باكستان تضيق الخناق على جماعة الدعوة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إسلام اباد: ضيقت باكستان الخناق الجمعة على جماعة الدعوة لإرتباط منفذي إعتداءات بومباي بها، فجمدت أموالها بعدما إعتبرتها الأمم المتحدة مجموعة إرهابية. وتخضع باكستان لضغوط دولية شديدة لحملها على التحرك ضد الجماعات الاسلامية الناشطة على اراضيها بعد الاعتداءات الضارية التي استهدفت بومباي عاصمة الهند الاقتصادية الشهر الماضي واوقعت 172 قتيلا بينهم تسعة من المهاجمين.
وباشرت الشرطة اغلاق مكاتب جماعة الدعوة الخيرية في باكستان عملا باوامر صادرة عن الحكومة المركزية. وصدرت اوامر قضت بوضع حافظ سعيد رئيس جماعة الدعوة ومؤسس حركة عسكر طيبة الاسلامية المسلحة التي تتهمها الهند بتنفيذ اعتداءات بومباي، وثمانية مسؤولين اخرين في الجماعة قيد الاقامة الجبرية.
وقال مسؤول كبير في الحكومة انه سيتم تجميد اموال الجمعية ومسؤوليها التسعة. واتخذت هذه الاجراءات بعدما اتهم رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ باكستان بانها "مركز الارهاب"، فيما اكد وزير الخارجية براناب مخرجي وجود "ادلة لا يمكن دحضها" على ان الهجمات دبرت في باكستان.
واثارت اعتداءات بومباي توترا شديدا في العلاقات بين القوتين النوويتين الجارتين، ولو ان الهند التي خاضت حتى الان ثلاث حروب ضد باكستان منذ استقلالهما، استبعدت التحرك عسكريا.
وفي هذه الاثناء تواصلت المساعي الدولية لحض باكستان على التصدي للناشطين على اراضيها، وكان آخر المسؤولين الاميركيين الكبار الذين زاروا باكستان نائب وزيرة الخارجية جون نيغروبونتي الذي بحث في هذا البلد المسائل الامنية. وقال رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بعد اجتماع مع نيغروبونتي ان بلاده ستضطلع بواجباتها الدولية القاضية بالتصدي لجماعة الدعوة بعد صدور قرار الامم المتحدة بشأنها. وبعد ساعات بدأت الشرطة اغلاق مكاتب الجمعية الخيرية.
وجماعة الدعوة من اكبر الجمعيات الخيرية في باكستان وهي معروفة بصورة خاصة بمساعدة ضحايا الزلازل. غير انها تعتبر الجناح السياسي لعسكر طيبة، الحركة الاسلامية المسلحة الناشطة ضد السيطرة الهندية في كشمير وقد اتهمتها الهند بتدبير وتنفيذ اعتداءات بومباي. وكانت باكستان حظرت هذه الحركة بعدما اتهمتها الهند بتدبير الاعتداء على البرلمان الفدرالي في نيودلهي عام 2001.
وندد سعيد في مقابلة اجرتها معه هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" قبل وضعه في الاقامة الجبرية بقرار الامم المتحدة وطالب الهند بابراز ادلة على ضلوع حركته. وقال "اذا اتصلوا بنا فسوف نقول لهم. سنذهب امام محكمة باكستانية. سنحاول التمسك بحقوقنا وسنثبت اننا غير ضالعين في اي نشاطات ارهابية". وما زال الناجي الوحيد بين منفذي اعتداءات بومباي محمد اجمل امير ايمان معتقلا وهو يواجه بحسب شرطة بومباي تهما عدة منها "شن حرب على البلاد" والقتل. وايمان الذي عرفت عنه السلطات الهندية على انه مواطن باكستاني كان احد الناشطين الاسلاميين المدججين بالسلاح الذين هاجموا عدة مواقع في بومباي في اعتداءات متزامنة منسقة.
وكان مجلس الامن وافق في وقت سابق هذا الاسبوع على اعتبار جماعة الدعوة من الواجهات التي تستخدمها عسكر طيبة وتصنيفها بين المنظمات الارهابية. وكانت الحركة التي تنشط في جميع انحاء البلاد انطلاقا من مقرها العام قرب مدينة لاهور، مدرجة اساسا على اللائحة الاميركية للمجموعات الارهابية.
وقامت القوات الباكستانية الاحد بعملية دهم في مخيم تديره جماعة الدعوة في كشمير فاعتقلت 15 شخصا، كما قامت بسلسلة اعتقالات بين الناشطين في البلاد. وقال جيلاني ان السلطات الباكستانية اعتقلت اثنين من كبار مسؤولي عسكر طيبة هما ذكير الرحمن الاخوي وزرار شاه اللذان تشتبه الهند بانهما خططا لاعتداءات بومباي.
وتواصل الهند من جانبها التدابير لتفادي التعرض لاعتداءات ارهابية جديدة واعلن وزير الداخلية بالانيابان شيدمبرام الخميس عن اصلاحات واسعة النطاق في القوانين الامنية والبنى التحتية الوطنية.