أخبار

حرب لبنان أظهرت مخاطر القنابل العنقودية عالميا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

صور (لبنان): أعطت إسرائيل دون قصد دفعة لحملة دولية لحظر القنابل العنقودية حين أمطرت بها جنوب لبنان قبل أن يسري قرار للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار في حربها مع حزب الله عام 2006. وقالت ماري ويرهام من منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) التي تتخذ من نيويورك مقرا لها لرويترز "كان ذلك الاستخدام المكثف للقنابل العنقودية خلال الاثنين والسبعين الساعة الاخيرة من الصراع هو الذي أثار غضب العالم."

وأطلقت النرويج مفاوضات بشأن معاهدة تحظر القنابل العنقودية مع نحو 100 دولة لكن لن توقعها اسرائيل ولا الولايات المتحدة ولا الصين في العاصمة النرويجية أوسلو الاسبوع المقبل.

وتضغط الحكومة اللبنانية بشدة من اجل التصديق على المعاهدة وقال وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ انه سيكون متواجدا في النرويج للتوقيع على المعاهدة. ومازالت القنابل العنقودية تقتل وتشوه مواطنين في جنوب لبنان وهي منطقة جبلية تتناثر فيها البلدات والقرى وتستغل ارضها في الزراعة والرعي. كانت رشا زيون في المنزل تفرز ما جمعه والدها من نبات الزعتر حين ارتطمت يدها بقنبلة عنقودية أطاحت بساقها اليسرى.

قالت زيون (18 عاما) الحيية وهي تجلس الى ماكينة حياكة في مدرسة للمعاقين في صرفند قرب صور "كان هناك اظلام ولم أر انها قنبلة عنقودية." تعلمت زيون السير من جديد بساق صناعية تخفيها تحت سروالها وتأمل ان تفتح يوما صالونا للحياكة. كانت زيون واحدة من 270 شخصا أصيبوا بقنابل عنقودية في لبنان بعد الحرب. كما قتل نحو 40 .

تحكي لميس زين التي تشرف على فريق من النساء يعمل على تطهير منطقة المعارك كيف ان سكان القرى عادوا الى منازلهم بعد انتهاء الحرب التي استمرت أكثر من شهر ليجدوا بيوتهم مليئة بالقنابل العنقودية. قالت زين وهي أم لطفلين تدربت في يناير كانون الثاني على المشاركة في جهود التطهير تحت اشراف منظمة (بيبولز ايد) النرويجية ان القنابل العنقودية كانت في كل مكان "في الافنية وفوق الاسطح وفي الحقول. "كان الناس لا يستطيعون دخول بيوتهم او جمع فاكهتهم وخضرهم. كانوا يضطرون الى ابقاء الاطفال في الداخل". وقالت زين التي ستذهب الى أوسلو لتشجيع مزيد من الدول على توقيع المعاهدة ان مكافأتها الكبرى كانت رؤية الاطفال يلعبون في الحدائق من جديد بعد ان انهى فريقها تطهير المنطقة من القنابل العنقودية.

وتقول اسرائيل التي هاجمت لبنان بعد ان اسر حزب الله اثنين من جنودها في هجوم عبر الحدود انها تستخدم القنابل العنقودية بما يتمشى مع القانون الدولي الذي لا يحظرها بشكل قاطع. وتقول هيومان رايتس ووتش التي أوردت في تقاريرها ان حزب الله استخدم بشكل عشوائي ايضا بعض الصواريخ التي يدخل في مكوناتها قنابل عنقودية ان اسرائيل انتهكت حظر استخدام القنابل العنقودية لاستهداف مناطق مدنية حين أمطرت المنطقة بالقنابل العنقودية بالطائرات والصواريخ والمدفعية.

وقالت ويرهام "اذا كنت تعرف ان هناك مدنيين في المنطقة لا تلقي قنابل عنقودية. الكثير منها فشل في الانفجار لدى الارتطام. وبهذا أصبحت فعليا ألغاما ضد البشر وهي تشكل مخاطر خلال عمليات التطهير وستشكل خطرا على المدنيين لسنوات قادمة."

وتقول داليا فران المتحدثة باسم مركز تنسيق العمل ضد الالغام التابع للامم المتحدة في لبنان انه بعد مرور عامين على الحرب تمكنت فرق التطهير من تطهير 48 مليون متر مربع في الجنوب من القنابل العنقودية والمفرقعات الاخرى.

لكن مازالت هناك مساحات شاسعة بحاجة الى عمليات تطهير متعمقة. فهناك بعض المناطق غير ذات الاهمية بحاجة الى عمليات بحث دقيقة. وقال نوت فورونز وهو جندي نرويجي سابق يدير برنامج عمل تابع لمنظمة (بيبولز ايد) "يجب تفتيش كل بوصة من منطقة الخطر المشتبه بها. انها مهمة ضخمة." ويقول لبنان والامم المتحدة ان احجام اسرائيل عن الكشف عن خريطة للمناطق التي استهدفت في القصف العنقودي يعقد مهمة العثور على القنابل في تلال وأودية جنوب لبنان. واستطرد فورونز "الذخيرة تلقى باعداد غفيرة.. تطلقها صواريخ تحمل في المرة 640 قنبلة. علينا ان نبحث ونواصل البحث وحتى لا نجد شيئا."

والاطفال هم الاكثر عرضة لخطر القنابل العنقودية التي تحمل بعضها اشرطة بيضاء كجزء من الية التفجير. وقال فورونز وهو يعرض عدة انواع من القنابل الصغيرة الى جانب أحد اعشاش الطيور الذي استخدمت الاشرطة في تركيبه "الاطفال يعبثون بكل شيء وهم معرضون للاصابة باصابات خطيرة (من الانفجار)."

ويقول رعاة المعاهدة التي صدقت عليها 107 دول في دبلن في مايو ايار انهم راضون عن بنودها التي تحظر على الموقعين استخدام وانتاج وتخزين القنابل العنقودية او الاتجار فيها. كما تقضي باجراء تجارب وأبحاث الغرض منها مساعدة الضحايا والاسر والمجتمعات المتضررة. وقالت ويرهام من منظمة هيومان رايتس ووتش "الصراع اللبناني قدم لنا أقوى الادلة خلال مناقشة المعاهدة."

وتوقعت ان تجرم معاهدة أوسلو القنابل العنقودية وان تردع في نفس الوقت حتى الدول التي لم توقعها. واستطردت "سيضر ذلك باسرائيل كثيرا اذا استخدمتها مجددا." وقالت مرنا عاشور (21 عاما) وهي من فرق التطهير وستسافر الى أوسلو ايضا انها ستوجه رسالة بسيطة الى اسرائيل وحليفتها الوثيقة الولايات المتحدة ومن يستخدمون القنابل العنقودية تقول فيها "كفى.. كفى حربا. دعونا نعيش في سلام وأمان. تعبنا من الحرب."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف