باراك أوباما يختار فريقاً امنياً يجمع بين البراغماتية والحزم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن:يرى محللون ان الفريق المكلف الامن القومي الذي اعلن عنه الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الاثنين يجمع بين الحزم والبراغماتية. ويعتبر المحللون ان عهد اوباما بدأ جيدا مع تسمية هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية والجنرال جيمس جونز مستشارا للامن القومي وسوزان رايس مندوبة في الامم المتحدة، ومع الابقاء على روبرت غيتس في منصبه كوزير دفاع. الا انهم يعتبرون ان نجاح هؤلاء يتوقف على تشكيلهم فريقا حقيقيا وعلى اي مدى سيلتزمون بالخط الذي حدده اوباما على صعيد السياسة الخارجية.
وقال آرون ديفيد ميلر الذي عمل مستشارا لعدد من وزراء الخارجية السابقين الجمهوريين والديموقراطيين، "على الورق، لديهم كل الصفات المطلوبة: البراغماتية والخبرة والذكاء". واضاف ان هذا الفريق يشكل "توازنا ذكيا بين حدود القوة الاميركية والايجابيات الناتجة عنها". وقال ميلر ان على فريق اوباما ان يتخلى عن فكرة الرئيس الحالي جورج بوش المتمثلة بالاطاحة بالدكتاتوريات مع الابقاء على احتمال القيام بعمليات عسكرية "وقائية" للدفاع عن المصالح الاميركية.
واعتبر ان الحكومة الجديدة ستعطي الافضلية، بحسب رأيه، لمقاربة "ناعمة" عبر استخدام الاقتصاد والدبلوماسية والثقافة للتأثير على باقي العالم، بدلا من القوة العسكرية. من جهة ثانية، ستكون الادارة مستعدة لاجراء "مفاوضات حازمة وبراغماتية" مع اعداء واشنطن. وتحدث اوباما خلال حملته الانتخابية عن احتمال اجراء حوار مع ايران وكوريا الشمالية وكوبا. الا انه ذكر الاثنين ان معارضته للحرب في العراق لا تعني انه سيتردد في استخدام القوة اذا تعرضت مصالح الولايات المتحدة للخطر.
وقال "لكي نضمن الازدهار هنا في ارض الوطن والسلام في الخارج، نرى جميعا ان علينا ان نحرص على ان يظل جيشنا اقوى جيش على وجه الارض". واعتبر المحلل في مركز كارنيغي للسلام الدولي جورج بركوفيتش ان اوباما "ليس ساذجا وادرك انه لا بد من ممارسة السلطة من اجل الحفاظ على السلام في العالم او استقراره". ويرى المحلل ان حلفاء الولايات المتحدة الاوروبيين يعتمدون على واشنطن لتبقى القوة العسكرية الاولى، طالما انه يتم استخدام هذه القوة بذكاء. وقال بركوفيتش "ان الفريق مثير للاعجاب وافراده قاموا بخيارات حكيمة".
ويقدر بركوفيتش، كما ميلر، بشكل خاص قرار اوباما تعيين الجنرال جونز والابقاء على روبرت غيتس في منصبه. وكان غيتس خلف دونالد رامسفلد، مهندس حرب العراق التي ترفضها شرائح واسعة من الاميركيين. واشاد المحللون بمزيج الخبرة الدبلوماسية والعسكرية للجنرال جونز والمقاربة التجديدية لغيتس في العراق وافغانستان. ويقول المحلل في معهد بروكينغز مايكل اوهانلن "ان الفريق وسطي" مع غيتس وجونز الميالين الى اليمين، وهيلاري كلينتون وسوزان رايس الى اليسار.
وتوقف ميلر عند ذكاء كلينتون وحزمها، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة ان تنفذ المنافسة السابقة للرئيس المنتخب في انتخابات الحزب الديموقراطي، السياسة التي يقررها البيت الابيض، لا سياستها الخاصة. والا فان اي اختلافات في الرأي قد يتم استغلالها من دول اخرى. ووصف رئيس منظمة "بلاوشيرز فوند" الناشطة ضد الانتشار النووي، فريق اوباما المقبل بانه يتمتع ب"المصداقية والذكاء والخبرة".
واشار الى ان هذا الفريق سيتوصل الى اتفاق من اجل سحب القوات الاميركية من العراق واعادة تركيز الجهد العسكري في افغانستان واعادة السلطة المعنوية للولايات المتحدة والتخلي عن بعض برامج التسلح ذات التقنية العالية. الا انه عبر عن خشيته من ان يقاوم غيتس مشروع باراك اوباما القاضي بخفض الرؤوس النووية.