الصنداي تايمز: هل جاء دور بن لادن؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: علقت نشرات الأحد من الصحف البريطانية كما غطت خبر مقتل رؤوف رشيد المسلح البريطاني في الغارة الجوية الأميركية على منطقة بإقليم وزيرستان الشمالي واعتبرته "إنجازا" للمخابرات الغربية. وترى الصنداي تايمز في إحدى افتتاحياتها، أن مقتل رشيد دليل "على أن الاستخبارات الغربية قد تمكنت من اختراق هذه المنطقة العصية ومعقل الإسلاميين".
وتقول الصحيفة كذلك: "إنها نفس المنطقة التي يعتقد أن أسامة بن لادن قد التجأ إليها. وحتى هو -الناجي الأكبر- قد لا يكون غط في نوم هنيء الليلة الماضية." ومما قد "يثير قلق" زعيم القاعدة -حسب الصحيفة- هو الإصرار الأميركي الذي يتزامن مع بداية العد العكسي لحكم الرئيس جورج بوش.
فالرئيس الأميركي يريد أن ينهي ولايته بـ"إنجاز ملموس"؛ وهذا ما يفسر تزايد الغارات الجوية من هذا القبيل، إذ بلغت هذا الشهر 21 غارة. وتقول الصحيفة إن مثل هذه الطلعات تثير استياء السلطات الباكستانية، وخصوصا الرئيس آصف علي زرداري الذي خبر قدرات الحركات الإسلامية المسلحة بعد اغتيال زوجته بينظير بوتو، لذا فإن مثل هذه الغارات -تقول الصحيفة- ينبغي أن تكون حلا انتقاليا و"شرا لا بد منه" على المدى القريب، لحل المعضلة الأفغانية.
وترى الصحيفة أن إنهاء الأزمة الأفغانية رهن بالرفع من عدد الجنود في أفغانستان، واستلهام نموذج الخطة الأمنية العراقية خاصة فيما يتعلق باستمالة شيوخ القبائل ثم نهج سياسة الحوار بهدف التصدي لصعود طالبان. وإلى ذلك الحين ستستمر الغارات الجوية على المناطق الباكستانية المتاخمة لأفغانستان، تقول الصحيفة مضيفة: "إن الهدف الرئيس لبوش هو أن يضرب ضرة قاصمة قبل أن يغادر البيت الأبيض. فعلى بن لادن أن يلتزم أقصى درجات الحيطة خلال الأيام الثمانية والخمسين المتبقية من عمر إدارة بوش."
الصومال بين القراصنة والانهيار
في مقال للرأي نشرته الإندبندنت أون صنداي يقول الأدميرال كريس باري المسؤول السابق في وزراة الدفاع البريطانية إن القاعدة وحزب الله يتطلعان إلى موطئ قدم في البحار لتوسيع مجال نشاطهما، وقد كشفت أزمة احتجاز نقالة النفط سيريوس ستار مواطن الضعف في الملاحة البحرية الدولية.
ويحذر الكاتب من تنامي واستفحال ظاهرة القرصنة البحرية في السنوات المقبلة، بسبب انهيار دول مطلة على البحار، ووجود مناطق نزاع. ويقول باري، إن الملاحة البحرية هي المقابل المادي لشبكة الإنترنت، الرخاء والاستقرار العالمي رهن بها. وفي نفس الصحيفة ينقل بيتر بومونت عن رئيس المفوضية الإفريقية جان بينغ قوله: " إن القرصنة امتداد في البحر لمشاكل البر الصومالي... إنها وجه خطير من أوجه الفوضى التي لديكم في الصومال."
و"الفوضى" التي يتخبط فيها هذا البلد الإفريقي تجاوزت كل الحدود، حتى -ربما- تلك الفوضى الدموية التي أعقبت سقوط نظام سياد بري عام 1991 في رأي زمزم عبدي عضو إحدى المنظمات المعنية بحقوق الإنسان والتي أجبرت على الفرار بعد تلقيها تهيديدات بالتصفية الجسدية. وتقول زمزم إن التفاوض مع زعماء الحرب كان ممكنا قبل سقوط نظام اتحاد المحاكم الإسلامية عام 2006، أما الآن فإن العاصمة الصومالية مقديشو باتت ساحة للمعارك بين الشباب -الميليشيا المنشقة عن الاتحاد المذكور- وبين القوات الحكومية المتضائلة، كما بتت "موئلا للقتلة والخاطفين، والانتحاريين.
