مع تحسّن الأمن التحالف يتقلص في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: مع ملامح بدء عودة الاستقرار والأمن للعراق، يشهد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هناك، تقلّصا حيث أنه من المتوقع، في غضون أسابيع قليلة جدا، أن لا تكون سوى الولايات المتحدة وخمس دول أخرى هي الباقية هناك، وفق مسؤول عسكري رفيع المستوى.
وقال العميد نيكولاس ماترن، نائب قائد القوات متعددة الجنسيات في العراق، وهو ضابط كندي يعمل مع القوات الأميركية "الوضع الأمني استقرّ بكيفية واضحة وهو ما يسمح للتحالف باتخاذ هذا المنحى." وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا تشكلان عمادي التحالف حيث أنّ للأولى 146 ألف جندي فيما تشارك الثانية بأربعة آلاف جندي، مثلما كانا الأوليين في شنّ القتال.
كما كانتا عضوين في تحالف من 35 دولة ساهمت بإرسال قوات عسكرية للعراق أثناء الحرب للعمل ضمن القوة متعددة الجنسيات وكذلك ضمن قوات الناتو ومهمات الأمم المتحدة. وبعد أن كان حجم تلك القوات غير الأميركية يناهز 25 ألفا طيلة ستّ سنوات تقريبا، بات عددها الآن لا يتجاوز ستّة آلاف.
وخلال هذا العام، غادرت كل من بولندا وأرمينيا ومنغوليا وجورجيا ولاتفيا ومقدونيا والبوسنة وكازاخستان وكوريا الجنوبية، العراق. وفي غضون الأسبوعين المقبلين، ستغادر قوات كلّ من أذربيجان وتونغا وتشيكيا واليابان وأوكرانيا وبلغاريا وليتوانيا والدنمارك ومولدافيا وألبانيا التحالف الذي سيودّع بذلك نحو 600 جندي.
ومع الولايات المتحدة وبريطانيا، ستبقى في العراق، قوات من إستونيا ورومانيا وأستراليا والسلفادور بجنودها الـ750، خلال عام 2009. وقال ماترن "الوحدات التي ستعود إلى الولايات المتحدة لن يتمّ استبدالها وإنما ستحل محلها قوات أمن عراقية مدربة وقادرة وتتمتع بالكفاءة، هذا هو ثمن السيادة."
وأضاف أنّ "التحالف سيراجع استراتيجية مساحة المعركة كلما كان ضروريا استنادا لتشكيله وجاهزية القوات العراقية ومستوى التهديد." وكانت تلك القوات تشارك في عمليات الدعم والإسناد مثل حماية القوات وحراسة معسكرات الاحتجاز وتدريب الجنود وجمع المعلومات الاستخبارية وأعمال طبية وهندسية، كما شارك بعضها في عمليات قتالية. وشاركت بعض الدول مثل بولندا وكوريا الجنوبية وجورجيا بآلاف الجنود في الوقت الذي اكتفت فيه أخرى مثل كازاخستان وأرمينيا ببضع عشرات.
ووفق إحصائيات CNN فإنّ أذربيجان فقدت جنديا واحدا، وبلغاريا 13 وتشيكيا جنديا واحدا تماما مثل فيجي والمجر وكازاخستان وكوريا الجنوبية، وبلغاريا 13 والدنمارك 7 والسلفادور 5 وإستونيا 2 تماما مثل تايلاند وهولندا، وجورجيا 5 ولاتفيا 3 وإسبانيا 11 وأوكرانيا 18 وسلوفاكيا 4 وإيطاليا 33 وبولندا 22 ورومانيا 3.
أما الولايات المتحدة فقد فقدت 4207 جنديا فيما فقدت بريطانيا 176 من قواتها. وقال ماترن "نحن نشكر جميع هؤلاء لمساهمتهم فقد أضافوا شيئا للمعادلة." وذكّر ماترن بردّ جندي سلفادوري على سؤال يتعلق بالمساهمة التي قدمتها بلاده "لقد صنعنا فارقا على الصعيد الشخصي بتقديم المساعدة لهؤلاء."
ومن المتوقع أن يستمر تضاؤل حجم التحالف حيث من المتوقع أن تغادر القوات الأميركية العراق بنهاية 2011، وفق اتفاق أمني صادق عليه البرلمان العراقي. والاثنين، اعتبر الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما سحب القوات القتالية في غضون 16 شهرا هو الجدول الملائم. ووفق ماترن فإنّ بقية الدول التي بقيت ضمن التحالف ستتوصل، بدورها، منفصلة لاتفاقيات أمنية مع العراق يخول لها البقاء.