سيطرة الصقور على الليكود تهدد عملية السلام الهشة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: تنطوي سيطرة الصقور على قيادة حزب الليكود المرشح للفوز في الانتخابات التشريعية الاسرائيلية في العاشر من شباط/فبراير، على تهديد بوقف عملية السلام التي تواجه المصاعب.
ويرى المحللون ان نتائج انتخابات حزب الليكود التي جرت الاثنين لاختيار مرشحيه في الانتخابات التشريعية جاءت لصالح معسكر الصقور في الحزب وهم اولئك الذين لم يتخلوا عن اسطورة "اسرائيل كبرى" تضم الضفة الغربية كلها وهي التي ظلت في صميم ايديولوجية اليمين الاسرائيلي طوال عشرات السنين.
ولم يتمكن زعيم الليكود ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو من دفع حزبه في اتجاه الوسط.
وعلى النقيض من ذلك فان قائمة مرشحي الليكود في الانتخابات يسيطر عليها معارضون لتسويات اقليمية وهم الذين نددوا بالانسحاب من قطاع غزة في 2005 ويستبعدون انشاء دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل.
ويقول بيني بيغن ،الذي يعتبر من الشخصيات الاكثر شعبية في الحزب وهو ابن مؤسس الليكود مناحم بيغن رئيس الوزراء الاسبق، ان "جميع التنازلات التي قدمتها اسرائيل حتى الان لم تجد نفعا، وذلك لانه ليس هناك شريك للسلام في الجانب العربي. ولهذا فانني اعارض انشاء اي دولة فلسطينية".
وكان نتنياهو قد اعرب عن تخوفه قبل انتخابات الاثنين من ان يقطع الليكود شوطا كبيرا في الاتجاه الى اليمين وهو امر قد يجعله يخسر جانبا من الراي العام وذلك بتعرضه للاتهامات من جانب منافسيه في حزب كاديما (وسط) الحاكم وحزب العمل بالتطرف.
وقد بادر رئيس الوزراء المستقيل ايهود اولمرت الثلاثاء الى اتهام حزب الليكود اليميني الذي كان من زعمائه من قبل بانه يبدو "كحزب متطرف قد يدفع اسرائيل الى العزلة".
وليس هناك مايدل في هذه المرحلة على ان نتائج الانتخابات التمهيدية في حزب الليكود ستؤدي الى انعكاس للاتجاه ووقف التصاعد الكبير الذي يحظى به في استطلاعات الراي والتي تفيد انه سيضاعف عدد مقاعده البرلمانية ثلاث مرات في انتخابات العاشر من شباط/فبراير وذلك بعد تراجع نتائجه كثيرا في الانتخابات التشريعية في 2006 (12 مقعدا من بين 120 مقعدا).
ويقول جيدعون دورون الباحث في العلوم السياسية ان "الراي العام في اسرائيل ينحو في اتجاه اليمين لانه على اقتناع بان اتفاقا للسلام مع الفلسطينيين غير وارد الان. ومن ثم فان سيطرة المتشددين على الليكود لن يحول بينه وبين الفوز في الانتخابات".
واستطرد دورون وهو استاذ في جامعة تل ابيب "ان التساؤل الحقيقي يدور حول ما اذا كان نتنياهو سيتمكن من الحكم مع حزب كهذا. وهذا امر مشكوك فيه. فهو لن يتمكن من ذلك الا اذا كانت عملية السلام متوقفة. وفي الحالة العكسية فانه سيكون في الموقف الصعب الذي كان فيه عندما كان رئيسا للوزراء بين 1996 و1999 حيث كان يواجه من جانب ضغوطا دولية للتوصل الى تسوية ويواجه من جانب اخر ضغوط جناحه المتشدد".
ويرى المحلل يوسي هالفر ايضا ان صعود اليمين المتطرف داخل الليكود ليس من شانه التاثير بصورة كبيرة على شعبية الحزب.
ولكن ذلك يمكن ان تكون له عواقب خطيرة في اليوم الذي سيتعين فيه على بنيامين نتنياهو تشكيل الحكومة القادمة.
واوضح هالفر ان "نتنياهو سوف يسعى الى تشكيل حكومة وحدة وطنية مع كاديما وحزب العمل. واذا لم يتمكن من ذلك فانه سيتعين عليه التحالف مع احزاب دينية ويمينية متطرفة ويصبح بالتالي رهينة لها".
واستطرد هالفر قائلا : وفي هذه الحالة فان هناك "مخاطر وقوع خلافات مع الادارة الاميركية الجديدة برئاسة باراك اوباما" التي يبدو انها لن تكون على استعداد لمنح اسرائيل التاييد غير المشروط الذي كانت تحظى به في عهد ادارة بوش.
وقد عارض نتنياهو دائما انشاء دولة فلسطينية ذات سيادة بصلاحيات فعلية. وفيما عدا ذلك فانه يتخذ موقفا غامضا حول خياراته السياسية دون ان يستبعد بصورة قاطعة التوصل الى تسوية اقليمية مع الفلسطينيين وسوريا.