الجزائر: استنفار أمني في ذكرى اعتداءات 11 ديسمبر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر: شهدت الجزائر، اليوم، حالة من الاستنفار الأمني الشديد تحسبا لتصعيد إرهابي محتمل عشية مرور الذكرى الأولى لاعتداءات 11 ديسمبر/كانون الأول 2007 الدامية التي تسببت بمقتل 43 شخصا وجرح 117 آخرين في سلسلة تفجيرات متزامنة طالت مقرات المفوضية العليا للاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وكذا المجلس الدستوري.
ولاحظت "إيلاف" في جولة لمندوبها عبر الشوارع والميادين الكبرى داخل العاصمة الجزائرية، تأهبا أمنيا واسعا مخافة تكرار هجمات الثلاثاء الأسود، حيث انتشر رجال الأمن على مستوى مختلف ضواحي وبوابات المدينة الأولى في البلاد لصدّ عمليات إرهابية استعراضية يريد التنظيم المتمرد "قاعدة بلاد المغرب الإسلامي" من ورائها إعطاء انطباع بقدرته على التعفين وزرع البلبلة، بعدما تبنى التنظيم المذكور عديد الاعتداءات كتلك التي نفذها منذ 11 أبريل/نيسان 2007، وظلت مقترنة منذ ذاك التاريخ بالرقم 11، ما تسبب في تغذية موجة القلق لدى الشارع المحلي.
وزاد كشف النقاب عن إحباط مخطط إرهابيا كان يفترض تنفيذه اليوم الخميس، من درجة القلق، بعدما تناهى أنّ مجموعة مسلحة محسوبة على القاعدة سعت إلى القيام باعتداء كان يفترض أن تكون ولاية بومرداس (50 كلم شرق العاصمة)، مسرحا له، لذا اعتمدت أجهزة الأمن الجزائرية إجراءات صارمة للتصدي لأي اعتداءات محتملة، وتمّ إقرار مزيدا من الرقابة على طول الولايات الداخلية، لجعلها بمنأى عن عمليات إرهابية استعراضية يريد تنظيم "القاعدة" من ورائها إعطاء انطباع بقدرته على التعفين وزرع البلبلة.
وكثفت القوى الأمنية من دورياتها وفرضت طوقا حازما على طول المدن الكبرى، خصوصا في محيط مثلث الموت وكذا ضاحية الجزائر الشرقية التي شهدت عديد أعمال العنف في الصيف الماضي، خلفت أكثر من مائة قتيل وعشرات الجرحى والمصدومين. كما قامت مصالح الأمن بالعاصمة بغلق الطرقات المؤدية إلى مقر قصر الرئاسة والسفارات الأجنبية و مقرات الهيئات الحساسة مع منع دخول الشاحنات وسيارات النقل العمومي والسيارات إلى الأحياء التي تستوعب مقار سفارات ووزارات ومساكن مسؤولين حكوميين، وشوهدت حواجز مكثفة أمام مقار الشرطة وثكنات الجيش، فضلا عن انتشار أمني على مستوى المطارات ومحطات النقل وسائر المرافق العامة، وتمّ أيضا تكثيف الدوريات المتنقلة، وتجنيد فرق أمنية خاصة للقيام بحملات مداهمة، فضلا عن الحواجز الأمنية المتحركة في مواقع متفرقة على طول شريط منطقة القبائل الكبرى وكذا العاصمة.
ولوحظت تعزيزات أمنية استثنائية عبر بوابات العاصمة والمناطق الموسومة بـ"الساخنة"، حيث أقامت وحدات الدرك والشرطة عشرات الحواجز الأمنية الثابتة والمتحركة، وكان يتم إيقاف كل سيارة مشبوهة، كما يعرض أشخاص للمساءلة الفورية للاشتباه يهم، فيما انتشر رجال أمن بالزي المدني في أحياء خرج منها انتحاريون على غرار أحياء باش جراح، المقرية وبراقي.
وتراهن السلطات من وراء هذه التدابير على إحباط تحركات المتمردين، وتجنب تكرار هجمات باستخدام سيارات مفخخة أو قنابل متحكّم فيها عن بعد، حتى وإن كان خبراء الشأن الأمني يرون بتعقّد مكافحة الإرهاب في ظلّ تفادي المتشددين المواجهة المباشرة، وتفضيلهم تنفيذ اعتداءات سريعة ومفاجئة في أوقات صعبة في الليل أو مع خيوط الفجر الأولى، ما يفرض رفع درجات الحيطة والحذر.