أخبار

الديلي تلجراف: ما سر غضب ساركوزي من داتي؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك



لندن: الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي غاضب هذه الأيام من وزيرة عدله السمراء من أصول مغربية وقد يتخلى عنها في التعديل الوزاري المرتقب الذي قد يجريه على حكومته في أي لحظة، هذا على ذمة تقرير لمراسل صحيفة الديلي تلجراف البريطانية في العاصمة الفرنسية باريس.

ففي تقرير لمراسل الصحيفة في العاصمة الفرنسية باريس، هنري صامويل، نقرأ عن الخطط المزعومة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بإقالة اثنتين من الوزراء النساء اللتين تمثلان الأقليات في حكومته: رشيدة داتي وراما يادي. يقول التقرير إن سبب غضب ساركوزي من داتي، التي طالما اتُهم دائما بأنه يقربها منه أكثر من اللازم، هو "فقدانها الحس والبراعة السياسيين وعشقها وولعها بالثراء، الأمر الذي أرهق موظفيها ورئيسها على حد سواء."

إلا أن السبب المباشر الآخر لغضب سيد الإليزيه من الوزيرة الحسناء، والذي يُقال إنه صب الزيت على النار ودفع ساركوزي للتعجيل بالتخلص من داتي في أول تغيير وزاري يجريه على حكومته، فهو إلغاء وزيرة العدل الشهر الماضي اجتماعا هاما في اللحظة الأخيرة كان مقررا أن تجريه مع ممثلي السجناء. وكان السبب بإلغائها لذلك الاجتماع، كما تقول الصحيفة، هو لكي تتمكن من تناول طعام الفطور مع أمير موناكو ألبرت في غرفة مجاورة لمكتب الرئيس.

كما أن حدة وتيرة الانتقادات التي وُجهت لداتي مؤخرا قد ازدادت أيضا بسبب استخدام الوزيرة للطائرات التي يُحظر على غير الرئيس استخدامها، وتكون تكلف الرحلة القصيرة على متنها تلك الطائرات عادة أكثر من 25 ألف دولار أميركي. كما أن داتي، كما تروي الصحيفة، تصر خلال سفرياتها إلى الخارج على أن يكون السفير الفرنسي في البلد الذي تزوره شخصيا على رأس مستقبليها على مدرج المطار لدى وصولها.

وتضيف الديلي تلجراف قائلة إن مساعدي الرئيس ساركوزي قد نبهوا داتي مؤخرا إلى ضرورة أن "تخفف من مثل هذه التصرفات"، لاسيما أنها أصرت في أعقاب انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة في الرابع من الشهر الماضي على الحصول على رقم الهاتف النقال للرئيس المنتخب.

ونقل المراسل عن أحد الدبلوماسيين الفرنسيين قوله: "هي (داتي) تظن أن مركزها يُعتبر على قدر المساواة مع مراكز زعماء ورؤساء الدول والحكومات." أما سبب تخلي ساركوزي عن الوزيرة السوداء الوحيدة في حكومته، راما يادي، والملقبة بـ "كوندوليزا رايس فرنسا"، فهو "خيبة أمل الرئيس العميقة من أدائها."

يقول التقرير إن ساركوزي قرر العام الماضي إزاحة راما يادي عن الأضواء كوزيرة لحقوق الإنسان، لكنها تواجه الآن خروجا مذلا من الحكومة في التغيير الوزاري المرتقب. وتذهب إحدى الصحف الفرنسية إلى حد التكهن بأن ساركوزي إنما يمهد بإقدامه على هذه الخطوة لإفساح المجال أمام زوجته الحسناء، كارلا بروني، لشغل مقعد وزيرة حقوق الإنسان في الحكومة المرتقبة.

"الازدهار المنسي"

وفي الشأن العربي، نقرأ في الفايننشال تايمز تحقيقا موسعا جاء تقريبا على صفحة كاملة لرولا خلف بعنوان "الازدهار المنسي"، وتسلط الضوء من خلال على تحول وتراجع الأنظمة السياسية المدعومة أميركيا في الشرق الأوسط عن السماح بالترويج للديمقراطية في بلدانها والعودة إلى قمع الأحزاب والحركات الإسلامية وتقويض أصوات المعتدلين.

