برلسكوني يواجه انتكاسة في الثقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طلال سلامة من روما: عاقب ملف محطة "سكاي" الفضائية رئيس الوزراء الحالي، سيلفيو برلسكوني، وزعماء المعارضة معاً، من دون رحمة. فهل سارع برلسكوني، من دون تفكير ملي، في تفجير قنبلة الزيادة الضريبية في وجه العملاق روبرت مردوخ، صاحب محطة "سكاي"، أم أنها مجرد مناورة أخرى منه غير معروفة الأبعاد بعد؟ مما لا شك فيه أن برلسكوني بدأ يتراجع عن موقفه مدعياً بأنه لم يكن على علم بالقوانين الخاصة بالمحطات التلفزيونية الخاصة التي صاغها بهدوء وزير الاقتصاد جوليو تريمونتي.
ان موقف برلسكوني، الذي يكسوه التملص الفاضح، لا يعترف بشرعيته حتى وزير الدفاع المخلص له، اينياتسيو لا روسا. فمحاولة برلسكوني هدفت الى إيذاء مصالح مردوخ بإيطاليا، الذي لن يغفر خطأه أبداً. وما تلقاه برلسكوني لغاية الآن، من نتائج مشتقة من نظريته الضريبية التي أرادت رفع ضريبة القيمة المضافة على محطة سكاي من 10 الى 20 في المئة، لا يبشر مستقبل حكومته بالخير. إذ تراجعت شعبية برلسكوني، أي ثقة الناخبين الإيطاليين به، ثلاث نقاط مئوية مرة واحدة في أقل من 24 ساعة! وكأن مردوخ هو الحاكم الخفي، الأول والأخير، لهذا البلد.
علاوة على ذلك، تنبع غرابة الظاهرة من أن الثقة الشعبية تآكلت لدى برلسكوني لوحده، أي أن حكومة روما وفريقه التنفيذي غير معنيين بالأمر. ويلقي برلسكوني اللوم على وزير الاقتصاد أولاً. مع ذلك فان شعبية برلسكوني بدأت تتقلص بصورة لافتة منذ ولادة الثورة الطلابية في الشهر الماضي. للآن، خسر برلسكوني خمس نقاط مئوية في الثقة به، وهي عادة من شأنها قلب الموازنات السياسية في أي بلد أوروبي آخر. ما يعكس تضاعف خيبة أمل الرأي العام الإيطالي إزاء أداء برلسكوني.
في الوقت الحاضر، يحاول برلسكوني حقن الناخبين بجرعات من التفاؤل والثقة لمواجهة الأزمة المالية العاصفة. لكنه وقع ضحية العديد من المطبات أولها عجزه عن تخفيض الضرائب عن المعاشات وعدم رغبته في توزيع البطاقات الاجتماعية الجديدة على المتقاعدين(تخول المتقاعدين الاستفادة من أربعين يورو شهرياً) كونها غير عملية وغير قادرة على تعزيز واجهته الشخصية السياسية التفاعلية.
في النهاية، تأتي قضية محطة سكاي كي تزيد الطين بلة. فروبرت مردوخ يرحب بحرب وطنية مع برلسكوني لأن قوته التسويقية والدعائية، محلياً، تعادل قوة برلسكوني ومحطاته التلفزيونية لا بل ربما هي أكثر فعالية لا سيما ان كان اليساريين ضيوفاً أعزاء تجهزهم "سكاي" المردوخية بمساحات إعلامية جيدة مضادة لنفوذ برلسكوني، صممت خصيصاً لرد الصاع صاعين.