أخبار

المراة تقود السيارة مجددا ببغداد بعد انحسار التطرف

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بغداد: عادت النساء في بغداد الى قيادة السيارات مجددا بعد التحسن النسبي في الاوضاع الامنية واختفاء المظاهر المسلحة والتهديدات التي مارستها مجموعات اسلامية متطرفة خلال الاعوام الماضية. وتقول منال حكيم (38 عاما) التي تسكن حي العامرية (غرب) "واخيرا، اصبحت حرة بعد اكثر من عامين تخليت خلالها عن سيارتي المتوقفة في المرآب". وقد تعرضت منال لضرب مبرح دفعها الى التوقف عن قيادة سيارتها لان المتطرفين يعتبرون ان قيادة المرأة للسيارة من "المحرمات".

وتضيف منال، وهي مدرسة في العامرية التي كانت من اخطر مناطق بغداد قبل ان تحررها قوات الصحوة من القاعدة، "كنت متوقفة في طابور للتزود بالوقود ففوجئت بمسلحين ارغموني على الترجل من السيارة قبل ان ينهالوا علي بالضرب امام الجميع، وهم يصرخون لا تقودي السيارة مرة اخرى، والا ستقتلين لان هذا حرام ". وتؤكد "اصبت بصدمة لن انساها طوال حياتي".

وتتابع منال، وهي ام لطفل في الخامسة من العمر، "لا نرى الا عددا قليلا من النساء وراء مقود السيارة في بعض الشوارع (...) لكن الاوضاع الامنية تتحسن خصوصا في الاونة الاخيرة، الامر الذي شجعني على قيادة سيارتي مجددا دون تردد". وشهدت الاوضاع الامنية تحسنا امنيا نسبيا بعد نجاح خطة "فرض القانون" التي اطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي، وانضمام اعداد كبيرة من الشبان الى مجالس الصحوة لمقاتلة الجماعات المسلحة.

وقد عانت بغداد تدهورا مريعا في الاوضاع الامنية عندما سيطرت جماعات مسلحة متطرفة على عدد من المناطق حيث فرضت احكامها وقوانينها التي حظرت استخدام مساحيق التجميل وارغمت النساء على ارتداء الحجاب والنقاب فضلا عن منعهن من قيادة السيارة. وبعد انتفاء التهديدات، عاودت النساء قيادة سياراتهن فيما بادرت اخريات الى تلقي دروس من خلال مكاتب مخصصة لذلك.

ويقول صادق جبوري السامرائي، رئيس "الجمعية العراقية للسيارات والسياحة" ان "احدى اهم فروع الجمعية هو تعليم القيادة (...) نعطي دورات تعليمية للرجال والنساء" مؤكدا "ازدياد اعداد المتدربات في الاونة الاخيرة". وتوفر هذه الجمعية العريقة الخدمات للمواطنين، وقد انضمت الى النادي الدولي للسيارات في باريس عام 1974 كما نالت عضوية منظمة السياحة العالمية في جنيف. ويوضح السامرائي لفرانس برس ان "ازدياد اعداد المتدربات يعود الى تحسن الوضع الامني مؤخرا، بحيث بلغ عدد المتدربين عام 2008 بلغ 143 بينهم مئة امراة".

ويضيف "لقد استقبلت 43 رجلا وامراة العام 2006 في حين استقبلنا متدربا واحدا فقط العام 2007". وردا على سؤال حول اماكن التدريب، يقول السامرائي "نختار المناطق السكنية القريبة جدا من الجمعية حتى لا نعرض المتدربين، لا سيما النساء للخطر، كما نفضل الشوارع المفتوحة في المناطق السكنية قرب المركز الرئيسي للجمعية". ويقع مقر تعليم السيارات في حي المنصور الراقي، غرب بغداد.

