أخبار

زعيم طالباني يتوعد بتكثيف الهجمات في افغانستان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ماموزاي، كابول، إسلام أباد، باريس: توعد احد قادة طالبان الباكستانيين بتكثيف الهجمات على القوات الدولية في افغانستان، محذرًا من أن المتمردين سيسعون لقطع الإمدادات عنها. وقال حكيم الله لمجموعة من الصحافيين تمكنوا من زيارة منطقة اوركزاي أحد معاقل طالبان في المنطقة القبلية شمال غرب باكستان "سنكثف الهجمات على الحلف الأطلسي والقوات الأميركية المتمركزة في أفغانستان وعلى إمداداتها من باكستان".

وجرت مواكبة الصحافيين الثلاثاء من بيشاور كبرى مدن شمال غرب البلاد الى مخبأ مجموعة من طالبان وصلوا إليه بعد رحلة إستمرت أكثر من ثماني ساعات.

وقال حكيم الله "لن نلقي السلاح طالما أن الجيش الباكستاني يواصل شن عمليات علينا" مؤكدًا أن زعيم حركة طالبان الباكستانية بيعة الله محسود بصحة جيدة. وتحدثت بعض المحطات التلفزيونية الباكستانية مطلع تشرين الاول/اكتوبر عن مقتل بيعة الله محسود البالغ من العمر ثلاثين عاماً. وأعلن البنتاغون "وزارة الدفاع الاميركية" في الأول من تشرين الاول/اكتوبر أنه لا يسعه تأكيد المعلومات بشأن مقتله.

وقطعت باكستان لفترة وجيزة في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر قوافل إمدادات الوقود والمواد الغذائية لقوات الحلف الأطلسي والإئتلاف بقيادة أميركية بعدما إستولى مقاتلو طالبان على 15 شاحنة متوجهة الى أفغانستان. وتعبر القوافل ممر خيبر عبر المناطق القبلية الباكستانية للوصول الى افغانستان.

وشن الجيش الباكستاني هجمات عنيفة على هذه المناطق التي تشكل معقلا لعناصر طالبان والمقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة، ويخوض منذ اب/اغسطس معارك مع المتمردين في منطقة باجور القبلية.

الجيش الامريكي: القوات تقتل 25 متشددا في أفغانستان

من جهة أخرى، قال الجيش الأميركي يوم الاربعاء أن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة قتلت 25 متشددًا في غارات ضد قادة حركة طالبان في أفغانستان. وتصاعد العنف بشكل كبير في أفغانستان العام الحالي الذي يمثل أدمى فترة منذ الاطاحة بحركة طالبان من السلطة عام 2001 .

وأوضح الجيش الأميركي أن غارة وقعت في وقت مبكر من صباح يوم الاربعاء قتلت خلالها قوات التحالف 15 متشددًا وألقت القبض على ستة ممن يشتبه أنهم من المسلحين خارج مدينة قندهار الجنوبية. وقال في بيان أن الجنود كانوا في عملية تستهدف مجمعاً تصنع به عبوات ناسفة بدائية الصنع عندما تعرضوا لإطلاق نيران. وأضاف البيان أنه لم يسقط قتلى أو جرحى بين المدنيين أو قوات التحالف.

ووقع الهجومان الآخران يوم الثلاثاء في جنوب شرق أفغانستان. وذكر الجيش أن أحد الهجومين إستهدف قائدًا بارزًا لطالبان في منطقة زورمات بإقليم بكتيا يعتقد أنه يتولى مسؤولية الإتصالات بين شبكتي تنظيم القاعدة وحركة طالبان وساعد في إنتقال مقاتلين أجانب الى أفغانستان.

وتابع في بيان أن خمسة متشددين مسلحين قتلوا خلال العملية إلا أن البيان لم يذكر إسم القائد ولم يوضح ما إذا كان من بين القتلى. وأضاف أن في إقليم بكتيكا المجاور قتلت قوات التحالف خمسة متشددين مسلحين وألقت القبض على أربعة في عملية أخرى استهدفت أحد صغار القادة الموالين لطالبان.

وأشار البيان الى أن قوات التحالف تعرضت لاطلاق نيران صغيرة أثناء العمليتين ولكنه لم يشر الى ما اذا كان هناك قتلى أو جرحى وسط قوات التحالف أو المدنيين. كما سقط أكثر من أربعة الاف قتيل ما يزيد على ربعهم من المدنيين في أفغانستان العام الحالي فقط.

ومن ناحية أخرى قال مسؤول باقليم بادغيس في شمال غرب البلاد ان حركة طالبان خطفت ثلاثة مهندسين يعملون بشركة بناء تحصل على تمويل أجنبي في الاقليم الليلة الماضية

بريطانيا ترحب بالاصلاحات في باكستان

على صعيد آخر، رحب وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند يوم الاربعاء "بالنزعة الإصلاحية" للحكومة المدنية في باكستان التي قال انها تحول البلاد الى قوة متطلعة للتعاون الإقليمي. ووصل ميليباند الى باكستان قادماً من أفغانستان حيث تحتفظ بريطانيا بما يصل الى 8000 جندي يقاتلون تمردًا متصاعدًا لطالبان الافغانية تدعمه معاقل المتشددين في شمال غرب باكستان.

وقال ميليباند للصحفيين بعد محادثات مع نظيره الباكستاني "النزعة الاصلاحية ومقدرة الحكومة تتكشف في باكستان بشكل ايجابي وتكتسب ثقة المجتمع الدولي." وأضاف "هذا واضح بالقطع في الجبهة الاقتصادية واعتقد ان الحوار مهم جدًا في السياسة الخارجية للتواصل مع أفغانستان والهند."

