شبح القراصنة يخيم على قناة السويس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: يخيم شبح القراصنة الصوماليين في خليج عدن على قناة السويس، المحور الاستراتيجي للتجارة العالمية ومصدر العائدات الحيوي بالنسبة الى مصر. وكانت شركات ملاحة بحرية اعلنت انها ستبدل مسار سفنها بحيث تعبر جنوب افريقيا عبر رأس الرجاء الصالح، متفادية القناة التي تربط البحر المتوسط بالمحيط الهندي.
وقال عماد جاد المحلل في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية "هذا امر خطير بالنسبة الى مصر التي لا يمكن ان تقبل بتعريض مصدر عائداتها الثالث للخطر". وتدرك القاهرة ان القراصنة الصوماليين تجاوزوا خطا احمر منذ 15 تشرين الثاني/نوفمبر، مع احتجازهم ناقلة النفط السعودية "سيريوس ستار" بعدما شنوا اكثر من تسعين هجوما منذ بداية 2008.
ولكن حيال هذا التهديد المتصاعد لمصالحها، خرجت مصر خالية الوفاض من اجتماع الدول العربية المطلة على البحر الاحمر الذي كانت دعت اليه الخميس. فبعدما اكد ان "كل الخيارات" ستكون مطروحة، اقر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي في ختام الاجتماع بعدم اتخاذ اي قرار.
واذ شدد على ان هذه الدول، وبينها المملكة العربية السعودية، اعربت عن "قلق" مشترك، اوضح انه لم تتم مناقشة فكرة تشكيل قوة عربية لاحتواء اعمال القرصنة. واضاف جاد ان "الدول العربية عاجزة ولا تعرف ماذا تفعل للتصدي لعدم الاستقرار في الصومال، مصدر المشكلة"، معتبرا ان "لا خيار امامها سوى طلب مساعدة القوى الكبرى".
وتعبر نحو 18 الف سفينة سنويا قناة السويس التي يبلغ طولها 190 كلم، ما يوازي تسعين الف مليون طن و7,5 في المئة من التجارة العالمية. وكان المهندس الفرنسي فردينان دو لوسيبس وراء هذا المشروع العملاق العام 1869.
وبعد قرار تأميم القناة الذي اصدره الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر العام 1956، شهد هذا المعبر حروبا عدة حتى اعادة افتتاحه العام 1975. ويخضع حاليا لمراقبة عسكرية دقيقة.
وقال مدير منتدى البحث الاقتصادي سمير رضوان "منذ ازمة النفط الاولى العام 1973، ازدادت اهمية القناة بالنسبة الى مصر يوما بعد يوم". كل صباح، تضخ القناة 15 مليون دولار في خزينة الدولة المصرية، اي اكثر من خمسة مليارات دولار كانت متوقعة العام 2008 ونحو 3,3 في المئة من اجمالي الناتج الداخلي.
وبعد قرار زيادة تعرفة العبور بنسبة 7,1 في المئة في نيسان/ابريل، حققت عائدات القناة مستويات قياسية حتى تجاوزت نصف مليار دولار في اب/اغسطس، بحيث تضاعفت خلال ستة اعوام. كذلك، باتت قناة السويس معبرا حيويا لمنتجات الصين والهند، وتعتبر عائدات عبورها مؤشرا الى استقرار التجارة العالمية.
والواقع ان تصاعد اعمال القرصنة في خليج عدن بات يرخي بتأثيراته السلبية على النمو العالمي. واكد محمود عبد الوهاب المتحدث باسم ادارة القناة ان عائدات هذا المرفق في تشرين الاول/اكتوبر كانت 467 مليون دولار، وهي الادنى منذ ستة اشهر، بسبب تباطؤ التجارة العالمية.
لكنه تدارك "هذا الامر لا يمت بصلة الى اعمال القرصنة، فلم نتبلغ الغاء عمليات عبور لهذا السبب"، لافتا الى ان المعدل اليومي للعبور في الايام الاخيرة بلغ سبعين سفينة. وحتى لو بادرت سفن تجارية الى تفادي عبور القناة، وهي فرضية غير واقعية، فان القطع البحرية العسكرية المتوجهة الى الخليج او العائدة منه ستظل تعبرها، ما يؤمن عائدات كبيرة لمصر.
ففي العام 2006، بلغت كلفة عبور حاملة الطائرات الفرنسية كليمنصو ذهابا وايابا 2,6 مليون دولار.