من جهتها، تقول شيماء ابرهيم (40 عاما) "لقد عانيت كثيرا من الذهاب والعودة من العمل عن طريق سيارات الاجرة لانني كنت خائفة من القيادة في الشارع". وتتابع المدرسة التي تمارس مهنتها منذ 15 عاما "كل هذا بسبب المتطرفين الذين منعونا من قيادة السيارات في حين كان مسموحا بذلك قبل العام 2003" في اشارة الى النظام السابق.

وتضيف "لكن مع تحسن الحالة الامنية، تنامى شعوري بامكان الاعتماد على نفسي خصوصا وان الوضع الامني بات افضل مقارنة مع العامين السابقين (...) فقيادة السيارة جزء من تطوير الشخصية". بدورها، تقول رشا كاظم (21 عاما) الطالبة في كلية الهندسة، "منذ دخولي الجامعة تمنيت امتلاك سيارة (...) لكن الاوضاع الامنية حالت دون ذلك وما ان تحسنت حتى سارعت بالتوجه الى تعلم قيادة السيارات".

وتتابع "استخدم سيارة والدي حاليا، لكنني اطمح للحصول على سيارة حديثة مستقبلا". وتضيف الشابة الانيقة "احيانا اجد صعوبة في قيادة السيارة بسبب الشوارع المزدحمة ومعظمها لا يزال مغلقا، ونقاط التفتيش ومرور المواكب العسكرية الاميركية التي تغلق الشوارع ولا تلتزم باشارات المرور". من جانبها، تقول هناء سلمان (40 عاما) وهي موظفة محجبة ان "متطلبات الحياة تدعو الى تعليم المرأة التي تعمل في مجالات عدة، (...) قيادة السيارة امر بسيط يجب على النساء ان يتعلمنه". وتختم قائلة "اتولى ايصال اطفالي الى المدرسة يوميا، والاوضاع تسمح بذلك".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وعاش الشي
KHALID ALKHALID -

عاش العراق وعاش الشيعة والسنه والاكراد والمسيح والصابئه والمندئين

تحية للعراقية
عائدة رمضان -

المرأة العراقية تقود السيارة منذ الثلاثينات من القرن الماضي , ثم جاء مدعو الاسلام في القرن الواحد والعشرين كي يوقفوا عجلةالحياة ولكنهم يحلمون. المرأة العراقية قوية ومثقفة وواعية ولا تتخلى عن حقوقها ابدا بل تطالب بالمزيد لانها واثقة من نفسها وتعرف ما تريد.

أجمل خبر خلال أسابيع
محب العراق -

أنه أجمل خبر قرأته خلال أسابيع يعيد الأمل بعودة الحياة الى طبيعتها في بغداد الجميلة.. الشعوب بطبيعتها تحب الحياة والشعب العراقي لا يختلف عن غيره من الشعوب كونه يرنو نحو التطور.. أتمنى من صميم قلبي أن يستمر الوضع الأمني في بغداد والعراق ككل بالتحسن لكي يستنفس هذا الشعب الجميل الصعداء..شكرا لأيلاف لنشرها مثل هذه التقارير والأنباء الأمر الذي يدل على حياديتها..

الله على الايام
عشتار -

ساعقب ولاول مرة باللهجة العامية ! يمتة ارجع البغدادي وارجع الم صديقاتي واسوق سيارتي ونفتر بالكرادة داخل , الله على الايام ! تحية قلبية الى كل شبر في بغداد الوئام والمودة . الصبر مفتاح الفرج . عشتاركم

الى تعليق 1
ايزيدخان -

الى صاحب التعليق رقم واحد اخويا اشو نسيت الاخوة الايزيدية مو احنا الايزيدية هم عراقيين وارجو ان تذكرنا مرة اخرة ولا تنسانا لان نحن موجودين في العراق، وايلاف شكرا على مقالاتكي واتمنى التقدم للعراق , وارجو النشر

الى المعلق رقم 5
رائد سعد -

الى المعلق رقم 5: بالنيابة عن صاحب التعليق رقم 1 اضع اليزيديين والشبك وايضا اليهود فكل العراقيين شدة ورد , وكل وردة لها لونها وعطرها وخصوصيتها . واحسبهة علينة وتدلل عيوني .