قراصنة صوماليون يخطفون سفينة شحن يمنية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نيروبي: قال مسؤول في مجموعة إقليمية للنقل البحري يوم الثلاثاء أن قراصنة صوماليين خطفوا سفينة شحن يمنية في خليج عدن. وقال اندرو موانجورا منسق برنامج مساعدة بحارة شرق افريقيا ومقره كينيا ان السفينة المخطوفة هي السفينة أماني لكن لم تتكشف على الفور تفاصيل اخرى. وجاءت انباء احدث عمل من أعمال القرصنة البحرية بعد عشرة ايام من خطف مسلحين من الصومال ناقلة عملاقة سعودية في أكبر حادث خطف في تاريخ النقل البحري.
وسلط حادث خطف الناقلة العملاقة سيريوس ستار في 15 نوفمبر تشرين الثاني وعلى متنها نفط قيمته 100 مليون دولار وطاقم من 25 ملاحا من بريطانيا وبولندا وكرواتيا والسعودية والفلبين انظار العالم على تفشي القرصنة قبالة سواحل الصومال.
وتمخضت عشرات من حوادث خطف السفن عن دفع فدى قيمتها ملايين الدولارات وارتفاع تكاليف التأمين البحري وجعلت القوات البحرية للدول ترسل سفنها الى المنطقة ومازال نحو عشر سفن على متنها اكثر من 200 رهينة في أيدي القراصنة. وقال مسؤول بالحكومة الايرانية في تصريحات نشرت يوم الاثنين أن بلاده قد تستخدم القوة ضد القراصنة الذين يخطفون السفن اذا لزم الامر وذلك بعد الاستيلاء على سفينة تستأجرها ايران قبالة ساحل اليمن الاسبوع الماضي.
ونقلت صحيفة (ابتكار) الايرانية عن نائب وزير النقل الايراني علي طاهري قوله "وجهة نظر ايران هي ان تلك القضايا يجب التصدي لها بقوة." وأضاف "الجمهوية الاسلامية الايرانية لديها الامكانية لمواجهة القراصنة. واذا لزم الامر قد نستخدم القوة" مشيرا الى أنه من حق البلاد القيام بذلك بموجب القانون الدولي.
ونقل عن مجموعة القراصنة التي تحتجز سيريوس ستار قولها في بادئ الامر انها تسعى لفدية قدرها 25 مليون دولار مقابل اطلاق سراح الناقلة التي خطفت من المياه الصومالية على بعد نحو 450 ميلا بحريا جنوب شرقي كينيا.
لكن المتحدث الاسلامي عبد الرحيم عيسى ادو الذي يوجد رجاله في هاراديري وهي المنطقة التي ترسو قبالتها الناقلة قال ان المبلغ الاصلي للفدية خفض. وقال ادو "الوسطاء طرحوا فدية قدرها 15 مليون دولار للسفينة السعودية. هذا هو الموقف الان." ومع ذلك قال قرصان على متن الناقلة لهيئة الاذاعة البريطانية بالهاتف انه لم تجر "اي شركة" اتصالا مع الخاطفين وانما فقط اشخاص يدعون انهم وسطاء. وقال القرصان الذي اطلق على نفسه اسم دايباد "هؤلاء اشخاص لا يمكن الثقة بهم. ولا نريد ان نجري اتصالا مع اي شخص لا نستطيع ان نثق به."
وقال "خطفنا السفينة من اجل الحصول على فدية بطبيعة الحال ولا يوجد امامنا شخص يعتد به لنتحدث معه مباشرة في ذلك." وقال انه فور بدء مفاوضات حقيقية فانهم "سيطلبون الثمن المعتاد" لكنه نفى التقارير التي ذكرت انهم يطلبون فدية تصل الى 25 مليون دولار. وقال "هذا لا وجود له ولا يوجد شيء من هذا القبيل ونحن نحذر محطات الاذاعة وغيرها من بث مثل هذه الروايات غير الموثوق بها."
ويقول سكان ان القراصنة توغلوا بالناقلة السعودية في البحر لنحو مئة كيلومتر قبالة ساحل وسط الصومال بعدما دخلت ميليشيا اسلامية البلدة بحثا عن القراصنة. ويقول ادو الذي يمثل اتحاد المحاكم الاسلامية ان رجاله يسعون لمواجهة القراصنة واطلاق سراح الناقلة السعودية العملاقة لانها سفينة تابعة لبلد مسلم. لكن بعض السكان يقولون ان ميليشيات اسلامية أخرى تسعى للحصول على نصيب من الفدية.
وقال القرصان دايباد ان طاقم السفينة في حالة "طيبة" وسمح لهم بالاتصال بعائلاتهم وهي حقيقة اكدها لهيئة الاذاعة البريطانية قبطان الناقلة سيريوس ستار البولندي. وقال القبطان "اقول انه لا يوجد ما يدعو للشكوى." ويقول شهود انه مع احتجاز سيريوس ستار تحول ميناء هاراديري الصغير الى فورة من النشاط حيث انتشر رجال مسلحون على متن سيارات في أنحاء البلدة.
ويعلن الاسلاميون الذين يقاتلون الحكومة الصومالية وحلفاءها من الجيش الاثيوبي منذ عامين ادانتهم للقرصنة لكن محللين يقولون ان بعض الفصائل تأخذ نصيبا من الغنائم وتستخدم القرصنة لتتمكن من تسلم شحنات أسلحة عبر البحر.
ويقول دبلوماسيون في المنطقة ان بعض المسؤولين الصوماليين الكبار متورطون في أعمال القرصنة. وتنفي الحكومة هذا الامر. وتفاقمت القرصنة قبالة السواحل الصومالية بسبب الفوضى في الصومال الذي يشهد صراعا أهليا مستمرا منذ عام 1991 عندما أطاح زعماء ميليشيات بالرئيس محمد سياد بري. ويوجد في المنطقة أكثر من 12 سفينة حربية أجنبية لكن محللين يقولون ان المدى الذي ينشط فيه القراصنة الصوماليون شاسع لدرجة يصعب معها احكام السيطرة عليه.