يقول التحقيق، الذي ترفقه الصحيفة بصورة كبيرة لامرأة مصرية تتوسل إلى رجل أمن وقف مع مجموعة كبيرة من زملائه الذين شكلوا سدا بشريا كبيرا حاول التصدي لأنصار حركة "الإخوان المسلمون" في القاهرة عام 2005، إن المشهد الآن في الوطن العربي بات مختلفا عما كان عليه قبل حوالي عامين عندما حقق ما يُعرف بـ "الإسلام السياسي" عودة وانتصارا واضحين في المنطقة.

تقول المراسلة إن فرحة واحتفالات الإسلاميين بانتصاراتهم في العراق ومناطق أخرى من المنطقة لم تعمر أو تدم طويلا. فحالما بدأ هؤلاء يستعرضون عضلاتهم السياسية، أخذ حكام الشرق الأوسط يشعرون باخطر والقلق مما يحصل، وكذلك فعلت الأنظمة الغربية التي تساندهم. وهكذا بدأت الحركة الارتجاعية وردود الفعل العنيفة على صعود تلك الأحزاب والمجموعات الإسلامية.

وتنقل الصحيفة عن عصام العريان، المسؤول في حركة "الإخوان المسلمون" المحظورة في مصر قوله إن الحركة ستمارس نوعا من الصبر في صراعها المستقبلي مع نظام الحكم في البلاد. يقول العريان: "إن عملنا يدور حول التغيير في المستقبل، فنحن لم نكن في البرلمان على مر عقد التسعينيات من القرن الماضي. لكن شعبيتنا لم تعان. نعم، يمكن أن تختفي وتبتعد عن البرلمان لمدة 10 سنوات، لكنك لا تختفي وتتلاشى من المجتمع."

وليس الإسلاميون وحدهم من يعاني الآن من تراجع وضيق فسحة الأمل، برأي مراسلة الفايننشال تايمز التي تقول: "إن المعتدلين أيضا يخسرون مواقعهم وأصواتهم، ربما بسبب تركيزهم على السياسة وإهمالهم الدين." صحيفة الديلي تلجراف، شأنها شأن الصحف البريطانية الأخرى الصادرة اليوم، تبرز نبأ "إحباط" الهجوم الذي قيل إن تنظيم القاعدة كان يعتزم تنفيذه ضد قادة دول الاتحاد الأوروبي خلال انعقاد قمتهم في العاصمة البلجيكية بروكسل.

يقول تقرير الديلي تلجراف، الذي أعده بشكل مشترك كل من مراسل الصحيفة للشؤون الأمنية، دونكان جاردام، ومراسلها في بروكسل، برونو ووترفيلد، إن الهجوم المزعوم كان يستهدف بشكل أساسي رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون وزملاءه من قادة الاتحاد الأوروبي. وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أمنيين بلجيكيين قولهم عن المشتبه بهم الـ 14 الذين ألقت الشرطة القبض عليهم "إنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة، وإن أحدهم كان يعتزم أن يفجر نفسه خلال القمة التي تستمر لمدة يومين."

"ضريبة" طالبان على الناتو

وفي تقرير انفردت بنشره صحيفة التايمز تحت عنوان "ضريبة طالبان: قوافل إمدادات الحلفاء تدفع المال لأعدائها من أجل تأمين ممرات آمنة لها"، يكشف لنا مراسل الصحيفة، توم كوجلان، كيف أن الغرب يقوم بتمويل مسلحي طالبان بشكل غير مباشر مقابل تأمين قادة الحركة ممرات عبور للإمدادات العسكرية حتى تصل إلى قواعد حلف الناتو جنوبي البلاد.

ترفق الصحيفة بنسختها الإلكترونية التحقيق بصورة يظهر فيها خمسة أشخاص ملثمين في منطقة جبلية جرداء ويحملون قذائف الآر بي جي على أكتافهم، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الأسلحة.