وأدت المشاكل الاقتصادية وعنف المتشددين المتصاعد بالحكومة المدنية التي تشكلت في باكستان منذ ثمانية اشهر إلى مخاوف من حدوث "اخفاق على مستوى الدولة" في باكستان وهي دولة نووية وحليف للغرب في الحملة العالمية ضد التشدد. ووافق صندوق النقد الدولي يوم الاثنين الماضي على قرض قيمته 7.6 مليار دولار لباكستان مدته 23 شهرا لمساعدتها في تنفيذ برنامجها لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتفادي أزمة في ميزان المدفوعات.

وفي الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الباكستانية تحت قيادة الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري أرمل رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو التعامل مع الازمة الاقتصادية تحاول تحسين علاقاتها المتوترة مع الهند وأفغانستان. ومن المقرر ان يسافر وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي الى الهند في وقت لاحق من يوم الاربعاء في زيارة تستغرق أربعة ايام يجري خلالها محادثات بشأن عملية السلام التي بدأت بين البلدين قبل أربعة اعوام وتسير سيرا حثيثا.

وحل زرداري محل الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف في سبتمبر ايلول. وتمكن مشرف من التعامل مع الهند لنحو عشر سنوات وقاد تحسنا في العلاقات مع بدء عملية السلام عام 2004 . لكن علاقة مشرف مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي اقتربت مرارا من حد الانهيار مع شكوى افغانية متكررة من فشل باكستان في الحمل على معاقل المتشددين على الحدود الافغانية ومنع الهجمات عبر الحدود.

لكن منذ اغسطس اب يقاتل الجيش الباكستاني متشددي القاعدة وطالبان في شمال غرب البلاد وقالت قوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان ان التعاون مع الجيش الباكستاني وصل الى أفضل مستوياته. وصرح وزير الخارجية البريطاني بأن أفغانستان تعتمد على مساعدة باكستان.

وقال ميليباند "انهم قطعا محتاجون للاعتماد على تعامل وتعاون وثيق مع الشركاء الباكستانيين في كل القضايا الاقتصادية وايضا الامنية." وصرح ميليباند بأن بريطانيا الدولة المستعمرة السابقة لشبه القارة الهندية حريصة على ان تدعم بشكل كامل الحكومة الباكستانية الجديدة. وقال "سنفعل ذلك بالتزام حقيقي."

فرنسا: ديناميكية نقل الأمن إلى الأفغان أهم من جدولة انسحاب القوات الأجنبية

اعتبرت باريس اليوم أن الحفاظ على ديناميكية نقل المسؤوليات الأمنية إلى الأفغان "أهم" من تحديد جدول زمني شامل لانسحاب القوات الأجنبية من البلاد كما طلب الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أمس، مؤكدة في الوقت نفسه أن هذه القوات لن تبقى إلى الأبد.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه "إن القوات الدولية موجودة في أفغانستان في إطار قرارات مجلس الأمن الدولي وبالتعاون الوثيق مع السلطات الأفغانية ولن تبقى هذه القوات إلى ما لا نهاية"، وأضاف "معنى التزامنا هو أن نتمكن بأسرع وقت ممكن من إعطاء أفغانستان القدرة على تقرير مصيره وخاصة بمساعدته على أداء مسؤولياته الأمنية بشكل كامل".

وتابع "في هذا الإطار تمكنا من تسليم مسؤوليات الأمن في منطقة كابول إلى القوات الأمنية الأفغانية، ويبدو لنا اليوم أن السهر على الحفاظ على هذه الديناميكية أهم من تحديد جدول زمني شامل لانسحاب القوات"، معلقا على تصريح كارزاي الذي طلب من المجتمع الدولي وضع"جدول زمني" دقيق لانسحاب القوات الأجنبية من بلاده، وإلا فسيكون مضطرا للتفاوض مع حركة طالبان.

وأشارت الخارجية الفرنسية إلى حديث كارزاي حول التفاوض مع طالبان، وكررت موقفها بأن الحل في أفغانستان ليس "عسكريا فقط"، وقال شوفالييه "إن الحل يمر عبر جهود الأسرة الدولية في مجال إعادة البناء كما أكد مؤتمر دعم أفغانستان الذي عقد في باريس في حزيران/يونيو الماضي، وفرنسا تؤيد حلا سياسيا للأزمة الأفغانية".

وأوضح أن باريس أكدت دائما أن "الحوار الأفغاني الداخلي وجهود المصالحة الوطنية هما من مسؤولية السلطات الأفغانية"، نوه بأن الحكومة الأفغانية "تعتبر أن المجموعات والأفراد المرشحة للانضمام إلى الإطار الشرعي عليها الاعتراف بالدستور الأفغاني ورمي السلاح ونبذ أي علاقة بالإرهاب الدولي".

وكان المتحدث باسم الرئيس الأفغاني همايون حميد زاده ذكر أن كارزاي قال لبعثة من مجلس الأمن الدولي في كابول على المجتمع الدولي أن يقدم لنا "جدولا زمنيا حول المدة أو أن يقول لنا إلى أين ستصل الحرب على الإرهاب هنا، وإذا لم تكن لدينا فكرة محددة عن مدتها، فلن يكون أمام الحكومة غير البحث عن حل سياسي"، وأوضح أن هذا يعني بدء مفاوضات مع طالبان ومع كل معارضي الحكومة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف