أخبار

ايطاليا: حرب المحطات التلفزيونية بدأت

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

طلال سلامة من روما: من الصعب على ايطاليا تجاهل المشكلة التي دخلت حديثاً الساحة السياسية لتشعل حرباً خاصة بالمحطات التلفزيونية الخاصة التي يمكن مشاهدتها عبر دفع اشتراك شهري أم دوري. ولا تكمن المشكلة في زيادة قيمة الضريبة المضافة "ايفا"، المفروضة على هذه المحطات، من 10 الى 20 في المئة على الأرباح، إنما بحرب "مصالح" تجر معها سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الحالي، الى القاع.

وما يشعل تداعيات الإجراء الحكومي الجديد، الذي جرى تبريره بقوانين أوروبية سابقة، هو موقف برلسكوني الشخصي الذي يمتلك إمبراطورية إعلامية والذي يشكك خصومه، من سياسيين وغيرهم، على أنه يعمد على تفضيل شركاته الخاصة عن أخرى، غير تابعة له. لغاية اليوم، تعتبر هذه الشكوك الحقيقة السياسية الوحيدة التي يمكن التمسك بها. أما الباقي فليس إلا جدلاً مركباً تغرق في قاعه الأحزاب الإيطالية.

علماً أن مجموعة محطات "سكاي" الفضائية، التي يطالها التصعيد الضريبي الناتج عن قرارات حكومة برلسكوني الأخيرة والتي يمتلكها القطب الأسترالي من أصل يهودي روبرت مردوخ، كانت حليفة لحكومة البروفيسور رومانو برودي السابقة، اليسارية. وأين ينتهي تحالف برودي السياسي-الإعلامي الصديق مع محطة "سكاي" تدخل الأخيرة في مرحلة ضغينة مع الحكومة الحالية. علاوة على ذلك، بدأت شرارة مردوخ، كرد فعل على قصاص حكومة روما الضريبي، تطال الموالاة لبرلسكوني والمعارضة معاً! لذلك، يبدو قصر "كيدجي" الذي يحتضن رئاسة الوزراء محرجاً قليلاً. إذ يكفي الاستماع الى تصريحات برلسكوني الأخيرة كي نرى تخبطاً في المواقف.

في الوهلة الأولى، تملص برلسكوني من الإجراءات الخاصة برفع الضرائب على المحطات التلفزيونية الخاصة، لا سيما محطات "سكاي"، بالقول انه لم يكن على دراية بأي شيء. ثم يتوقف برلسكوني مجدداً على نقطة هامة، هي ضرورة تخفيض الضرائب المفروضة على جميع المحطات التلفزيونية، ومنها محطة "ميدياسيت" التابعة له، ان لم توافق المعارضة وحلفاؤها على رفع ضريبة القيمة المضافة المفروضة على هذه المحطات من 10 الى 20 في المئة. أخيراً، يتمسك برلسكوني بأن قرارات الحكومة لن يتراجع عنها بأي ثمن. في أي حال، يخيم جو التوتر والأسلوب الدفاعي على موقف برلسكوني وفريقه التنفيذي. فأي مسألة خاصة بوسائل الإعلام المحلية تعتبر حساسة للجميع كونها توقظ الشكوك أوتوماتيكياً حول نوايا برلسكوني في الدفاع عن إمبراطوريته الإعلامية، أي محطة "ميدياسيت".

علينا ألا ننسى أن محطة سكاي تحتضن حالياً محطتين لليسار الإيطالي تابعتين لزعيم المعارضة فالتر فلتروني(تدعى "يوديم دوت تي في") وماسيمو داليما(تدعى "ريد"). وان كان برلسكوني يريد تطبيق القوانين الأوروبية فعليه أولاً إرسال محطة من محطاته التلفزيونية( تدعى "ريتي كواترو" أي المحطة الرابعة) للبث حصراً عبر الأقمار الصناعية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف