أخبار

الجزائر: مئات المنتخبين المحليين غيّروا ألوانهم السياسية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حزب العمال اليساري أكبر المتضررين
الجزائر: مئات المنتخبين المحليين غيّروا ألوانهم السياسية

كامل الشيرازي من الجزائر: أقدم مئات المنتخبين المحليين في الجزائر، على تغيير ألوانهم السياسية، وشهد هذا السلوك/الظاهرة احتداما خلال الفترة القليلة الماضية، في فصل جديد مما بات يُعرف في الجزائر بـ"السياحة السياسية" التي صارت تكرّس عزفا جديدا على وتر المصالح بمنظار متابعين للشأن السياسي في الجزائر.

وكشف متحدث باسم جبهة التحرير (حزب الغالبية) أنّ التشكيلة استقبلت العشرات من الوافدين من تشكيلات سياسية متعددة، تماما مثل شريكها ومنافسها التقليدي "التجمع الديمقراطي" الذي غزاه ثلاثمائة منتخب بينهم 16 نائبا، بينما أدت الأزمة التي هزت بيت الحزب الناشئ "الجبهة الوطنية الجزائرية"، بالكثير من منتخبي الأخيرة إلى تغيير انتماءاتهم والتلوّن تحت رايات حزبية مختلفة، علما أنّ الأشهر المنقضية شهدت انضمام العشرات من النواب الأحرار إلى صفوف جبهة التحرير والتجمع الديمقراطي لوحدهما.

وتسبب هذا التغيير المتسارع للانتماءات السياسية، في تغيير خارطة تواجد الأحزاب في مختلف المجالس المحلية المنتخبة بدءا من البرلمان بغرفتيه وصولا إلى مجالس البلديات والولايات، على نحو مكّن التجمع الديمقراطي من مزاحمة جبهة التحرير على التواجد بقوة في مجمل تلك المجالس.

ويعدّ حزب العمال اليساري، أكبر المتضررين من موجة الهجرة الجماعية، ما دفع بزعيمته "لويزة حنون" إلى شن هجوم شرس على حزبي جبهة التحرير وكذا التجمع الديمقراطي، حيث اتهمت قيادييهما بما سمته "إغراء منتخبين وشراء ذممهم"، على خلفية تغيير العشرات من نوابها للونهم السياسي مؤخرا، وربطت حنون ذلك بمحاولة كلا من الجبهة والتجمع الظفر بغالبية مقاعد مجلس الشيوخ بمناسبة انتخابات تجديده النصفي نهاية الشهر الجاري.

وتشهد السياحة السياسية في الجزائر، تناميا مقلقا منذ فترة ليست بالقصيرة، ما دفع بمراقبين وناشطين سياسيين لدعوة السلطات إلى تقويم الوضع، وإصلاح ما ينعتونه (انحرافا)، طالما أنّ كثير من ممارسي هذه الممارسات التي يمقتها الشارع المحلي، لم يجدوا عناءا في تغيير لونهم السياسي، رغم صعودهم انتخابيا تحت انتماء سياسي مغاير ومتناقض في أحيان كثيرة مع ما كانوا يرافعون لأجله في شتى حملاتهم الدعائية.

ويرى محللون أنّ اتساع رقعة "السياحة السياسية"، يجعل السلطة الجزائرية مدعوة إلى وضع نص قانوني يحرم بموجبه السياسيين -سيما شريحة المنتخبين- تغيير لونهم السياسي، وإلزامهم بالبقاء ضمن الحزب السياسي الذي ترشحوا في صفوفه، بينما ينادي خبراء قانونيون إلى فتح باب الاجتهاد القانوني لوضع حد لهذه السلوكيات التي تؤثر سلبًا على مسار الممارسة السياسية.

واعتبر مشاركون في ندوة سياسية قبل أشهر، إنّ الترحال المستمر يعدّ أحد أهم أسباب ضعف أداء العمل السياسي في الجزائر، ما من شأنه مضاعفة تنفير المواطنين من التعاطي مع السياسة، خصوصا حينما صرح وجه سياسي انتقل من حزب "جبهة التحرير" إلى حزب "العمال"، أنّ انتمائه الأول لم يلبي حاجاته (..)، ما يؤكد أنّ المنتخبين انتقلوا من تيار إلى آخر بحسب الأمزجة والمصالح، كأنّ الهياكل الحزبية مجرد غلافات لا معنى لها، وكأنه لم تكن لهؤلاء من قبل إيديولوجيات وقناعات سياسية تبنوا مفاهيمها، ما يحيل على حالة مرضية باتت تطبع الحياة السياسية الجزائرية رغم انقضاء 20 سنة على تدشين مسار التعددية والانفتاح في البلاد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف