أخبار

موظفو غزة غاضبون والقطاع يفقد فرحتي الأضحى والحج

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نجلاء عبد ربه من غزة: على الرغم من الإشاعات التي إنتشرت في الشارع الفلسطيني بأن البنوك في غزة ستفتح أبوابها اليوم لصرف مبلغ 1000 للموظفين الغزيين التابعين للسلطة الوطنية الفلسطينية، إلا أن أبواب تلك البنوك لا زالت مؤصدة في وجه أكثر من 70 ألف موظف يتبعون السلطة الفلسطينية، ما أثار غضباً وسخطاً لدى هؤلاء الموظفين المنغمسين أصلا في ديونٍ وإلتزامات شهرية.
ولا زالت صدمة عدم سفر حجيج غزة والبالغ عددهم أكثر 6500 مقسمين لنصفين، نصف من رام الله ونصف آخر من غزة، تراوح مكانها، فجاءت أزمة السيولة المالية للبنوك، لتزيد من هموم الغزيين على وجه التحديد.
وخيّم الحزن والكآبة على وجوه عشرات الآلاف من الموظفين، وكذا من الحجاج الذين تأهبوا لأداء مناسك الحج في البيت العتيق. وخرج معظمهم عن نطاق المألوف ليُعبّروا عن سخطهم الشديد من حكومتي غزة ورام الله، ولم يستثنوا أحداً من تحميل مسؤولية ما وصلت إليه الأمور هنا.
أحدهم يتساءل "حتى لو صدقت الأنباء حول تستلمنا الـ 1000 شيكل من البنوك ( 260 دولار) التي تحدثت عنها وزارة المالية في رام الله، ماذا ستفعل في مناسبة كعيد الأضحى!!؟ وآخر يقول "الأضحية أصلا تتجاوز الـ 2000 شيكل، فما بالنا بباقي المصروفات اليومية لحين إستلام باقي الراتب؟".
ولم يسلم قادة الفصيلين المتناحرين (فتح وحماس) من خطبة الجمعة أمس في مساجد أهل السنة في قطاع غزة. وحمّل أحد خطباء المساجد في رفح قيادة الفصيلين عدم خروج حجيج غزة، ودعا الله أن ينتقم منهم. وضرب أمثالاً عديدة، بحسب عشرات المصلين الذين تواجدوا في خطبة الجمعة، لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما حمل كيساَ من الدقيق على ظهره وطالبه أحد أصدقاءه بأن يتعاون معه في حمله، فقال له عمر "وحيك.. هل ستحمل وزري يوم القيامة!!؟

وبدأت الدموع تنهمر من عيون أم فريد (58 عاماً) التي إستعدت لأداء مناسك الحج وفشلت كغيرها في الوصول إلى مكة المكرمة. وقالت لإيلاف وهي تبكي بحرارة "حسبيّ الله ونعم الوكيل على من كان سبب في عدم سفرنا لمكة".
وأضافت "لماذا منعنونا من السفر! حتى لو كُنا كفار أو مرتكبي أخطاء، وأردنا التوبة والعودة إلى الله، فإن الإسلام يجيز لنا ذلك، أوليس الله غفور رحيم!!؟
وتختلط أوجاع الناس هنا في أكثر من صعيد، لكن التقارب الوحيد في أنواع الهموم هو أن جميعهم يسكن قطاع غزة. فالمستمع لأحاديث الناس هنا لا يرى إلا صورة ضبابية سوادء ومستقبل مظلم لأكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في هذه البقعة الصغيرة من العالم.
وقال المواطن طارق منصور لإيلاف، وقد بدا علامات الاستياء والغضب الشديد واضحة عليه، "لن أتمكن في هذا العيد من شراء أي شيء لأطفالي الأربعة، بسبب قلة الإمكانيات المادية والغلاء الكبير في أسعار الملابس والألعاب. لقد خابت آمالنا هذا الشهر في الحصول على رواتبنا لنسد احتياجاتنا هذا الشهر بالذات، والتي تعجز السلطة حتى الآن عن صرف الرواتب بسبب الإجراءات الإسرائيلية ووجود شح كبير غير مسبوق في السيولة النقدية في البنوك الفلسطينية". وتساءل: ماذا سنفعل، هل نتسول ونمد أيدينا!!؟.
وأغلقت جميع المصارف الفلسطينية العاملة في قطاع غزة أبوابها أمام الموظفين المدنيين والعسكريين الذين توافدوا منذ صباح الباكر على البنوك المختلفة، بحسب إشاعات سٌربت لوسائل الإعلام بأن مبلغ 1000 شيكل فقط سيتم صرفه هذا اليوم كجزء من رواتبهم، وتسببوا ببعض الإشكاليات نتيجة التزاحم والإلحاح من أجل الحصول على رواتبهم.
وكان الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء أكد في وقت سابق أن هناك "نقصاً في عملة الشيكل، إذ لا يوجد سوى 47 مليون شيكل في جميع البنوك العاملة بالقطاع، وهذا المبلغ صغير جداً ولا يكفي لصرف الرواتب". وأشار إلى أن القطاع يحتاج إلى 100 مليون شيكل شهرياً لتنظيم الرواتب للموظفين.
وتقنن إسرائيل من دخول عملتها (الشيكل) التي يتداولها الفلسطينيون في مدنهم، وتعتبرها ضمن الإجراءات التي تفرضها على الفلسطينيين في حصارها لهم. هذا وأغلقت المعابر التجارية التي تزود سكان قطاع غزة بالمواد منذ ثلاثة أسابيع بشكل كامل، لكنها عادت وفتحت تلك المعابر يوم أمس فقط.

وكانت منظمة وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا)، التي تساعد ما يزيد عن 765.000 لاجئ في قطاع غزة وتمدهم بالمواد الحياتية الأساسية، قد حذرت من كارثة إنسانية في الأراضي الفلسطينية جراء مواصلة إسرائيل إغلاقها للمعابر التجارية ومنع دخول المواد الغذائية لأراضي السلطة الوطنية. وقال جون جينج مدير عام الاونروا "نحن نبحث الآن عن إمكانية وقف توزيع المعونات بسبب استمرار إغلاق المعبر التجاري المنطار (كارني) شرق مدينة غزة"، لافتا إلى أن الوضع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيين في قطاع غزة.
هكذا بدت غزة حتى اليوم، على الأقل. بات من المؤكد أن موسم الحج لهذا العام قد فشل، وهو ما أكدته وزارة أوقاف غزة في بيانٍ لها. لكن ماذا عن الأضحية التي يتقرب بها العبد إلى الله منذ أيام سيدنا إبراهبم عندما هم بذبح إبنه إسماعيل، فهل سيفشل الغزيون في ذبح أضاحيهم أيضاً كما فشلوا في أداء مناسك الحج هذا العام!!؟.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
دمار من اجل سلطة
رياض -

ابحتوا عن الاسباب ومعروف ان كل واحد يتحمل مسؤولية عمله وحماس تتحمل نتائج هذا الحصار الذي دمر القطاع بالمرض والجوع والفقر وهذا كله من اجل الاحتفاظ على الكراسي والمناصب والسلطة والسؤال الاخير هل هذة الصواريخ الهزيلة تحرر فلسطين ام تدمر اهل فلسطين ؟