أخبار

نائبة عراقية تدعو لقوانين تواجه العنف ضد المرأة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أسامة مهدي من لندن: قالت نائبة عراقية اليوم ان المرأة في بلادها ليست مستهدفة فقط انما اصبحت مصدرا للعنف ايضا ودعت الى قوانين تحد من العنف الذي تتتعرض له وطالبت بتخصيص خط ساخن خاص بالمرأة للإعلام عن أي انتهاك او عنف تتعرض له والإبلاغ عن أي معلومة تدل على النساء الانتحاريات.. في وقت يحتفل فيه العراق باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وناقش مجلس النواب في جلسة اليوم هذه القضية. واشارت النائبة المستقلة صفية السهيل الى ان العالم يحتفل في هذه الايام بـ "اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة" ولكن بدلا من ان "نحتفل نحن في العراق مع العالم بهذا اليوم تدمى قلوبنا يوميا ونحن نرى اشلاء المرأة العراقية متناثرة لتسقط صريعة العنف الذي يتبناه الارهاب العالمي الذي صب جم اعماله في العراق".

واضافت في بيان صحافي الى "ايلاف" اليوم ان استهداف المرأة العراقية لم يكن وليد اليوم بل كان اسلوبا ساريا ومعروفا في عهد النظام السابق الذي استهدف المرأة العراقية بصورة مباشرة وبطريقة تترجم دموية هذا النظام عندما كان يوجه صواريخه واسلحته النارية الى المدن والقرى العراقية بدون أي وازع انساني او اخلاقي فضلا عن ممارسته للجوانب الاخرى من العنف ضد النساء بسجنهن واغتصابهن وتهجيرهن مع عوائلهن بدون أي ذنب او جريرة.

وقالت ان ما يؤسف له اليوم ان المرأة في العراق ليست مستهدفة فقط انما هي اصبحت مصدرا للعنف ايضا فخلال ثلاث عمليات ارهابية مؤخرا سقطت 19 شهيدة عراقية اضافة الى مقتل امرأة انتحارية من جراء تنفيذها لعملية من هذه العمليات الثلاث. واكدت "ان هذه الحقيقية القاسية التي يشهدها المشهد العراقي تضعنا امام واقع مرير من كل الجوانب تعيشه المرأة العراقية مما يدفعنا الى التفكير مليا بمعالجات ناجعة توقف هذا المسلسل الدامي الذي يعيش اعلى مستوياته في جميع انحاء العالم".

وقال "بالرغم من اننا نرى انسجاما نسبيا للمرأة العراقية مع المجتمع الا انه في الوقت نفسه نرى انها تعيش فراغا ينخر مختلف جوانب حياتها ان كان على صعيد العمل او المنزل او الصعد الفكرية والثقافية التي تصل في ادنى مستوياتها خاصة في بعض المناطق التي يطغى عليها طابع العرف الاجتماعي مما تهيئ مناخا مثاليا للإرهابيين في استغلال هذه الكائنة. والا ما معنى ان ينجح هؤلاء الإرهابيين باقناع بعض النساء واستغلالهن وتفخيخهن وارسالهن ليفجرن انفسهن بوسط جموع الناس الابرياء ، كما حدث اليوم في البوابة الرئيسية لمبنى مجلس النواب العراقي".

واشارت الى ان هذا الامر ان دل على شيء فانه يدل على حجم الهوة الثقافية التوعوية التي سقطت في اغوارها نسبة ليست هينة من نسبة النساء العراقيات هذا فضلا عن جوانب العنف الاخرى المستخدمة ضد المرأة والتي اختفت وراء العنف الارهابي الذي طغى على المشهد العراقي ، المتمثل بالعنف الاسري والاقتصادي والوظيفي ... الخ والذي يجب الالتفات اليه وعدم تجاهله. ودعت الى الوقوف عند هذه الحالة المقلقة قبل ان تنتشر ومنع صيرورتها ثقافة طاغية في بعض المجتمعات العراقية. حيث لابد من تكاتف مؤسسات الدولة كافة ومنظمات المجتمع المدني والعمل بمنهجية من اجل ايقاف هذه الحالة التي لا تنسجم مع واقع وطبيعة المجتمع العراقي المعروف عنه بالتفاؤل وحبه للحياة.

وطالبت النائبة السهيل المؤسسة التشريعية العراقية ان تراعي في قوانينها ما يحد من العنف ضد المرأة يقابله حملات ثقافية توعوية تكون على شكل مؤتمرات وندوات، او على شكل محاضرات دورية للنساء في جميع المحافظات والاقضية والنواحي والقرى يشارك فيها المتخصصين والأكاديميين والسياسيين ورجال الامن لتأهيلهن وتثقيفهن وتعريفهن بدورهن وأهميتهن في المجتمع العراقي الذي لا يقوم ولا يتقدم بدونهن . واشارت الى اهمية تخصيص خط ساخن خاص بالمرأة للإعلام عن أي انتهاك او عنف تتعرض له او الإبلاغ عن أي معلومة تدل على النساء الانتحاريات. واوضحت ان هذه الحالة ان تحققت فانها تنسجم مع توجه وسعي الحكومة في حفظ الامن وضمان حياة المواطن العراقي الذي عانى ما لم يعانيه أي مواطن في العالم.

وعلى الصعيد نفسه تقيم وزارة المرأة الدولة العراقية لشؤون المرأة غدا مؤتمرها السنوي الأول لمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة برعاية رئيس الوزراء نوري المالكي ومشاركة نواب ومسؤولين اخرين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني وباحثين اجتماعيين ونفسيين وقضاة وخبراء قانونين. ومن المنتظر ان يناقش المؤتمرعدة محاور أهمها العنف ضد المرأة والاتفاقات الدولية ودور مؤسسات المجتمع المدني في توعية المرأة لمواجهة العنف ودور الحكومة والبرلمان في حماية المرأة العراقية وما المكاسب الحقيقية التي حققتها المرأة خلال السنوات الخمس الماضية.

ومن المتوقع ان يحقق المؤتمر مكاسب منها السعي لسن مزيد من القوانين لحماية المرأة وخروج الوزارة من اطارها الحالي الى وزارة ذات حقيبة. وسيتخلل المؤتمر عرض افلام وثائقية تظهر عددا من انواع العنف الذي تتعرض له المرأة العراقية، ولقاءات مع نساء سبق أن تعرضن للعنف يروين معاناتهن ومواجهتهن لهذا العنف ولماذا وقع عليهن. ولدى انعقاد جلسته اليوم استهل مجلس النواب العراقي اعماله بكلمة عن العنف ضد المرأة. وألقت الكلمة الكتلة النسوية في المجلس بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف 25 من تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف