إحكام الطوق على عناصر فتح الاسلام في عين الحلوة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: يشتد الطوق حول عناصر تنظيم فتح الاسلام الاصولي في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان مع الضغوط التي يمارسها الجيش اللبناني لتسلمهم وتوافق القوى الفلسطينية على تسليمهم حفاظا على امن المخيم واستقراره. واعلن مساعد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان كمال مدحت الخميس بذل جهود كبيرة ليوافق المطلوبون على التسليم، مؤكدا ان القوى الفلسطينية ستلجأ الى القوة اذا فشلت المفاوضات.
وقال مدحت لوكالة فرانس برس "تقوم حاليا اللجان الشعبية وكل الفصائل الفلسطينية بممارسة ضغوط قوية على المطلوبين لتسليم انفسهم، والا يتم اللجوء الى اجراءات اخرى". واضاف "اذا وصل الامر الى الحسم بالقوة فستقوم بذلك الفصائل الفلسطينية" وليس الجيش اللبناني. ويطالب الجيش بتسلم نحو ستة اشخاص في مقدمهم الفلسطيني محمد عبد الرحمن عوض المشتبه بقيادة عناصر فتح الاسلام المتورطين في الاعتداءين الاخيرين على الجيش اللذين اسفرا عن مقتل 24 شخصا بينهم 13 عسكريا في آب/اغسطس وايلول/سبتمبر الفائتين.
ونقل التلفزيون السوري في السادس من الشهر الجاري اعترافات لموقوفين من فتح الاسلام متهمين بتفجير سيارة مفخخة في دمشق في ايلول/سبتمبر. واكد احد هؤلاء ان عوض "سمي امير التنظيم" بعد اختفاء زعيمه الاصلي شاكر العبسي. وقال مدحت "حصل اجتماع مساء الثلاثاء بين الفاعليات الشعبية في المخيم ومساعد مدير مخابرات الجيش العقيد عباس ابراهيم الذي وضعها في اجواء المعلومات المتوافرة بحق اشخاص مطلوبين وطلب مساعدتها".
واكد ان الفاعليات ابدت "استعدادا كاملا للتعاون وابلغته قرارا بعدم السماح لاي مطلوب بان يتخذ من المخيم ملاذا آمنا". واكد ناطق عسكري لفرانس برس ان الاجتماع الذي جرى في صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان والتي يقع المخيم في ضواحيها، هدف الى "وضع الاليات لتسليم المطلوبين وعدم السماح للمخلين بالامن وللمعتدين على الجيش بان يكون مخيم عين الحلوة ملجأ آمنا لهم". واوضح مدحت ان "الجيش لم يحدد مهلة معينة" للتنفيذ، مشددا على ان ذلك لا يعني ان المهلة مفتوحة، لكن العمل يجري بسرعة من دون ان يحدد وقتا معينا.
ورفض امام مسجد القدس في صيدا القريب من القوى الاسلامية في عين الحلوة، الشيخ ماهر حمود رفضا قاطعا المقارنة بين ما يواجهه مخيم عين الحلوة وما جرى في مخيم نهر البارد للاجئين (شمال) بسبب مجموعة فتح الاسلام. وقال حمود الذي يقوم بمساع لحل الازمة لوكالة فرانس برس "التشبيه غير صحيح ولا خوف اطلاقا. نهر البارد خطفته جهة واحدة هي فتح الاسلام. عين الحلوة ليس مخطوفا. هناك شخص او مجموعة متخفين داخله لكنهم لم يقبضوا على زمام الامور".
واشار الى ان عوض "لا يحتمي في مربع امني كبير وليس لدية مئات المسلحين وعناصره لا يتعدى عددهم خمسة عشر ويتنقل سريا من مكان الى اخر". وقال "اذا اضطر احد للقيام بعملية فستكون محدودة". واضاف حمود "في نهر البارد لم تكن هناك قوة عسكرية موحدة في استطاعتها الامساك بالوضع. هنا، ثمة جهات عدة مستعدة للقيام بذلك اذا توافرت عناصر كافية للقيام بعمل عسكري ناجح"، مؤكدا ان "الغطاء السياسي والشعبي والقانوني اصبح متوافرا". في المقابل، لمح مسؤول حركة حماس الاسلامية في المخيم احمد ابو الفضل الى احتمال ان يكون المطلوبون قد غادروا المخيم.
وقال لوكالة فرانس برس "المجموعة متوارية عن الانظار منذ نحو خمسة ايام او اسبوع بعدما حاولت القوى الاسلامية الضغط عليها للتسليم"، مضيفا "منذ ذلك الحين والقوى الاسلامية لا تجدهم في الاماكن التي اعتادوا على الوجود فيها". واكد ابو الفضل ان ممثلين للجان الشعبية والقوى الفلسطينية يعقدون اجتماعات متتالية من اجل "انقاذ المخيم حتى لا ندخل في نهر بارد جديد"، لافتا الى اهمية عدم استعجال الامور. وقال "المباحثات تتطلب وقتا. الضغط للاسراع قد يؤدي الى مشكلة ابدى الجميع حرصهم على حلها بهدوء وترو وباقل خسائر".
وشدد على اهمية "نموذج البداوي" حيث تقوم الفصائل الفلسطينية في المخيم الواقع في شمال لبنان باعتقال المطلوبين وتسليمهم للسلطات اللبنانية التي تلاحق مجموعة من فتح الاسلام تتهمها بالتورط في الاعتداءين اللذين طاولا الجيش في صيف 2008. وقال "في نموذج البداوي توقف القوى الفلسطينية المطلوبين وتسلمهم للسلطات اللبنانية من دون ان يتسبب ذلك بمشكلة، لكن واقع مخيم عين الحلوة مختلف".
وشدد ابو الفضل على عدم معارضة القوى الاسلامية قيام جهة فلسطينية بالتنفيذ اذا فشلت المفاوضات. واضاف "اذا نجحت جهة امنية (فلسطينية) معينة في اعتقالهم وتسليمهم فلن يقف احد في طريقها"، متداركا "لكن اذا تواروا او اختفوا نهائيا فالمهم انهم لن يكونوا في المخيم". وخاض الجيش اللبناني العام 2007 معارك شرسة استمرت اكثر من ثلاثة اشهر ضد تنظيم فتح الاسلام في مخيم نهر البارد، انتهت بسيطرته على المخيم بعد تدميره تدميرا شبه كامل وسقوط اكثر من 400 قتيل.