قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طلال سلامة من روما: ترك "فرانشيسكو بيوناتي"، الناطق الرسمي السابق لحزب اتحاد الديموقراطيين المسيحيين، جميع مهامه المتعلقة بهذا الحزب الذي يترأسه "بيار فرديناندو كازيني"، رئيس البرلمان الإيطالي في ولاية برلسكوني الثالثة التي استمرت خمس سنوات لغاية عام 2006 الذي انشق عنه ليتخذ موقفاً سياسياً مزدوجاً يعاني في بعض الأحيان من انفصام في المنهج التقليدي المتبع لجميع أحزاب الوسط. هذا وقرر فرانشيسكو بيوناتي، وهو مذيع وصحفي مخضرم عمل في صفوف فريق تحرير المحطة الأولى للتلفزيون الرسمي الإيطالي "راي"، تأسيس تيار سياسي جديد يدعى اتحاد الوسط أو "أليناتسا دي تشينترو". على غرار ما يحصل في الطقوس السياسية الوطنية، عرض هذا الصحفي حزبه الجديد أثناء مؤتمر صحفي تميزت المشاركة به بدهشة واعجاب حيال الخطوات التي ينوي فرانشيسكو بيوناتي اتباعها بإخلاص. على مستوى التعريف عن منهج حزب "اتحاد الوسط" الجديد فان زعيمه يصفه بالمنزل والمرجع النوعي لجميع السياسيين المعتدلين الذي لا يشاطرون الموقف الحالي لحزب اتحاد الديموقراطيين المسيحيين برئاسة كازيني. بمعنى آخر، يريد الصحفي بيوناتي زرع حزبه الجديد في قلب تيار الوسط اليميني بهدف تقديم الدعم لسيلفيو برلسكوني وحكومته.هكذا، ينظر حزب اتحاد الوسط الى ائتلاف برلسكوني، أي حزب الحرية، كممثل طبيعي للعقيدة الحزبية الجديدة-القديمة التي ترى انشطاراً فاضحاً في صفوف المخلصين للسيد بيار فرديناندو كازيني. ويبدو أن ميول كازيني الى اليساريين بات يشكل شوكة في حلق العديد من الناخبين. برغم كل شيء، لا يخفي كازيني حنينه الى سيلفيو برلسكوني فما جرى بينهما من اتفاقات وخلافات لا يمكن للزعيمين عدم احتسابها في خطوات مستقبلية تفاؤلية قد تجمعهما تحت سقف واحد، مرة أخرى. لم لا؟ يكفي أن ننظر قليلاً الى ما يجري مثلاً في مدينة "تورينو" شمال غرب ايطاليا حيث أعرب رئيس بلديتها، المنتمي الى الحزب الديموقراطي اليساري، عن أمله في إبرام اتفاقية سياسية مع حزب رابطة الشمال! على صعيد الصحفي فرانشيسكو بيوناتي فان المحللين السياسيين يرون في خطوته محاولة لإيجاد أشكال وأنماط سياسية تعاونية أفضل بكثير مما يعرضه عليه كازيني. وخطط بيوناتي لتأسيس حزبه قبل فوات الأوان بما أن الانتخابات البلدية، في العديد من الأقاليم والمحافظات الإيطالية، ستجري دون تأخير في الربيع القادم وهذه فرصة لا يمكن أن يخسرها، لا بيوناتي ولا برلسكوني، من أجل التخطيط لمرشحين يجري اختيارهم من ائتلاف برلسكوني وحزب بيوناتي الجديد ذو القوة السياسية المتواضعة. بالطبع، يمكننا اعتبار خطوة هذا الصحفي "غدارة" إنما غير مؤلمة لحزب اتحاد الديموقراطيين المسيحيين. إذ طالما كانت مواقف هذا الصحفي متضامنة مع قرارات برلسكوني وحكومته. في أي حال، كان بيوناتي عضو من أعضاء مجلس الشيوخ، في عام 2006، عندما كان اتحاد الديموقراطيين المسيحيين حليفاً لائتلاف برلسكوني. ولسنتين متتاليتين، شغل هذا الصحفي منصب الناطق الرسمي لحزب كازيني وكان حديثاً في الصف الأول الذي ثار بوجه كازيني عندما قرر الأخير الابتعاد عن الفارس برلسكوني نحو تيار الوسط اليساري. مع مرور الوقت، أضحى التعايش بين بيوناتي وكازيني صعباً للغاية. في أي حال، لا تعد خطوة بيوناتي ذات ثقل بالنسبة الى كازيني بيد أن الأخير قد يعاني بالفعل من ضعف في قواه السياسية في حال خطا الآخرين خطوة بيوناتي الذي قد يفتح نزيفاً داخل حزب كازيني سينجح بعض المسؤولين الحزبيين رفيعي المستوى من التسلل الى شعارهم الأم، أي برلسكوني وائتلافه.