كما ترفق الصحيفة بطبعتها الموزعة في الأسواق التحقيق بصورة كبيرة لسيارة صغيرة تسير على طريق ترابي في منطقة جبلية بأفغانستان وعلى متنها مجموعة كبيرة من مسلحي طالبان. يقول التحقيق إن قادة طالبان قد نجحوا بفرض نوع من نظام "ضريبة الحماية" على قوات حلف شمال الأطلسي العاملة في أفغانستان. ويتابع التحقيق قائلا إن شركات متعددة الجنسيات هي التي تحتكر عقود إمداد القواعد البريطانية والقوات الغربية الأخرى بأفغانستان بالوقود والمؤن والمعدات.

لكن نقل وتمرير تلك الإمدادات من ميناء كراتشي في باكستان وإيصالها إلى القوات الغربية العاملة في أفغانستان هو من اختصاص بعض شركات الشحن والنقل المحلية، والتي تضطر شاحناتها وبراداتها لعبور ممرات وطرقات خطيرة للغاية في المناطق الواقعة جنوبي كابول على شكل قوافل يقوم بحمايتها مسلحون يتم استئجارهم عبر شركات أمن أفغانية.

ويضيف تحقيق التايمز قائلا إن المبالغ المالية التي يدفعها الغربيون لتأمين حماية تلك القوافل تصل إلى ملايين الدولارات الأميركية، وهي تأتي مباشرة من أموال دافعي الضرائب في الدول الغربية، وبشكل أساسي الولايات المتحدة وبريطانيا. وينقل التحقيق عن اللفتينانت كوماندر جيمس جيتر، المتحدث باسم قوات الناتو بأفغانستان قوله، إن نقل إمدادات الحلف يتم عبر شركات تجارية وبالتالي تقع على عاتق تلك الشركات مسؤولية كيفية نقل تلك الإمدادات وإيصالها إلى هدفها.

ويضيف جيتر قائلا: "أستطيع التأكيد بأن هناك شركتين أوروبيتين تناط بهما مسؤولية تأمين الغذاء والمحروقات لنا. هاتان الشركتان مسؤولتان عن حماية أنفسهما وأعمالهما وفقا للعقد المُبرم معهما، وبالتالي هما حرتان بالتعاقد مع من تشاءان لتأمين وصول الإمدادات إلينا. إن هذا قرار تجاري بالنسبة لهما."

يقول المراسل إنه عندما اتصل بشركة "سوبريم جلوبال سوليوشنز"، ومقرها في سويسرا، أكد له ممثل الشركة أن لديها عقدا لتوريد الإمدادات للقوات العسكرية العاملة بأفغانستان. لكن الشركة المذكورة، يقول المراسل، تنفي أنها تقوم بدفع "أموال حماية" لمسلحي طالبان أو لسواهم.

وينقل المراسل عن الشركة قولها: "نحن نرفض بشكل قاطع أي إيحاء بأننا نقوم الآن، أو أننا قد قمنا في أي وقت سابق، بدفع أموال إلى أي شخص مقابل تأمين ممرات آمنة لقوافلنا. والأكثر من ذلك أننا لا نسمح للمتعاقدين من الباطن معنا بفعل ذلنا باسمنا."

كاريكاتير ساخر

ونبقى مع التايمز، ولكن هذه المرة مع حديث فن رسم الكاريكاتير الساخر ولغة الصورة المعبرة. فعلى صفحات الرأي، تنشر الصحيفة رسما من أربع مراحل ترصد من خلاله الحملة الدائرة من التراشق الكلامي وتبادل النقد والاستهزاء بين وزير المالية الألماني، بير شتاينبراك، ورئيس الحكومة البريطاني جوردن براون على خلفية السياسات والإجراءات المتباينة التي اتخذتها حكومتا البلدين مؤخرا لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تضرب دول العالم المختلفة.

يظهر براون في الجزء الأول من الرسم واقفا كرجل واثق من نفسه وقد راح ينظر إلى كرة عملاقة أمامه تظهر عليها خارطتا بلاده وألمانيا، بينما يهم هو في الجزء الثاني بركل الكرة بقدمه اليمنى مركزا ركلته على ألمانيا.