ويقول الكاتب إن زمزم تستبعد أن يعود الاستقرار النسبي الذي نعمت به العاصمة الصومالية تحت سيطرة اتحاد المحاكم الإسلامية، لأن ميليشيا الشباب التي صارت أكثر استقلالية بعد اندحار الاتحاد أمام زحف القوات الإثيوبية، تميل إلى رؤية أكثر تشددا، وتحاول فرض هذه الرؤية بالقوة، والدليل على ذلك -يقول الكاتب- هو إقامة محاكم شرعية، في بعض المناطق التي سيطرت عليها، ورجم فتاة في الثالثة عشرة ببلدة إليشا.
ويرى الكاتب أن جذور مأساة الصومال تعود إلى حرب أوغادين التي انهزمت فيها الصومال أمام إثيوبيا، والتي كانت بداية محاولات تدخل سلطات أديس أبابا في شؤون جارتها. ويلمح كذلك إلى مسؤولية المجتمع الدولي عما يحدث في هذا البلد، اللهم عندما يحس بأن مصالحه مهددة كما تكشف عنه أزمة احتجاز ناقلة النفط، أو حينما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب.
وفي هذا الصدد يزيد تدخله الطين بلة كما حدث عام 2006 عند غض الطرف أو شجعت إثيوبيا على إرسال قواتها لإسقاط نظام نعمت البلاد تحت سيطرته بشيء من الاستقرار، وعاد الاضطراب أفدح مماكان عليه، بعد سقوطه.
أوباما ووعوده الانتخابية
كتب مراسل صنداي تلغراف في واشنطن تيم شيبمان الحيرة التي بدأت تنتاب بعضا من أنصار الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، بسبب توجهات بعض أعضاء إدراته المقبلة. فتفضيله للجنرال جيمس جونز، قائد حلف شمالي الأطلسي السابق، ومستشار الأمن القومي للمرشح الجمهوري جون ماكين، واقتراحه حاكمة أريزونا جانيت نابوليتانو -مؤيدة الحرب- لشغل منصب الأمن الداخلي، وإمكانية أن يظل وزير الدفاع الحالي روبرت جيتس في منصبه، كلها علامات على أنه قد لا ينجز ما وعد به أثناء حملته الانتخابية من سحب الجنود الأميركيين من العراق خلال 16 شهرا، ومن نهج سياسة الحوار مع ما يوصغ بالدول المارقة.
وينقل الكاتب عن كريس باورز صاحب مدونة أوبن لفت التي تتمتع ببعض الشهرة، قوله: "إن فريق السياسة الخارجية المشكل حتى هذه اللحظة هو فريق حكومة وسط اليمين. أنا أحس غبنا فظيعا. لقد استبعد التقدميون من أهم المناصب في إدارة أوباما إلى حد الآن."
لكن الناطق باسم أوباما يقول إن موقفه من العراق لم ولن يتغير. ويرى مراسل الصحيفة أن تنامي خيبة الأمل لدى أنصار أوباما يعكس التوازن الدقيق الذي يحاوله الرئيس الأميركي المنتخب، بين رغبته في الإبقاء على دعم القاعدة الاتي انتخبته، وفي استمالة المعارضة الجمهورية.
موجابي "المعلم"
ترى الأوبزيرفر في إحدى افتتاحياتها أن رئيس زيمبابوي روبرت موجابي قد أبان عن قدراته التكتيكية وعن حنكة ومكر في تعامله مع الأزمة السياسية. فقبل خمسة أشهر وُصفت الانتخابات بهذا البلد الإفريقي بنهاية اللعبة بالنسبة لرئيسه. وها هو ذا شهر نوفمبر قد أشرف على الانتهاء، دون أن يلتقي المرشح الذي كان سيطيح به في الانتخابات الرئاسية.
وتقول الصحيفة إنه ضرب عصفورين أو عدة عصافير بحجر واحد. فقد دخل في مفاوضات لاقتسام السلطة مع المعارضة، فورط زعيمها مورجان تشانجيراي، وبث بذور الخلاف بين فصائلها، وظهر بمظهر من يجنح إلى الديمقراطية وحل الأزمات بالحوار.
وقد نجحت خططه -تقول الصحيفة- إلى درجة أن استرجع كامل ثقته، لينهي "تمثيلية المفاوضات"، وليمنع مراقبين دوليين من طينة كوفي عنان الأمين العام الأممي السابق، وجيمي كارتر، الرئيس الأميركي السابق، وغراسا ماشل، زوجة نلسون مانديلا، من زيارة زيمبابوي لمعاينة الوضع الإنساني بها.