قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: تعد عشرات الملايين من الدولارات التي حصل عليها قراصنة الصومال من أصحاب السفن المخطوفة محصنة من الرصد والمصادرة لانها تضخ في اقتصاد دولة تخلو من حكومة فاعلة وقادرة على المراقبة.وعادة ما تقوم العصابات الاجرامية بغسل ايراداتها عبر النظام المالي لتبدو وكأنها أموال مشروعة مما يوجد خيطا يمكن تتبعه لرصدها. لكن الخبراء الماليون يقولون ان هذا لا يحدث في الصومال التي لم تعد بها حكومة مركزية أو نظام مصرفي رسمي ولا تعرف شيئا سوى الحرب الاهلية منذ أكثر من 20 عاما.والقراصنة الذين استولوا على ناقلة النفط السعودية العملاقة سيريوس ستار التي تنقل شحنة قيمتها مئة مليون دولار في مطلع الاسبوع الماضي في أكبر عملية خطف بحرية في التاريخ حصلوا بالفعل على عشرات الملايين من الدولارات نقدا من عشرات الهجمات السابقة هذا العام. وقال هاني أبو الفتوح المصرفي المصري المختص بمكافحة غسل الاموال "انهم يعيشون مثل الملوك. ويقومون بكل شيء في العلن دون الحاجة للاختباء أو اخفاء مصدر اموالهم."وأضاف "الاموال هناك سائلة. الحكومة المحلية لا تبالي أو لا تملك السلطة للاعتراض او السيطرة... كل الصفقات القذرة تسدد قيمتها نقدا" مشيرا الى شراء القراصنة للسلاح ومعدات الاتصالات والزوارق السريعة ومعدات أخرى. وتابع "انهم لا يحتاجون لغسل الاموال لان سلطة التي تنفيذ القانون غير موجودة أصلا والقطاع المصرفي غير موجود فلماذا يفكرون في غسل الاموال؟"وتحولت القرصنة الى قطاع صغير لكن مربح في أحد أفقر دول العالم. وقال اسماعيل أحمد وهو خبير بريطاني تخصص منذ 20 عاما في الشؤون المالية والتنمية في الصومال "الى جانب من ينفذون العمليات الذين يزيد عددهم حاليا عن الف هناك من يقدمون لهم خدمات تتراوح بين المفاوضات مع ملاك السفن وشراء السلاح وتدريب القراصنة وجمع المعلومات والامداد والتموين وما الى ذلك."وشكك أحمد في افتراضات بأن بعض الاموال ربما يتم غسلها عن طريق الخليج قائلا ان القراصنة يبقون أموالهم داخل الصومال لانهم يعلمون انها سترصد اذا نقلوها الى خارج البلاد. وأضاف "البعض يستثمر في شراء اراض وعقارات في بلدتهم حيث يعلمون انهم لن يحاكموا."وتابع "كل بلدات المنطقة تزدهر... أموال الفدى تنتقل للكثيرين من سكان البلدات الصغيرة. وهذا من أسباب دعم السكان المحليين لهم." وقال مايكل وينشتاين الخبير في شؤون الصومال من جامعة بوردو بولاية انديانا الاميركية ان ما أدى الى تصعيد هجمات القراصنة كان انهيار الاقتصاد المحلي في اقليم بلاد بنط الصومالي.وتابع وينشتاين "الادارة هناك مليئة بالمسؤولين الفاسدين الذين تربطهم علاقات بالقراصنة." وتابع أن الحكومة لا تملك المال للانفاق على جيشها والاقتصاد يرزح تحت وطأة التضخم بسبب الاسراف في طبع النقود. ويقول أحمد أن الاقتصاد يدار هناك الان بالدولار بعد أن أصبح الشلن الصومال يستخدم فقط في التعاملات البسيطة. وقال خبراء أنه مع تمتع القراصنة بتأييد الجماعة الاسلامية الرائدة في الصومال وهي حركة الشباب فان هدفهم هو الربح وليس الارهاب وليس هناك دليل على وجود أي صلة لهم بتنظيم القاعدة.واعلنت وزارة الخزانة الاميركية يوم الخميس عقوبات جديدة لمكافحة الارهاب على ثلاثة من زعماء حركة الشباب لكنها لم تربط الخطوة بانشطة القرصنة. وتنظيم القاعدة الذي نفذ عملتين كبيرتين على الأقل في البحر ربما يرقب نشاط القراصنة باهتمام.وكتب أحد انصار المتشددين في رسالة الى منتديات على الانترنت هذا الاسبوع رصدتها جماعة سايت اينتلجنس ومقرها الولايات المتحدة يقول ان الازمة تجتذب الاساطيل الغربية الى البحر قبالة افريقيا حيث يمكن أن تصبح أهدافا سهلة لهجمات القاعدة.وكتب يقول "أعداء القاعدة... سيبتلعون الطعم ويأتون للمنطقة التي نسجت فيها القاعدة شباكها." وتابع "في ذلك الوقت ستسوى القاعدة حساباتها مع أميركا وحلفائها بضرب سفنهم واغراقها."