أما الجزء الثالث، فيظهر فيه براون وقد أعيته الركلة التي وجهها للكرة العملاقة التي لم تتزحزح من مكانها قيد أنملة، بينما يعود ليندب حظه في الجزء الرابع والأخير وقد أمسك بقدمه التي يبدو أنها هي التي تتحمل الأثر الموجع للركلة العنيفة، إذ يظهر متألما وقد استدار وراح يصرخ مولولا.

لعل الرسم يبعث برسالة مفادها أنه ليس من مصلحة براون ولا بوسعه أن يسدد أي ضربة موجعة إلى ألمانيا ذات الوزن الاقتصادي والسياسي الكبير، لا بل أن أي تصادم معها، ولو على صعيد اللعب والمزاح، قد يرتد عليه سلبا وضررا وألما وجعا.

إفلاس وولوورث

أما الصورة الكبيرة التي تفرد لها التايمز مساحة واسعة على صدر صفحتها الأولى، فتلخص الواقع المر الذي يعيشه الآن الاقتصاد البريطاني ومعه اقتصاديات أخرى كبيرة وكثيرة في دول العالم المختلفة من جراء الأزمة الاقتصادية الراهنة.

إنها صورة لإحدى الصالات العملاقة التابعة لشركة وولوورث البريطانية العريقة وقد فرغت تقريبا من جميع محتوياتها بعد أن أعلنت الشركة مؤخرا عن تصفية كبرى على جميع بضائعها قُبيل الإعلان رسميا عن انهيارها وإفلاسها في أعقاب تراكم ديونها التي تجاوزت الـ 700 مليون دولار أميركي.

إضراب راقصات لاهور

وفي صحيفة الإندبندنت نطالع تقريرا مصورا لمراسلي الصحيفة في مدينة لاهور الباكستانية تحت عنوان "راقصات لاهور يضربن احتجاجا على قانون طالبان". يتحدث التقرير عن إضراب تنفذه الفتيات اللواتي يحترفن مهنة الرقص في العاصمة الثقافية لباكستان. يأتي الإضراب احتجاجا على ما تعتبره الراقصات الشابات "موجة من الفكر والممارسات الطالبانية" التي بدأ خطرها يهدد بتدمير فن الرقص الذي ازدهر في المدينة منذ عصر المغول.

يقول التقرير إن إضراب راقصات لاهور، والذي تدعمه النوادي والمسارح التي تتيح لتلك الراقصات ممارسة فنونها فيها، يأتي على خلفية إصدار المحكمة العليا في لاهور الشهر الماضي قرارا يقضي بحظر رقصة "المُجرة"، وهي نوع من فن الرقص الرشيق الذي تتمايل الراقصة فيه بدقة وانسياب.

تقول الصحيفة إن قرار المحكمة المذكورة بمنع رقصة "المُجرة"، التي بدأت أصلا داخل محاكم وصالات المغول قبل نحو 400 عام، جاء بسبب أن هذا اللون من الرقص "الماجن ينضوي على حركات ودلالات جنسية فاضحة."

وتنقل الصحيفة عن الخبير في الشؤون الثقافية، بدار علم، قوله: "إن رقصة المُجرة بطبيعتها يُفترض أن تكون مغرية. لقد جرت محاولات خلال ثمانينيات القرن الماضي لمنعها، لكنها عادت تدريجيا إلى الظهور على المسارح التجارية، وكان السبب الرئيسي بذلك هو دفع الأموال للمسؤولين للسماح بها."

أما الفتاة رابعة، وهي إحدى الراقصات المضربات احتجاجا على ما تصفه بالقرار الجائر بحق مهنتها، فتقول: "إن المسرح يحتاج إلى الرقص كما يحتاج الإنسان للغذاء والماء. كانت بعض الفتيات تكسب 15 ألف روبية في الليلة الواحدة. أما الآن فستصبح المئات من تلك الراقصات، والتي يأتي معظمهن من خلفيات فقيرة، بلا عمل وبلا دخل إذا ما توقفت الجماهير عن حضور الحفلات."


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف