الدعوة لتشكيل إقليم البصرة تتفق ودستور البلاد

بغداد: قال عضو مجلس النواب العراقي وائل عبد اللطيف إن دعوته الأخيرة لتشكيل إقليم البصرة جاءت منسجمة مع الدستور ولم تخرقه مثلما يحاول البعض تصويره، منوها بأن المادة الأولى منه نصت على نظام حكم جمهوري اتحادي فيما تنص المادة 18 على حق كل محافظة تشكيل اقليم بحد ذاتها، وقد عزز ذلك اصدار البرلمان لقانون اجراءات تشكيل الاقاليم رقم 13 للعام الجاري والذي عد نافذا اعتبارا من 11 نيسان/ابريل الماضي.

واضاف النائب المستقل ،الذي يمثل محافظة البصرة في البرلمان العراقي، في تصريحات لوكالة (اكي) الايطالية للانباء انه "من الغريب ان بعض الاحزاب الدينية التي كتبت الدستور لا تريد تطبيق الفيدرالية بهذه الصيغة، وهي ترغب بتطبيقها بصيغ اخرى، وهذا الامر انعكس على العملية السياسية في البلاد بكثرة الاختلافات والمداخلات لان البعض يعتبر الفيدرالية انفصال عن المركز او غير ذلك وهذه كلها تكهنات لا تمت الى الواقع بصلة".

وأشار عبد اللطيف الى انه يفهم الفيدرالية على انها المزيد من تقديم الخدمات للناس بانسيابية ودون تعقيدات النظم المركزية، وبالتالي "فإننا ندعو إلى فيدرالية خدمات وليس بهدف الانفصال". وتابع "لذلك فجميع المسائل السيادية ستبقى مرتبطة بالحكومة الاتحادية مثل القوات المسلحة وادارة دفة مؤسساتها والنقد والمال والثروة النفطية والموارد المائية التي وردت حصرا في الدستور وكذلك التمثيل الدبلوماسي".

وابدى عبد اللطيف اسنغرابه من دعوة رئيس الحكومة نوري المالكي لتعديل عدد من بنود الدستور بذريعة تقوية الحكومة المركزية على حساب الاقاليم، وقال "المالكي ذاته كان احد كتّاب الدستور، وفي حينها قمت بتثبيت بعض الاعتراضات، وكنت ممثلا عن القائمة العراقية في لجنة كتابة الدستور، اوضحت فيها هذا الخلل وقلت هذه كونفيدرالية وليست فيدرالية وان اقليم كردستان تصرف بشكل كونفيدرالي وليس فيدردالي، كما ان مجالس المحافظات اعطت مفهوما خاطئا للفيدرالية لكنه على العموم، لا يمس جوهر الفكرة باعتبار العراق دولة اتحادية".

وزاد "باعتقادي الدستور الحالي لن يعدل لأن الائتلاف الشيعي والاكراد فصّلوا بنوده على مقاسات مفاهيمهم للدولة العراقية منذ كانوا في المعارضة وهم يتحملون وزر هذه الاشكالات التي اخذت تظهر الآن".

وتابع البرلماني "في حينها أصدرت دراسة تحت عنوان (دستور العراق بين الافاق والتحديات) اشرت فيها الى 15 نقطة ضعف ينبغي معالجتها ومنها ما يتحدث عنه المالكي الآن لكنهم لم يكونوا يستجيبون لأحد، ولم يكن صوتنا مسموعا عندما شكلت اللجنة الدستورية من 28 عضوا من الائتلاف و15 من التحالف الكردستاني وكنا ثمانية من أعضاء من القائمة" العراقية.

واكد عبد اللطيف وجود "فرق واسع" بين دعوته لتشكيل اقليم البصرة والدعوة التي وجهها زعيم كتلة الائتلاف الشيعي عبد العزيز الحكيم لتشكيل اقليم الجنوب، فالأخيرة "ستؤدي إلى تقسيم العراق إلى دويلات كردية وشيعية وسنية، ونحن لسنا مع هذا الاتجاه، لأننا مع العراق الموحد الذي يعيش فيه العربي والكردي والتركماني والشيعي والسني". واستطرد "بالتالي فإن إقليم البصرة يضم كل هؤلاء بالاضافة الى الصابئة والمسيحيين وهو اقليم منوع يؤكد المشروع الوطني العراقي، ويختلف عن مشروع لتسع محافظات يراد ان يضمها اقليم واحد وتكون النجف الاشرف عاصمتها، مع كل احترامنا لها، لأن ذلك يعني الاتجاه الى المركزية من جديد كما أن تغيير مركزية بغداد العاصمة بمركزية عاصمة الاقليم لن يغير شيئا مما هو حاصل الان".

وكان رئيس الإدارة الانتخابية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أعلن منتصف الشهر الماضي إجراء استفتاء شعبي حول إقامة إقليم البصرة كإجراء قانوني بعد مطابقة سجل الناخبين مع الطلب المرفوع من سكان المحافظة الى مكتب المفوضية.