الامن وكما نعلم ان لسماحته دور بارز في العراق والمنطقة وايضا في تركيا وسوف نقوم بتقديم الدعم كما قدمناه من قبل الى الحكومة العراقية والشعب العراقي وقد حملت رسالة من الرئيس التركي الى سماحته وقد اخذت منه دعاءه بالخير لنا".

وحول فحوى الرسالة اشار الى "انها رسالة تقدير واعتزاز" .. وفيما يخص زيارة وزير الداخلية التركي بشير اتلاي قال "ان مباحثاتي التي قمت بها قبل يومين في بغداد مع وزيري الداخلية والامن الوطني العراقيين لا تخص زيارتي للمرجع السيستاني وتباحثنا مع الجانب العراقي حول شؤون الحفاظ على امن الحدود العراقية التركية واستحداث هيئات جديدة بين الطرفين لضبط الامن على الحدود" كما نقل عنه موقع "نون" الخبري المقرب من المرجعية. وعما إذا كان بحث مع المرجع الديني موضوع حزب العمال الكردستاني التركي قال مراد اوسجلك "السيستاني زعيم روحي وهو فوق المباحثات التي تجرى بين الحكومات، ولهذا لم نتطرق الى موضوع حزب العمال". واشار الى رغبة الحكومة التركية في أن لا تكون منظمة إرهابية مثل حزب العمال الكردستاني التركي سببا في تسميم العلاقات الوطيدة بين العراق وتركيا.

وتجري في بغداد منذ امس مباحثات عراقية تركية اميركية لمتابعة التهديد الذي تمثله منظمة حزب العمال الكردستاني لأمن وإستقرار تركيا والعراق ووضع الإجراءات الرادعة لوقف أي نشاط محتمل لهذه المنظمة داخل الأراضي العراقية أو في المناطق الحدودية المتاخمة للحدود العراقية التركية كما قال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ . واضاف ان الوفد العراقي يرأسه شروان الوائلي وزير الدولة لشؤون الامن الوطني ويضم في عضويته وزير داخلية إقليم كردستان ومسؤولين من وزارة الدفاع والداخلية بينما يرأس الوفد التركي الوزير أتالاي ويرأس وفد الولايات المتحدة سفيرها في بغداد ريان كروكر ويشارك في المحادثات مسؤولون مدنيون وعسكريون.

وقد وصعدت تركيا غاراتها الجوية عبر الحدود وقصفها لشمال العراق منذ ان قتل متمردو حزب العمال الكردستاني 17 جنديا تركيا في كمين نصب لهم الشهر الماضي في جنوب شرق تركيا.
وتتهم تركيا العراق بالفشل في كبح جماح المقاتلين الاكراد ووترت هذه القضية العلاقات بين الدولتين. وتعتبر واشنطن وبغداد حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية وتعطيان تركيا الحق في القيام بعمليات محدودة عبر الحدود ضد المقاتلين الاكراد. لكنهما يخشيان من وجود عسكري تركي واسع النطاق قد يزعزع الاستقرار في شمال العراق. وزار الجنرال راي اوديرنو قائد القوات الأميركية في العراق تركيا الشهر الماضي وناقش جهود التصدي لحزب العمال الكردستاني كما زار مسؤولون أتراك بغداد لبحث الامر خلال الاسابيع القليلة الماضية.