واشنطن تكثف استعداداتها لمراسم تنصيب أوباما وسط توقعات بحضور تاريخي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: كثفت العاصمة الأميركية واشنطن من استعداداتها لمراسم تنصيب الرئيس المنتخب باراك أوباما في ال20 من شهر يناير القادم في ظل توقعات بحضور ما بين مليونين الى اربعة ملايين شخص من مختلف انحاء البلاد لهذه المراسم التاريخية التي تضع اول رئيس أميركي اسود في البيت الابيض. وتتأهب المدينة لأعداد غير مسبوقة من السيارات والحافلات التي ستغزو شوارع العاصمة الشهر القادم على نحو يستلزم حضورا امنيا مكثفا وتجهيزات لوجستية لاستيعاب هذه الاعداد الغفيرة من البشر والمركبات على حد سواء.
ورجحت مصادر المدينة ان يصل اليها اكثر من 10 الاف حافلة ركاب بخلاف الاف الحافلات الصغيرة وسيارات الركوب الاخرى لنقل الراغبين في حضور المراسم من خارج واشنطن. وتوقعت المصادر ان يصل عدد حضور مراسم التنصيب الى مستويات تاريخية غير مسبوقة تتناسب مع ضخامة الحدث في حد ذاته وان يتجاوز رقم الحضور اكبر عدد تم تسجيله في التاريخ الأميركي حتى الان وبلغ1.2 مليون شخص وتم تسجيله في حفل تنصيب الرئيس الاسبق ليندون جونسون عام 1965 . وقالت المصادر ان جذور اوباما الكينية وقضاءه عدة سنوات من طفولته في اندونيسيا ستحفز المزيد من الزوار الاجانب على حضور مراسم التنصيب.
وذكرت اللجنة المعنية بتنظيم مراسم التنصيب انها سوف تستخدم جميع المساحات المخصصة لذلك في قلب العاصمة واشنطن والتي يطلق عليها اسم "المجمع الوطني" وتضم اهم النصب التذكارية والمتاحف في العاصمة وتطل على الكونغرس والبيت الابيض. وقالت ان اوباما الذي سيلقي القسم على عتبات الكونغرس سيواجه حضورا كثيفا يمتد لمسافة 1.9 ميل (3.1 كيلومتر) من مبنى الكونغرس وحتى النصب التذكاري للرئيس الاسبق لينكولن.
ومن المقرر ان تشرع لجنة التنصيب في توزيع تذاكر مجانية على الراغبين في حضور المراسم عبر اعضاء الكونغرس الا ان ضخامة العدد المتوقع للحضور قد تحول دون انفراد هؤلاء بمتابعة المراسم التاريخية وتدفعهم الى القبول بمشاركة الحشود الغفيرة في رؤية الحدث الاول من نوعه في التاريخ الأميركي من الوضع واقفا رغم البرودة المتوقعة للطقس. - ومع الزيادة الهائلة في حجوزات الفنادق من جانب الراغبين في الحضور ارتفعت الاسعار الى مستويات غير مسبوقة ونفدت الغرف من الفنادق وشرع سكان المدينة في استغلال منازلهم لاستضافة الحضور عبر طرحها للايجار باسعار مرتفعة وصلت الى 2500 دولار في الليلة واستغلال هذه الفترة للخروج في اجازة بعيدا عن الزحام المتوقع في العاصمة.
وطرحت سلطات العاصمة مساحات غير مستغلة في هذه الاماكن والمناطق المحيطة بالعاصمة امام السائحين بلغ عددها 1500 غرفة داخل واشنطن وثلاثة ألاف غرفة خارجها بسعر 650 دولارا لليلة الواحدة. واعلن جهاز مترو واشنطن عزمه تسيير رحلات اكثر وزيادة فترة الذروة الى 15 ساعة في سابقة لمقابلة الزيادة المتوقعة في عدد الركاب والتي قد تتراوح بين 5 الى 10 اضعاف المعدل المعتاد.
وقال الجهاز ان الطاقة القصوى لساحات انتظار السيارات في محطات المترو تصل الى 4700 حافلة ركاب او 235 ألف شخص ما يعني ان هذه الساحات وحدها لن تكون كافية لاستقبال الحشود الغفيرة من الزوار في ظل رغبة مسؤولي العاصمة في الابقاء على ساحات انتظار لسكان المدينة والمناطق المحيطة بها والبالغ عددهم نحو ستة ملايين نسمة. وبعيدا عن التجهيزات اللوجستية للحدث فقد فرض الرئيس المنتخب باراك اوباما حظرا على تقديم التبرعات الى اللجنة المخصصة لتنظيم مراسم التنصيب من جانب جماعات الضغط والمؤسسات في مسعى للحد من نفوذ المال على الحكومة مع وضع حد اقصى قدره 50 ألف دولار لتبرعات الافراد.
ويمتلك اوباما حصيلة ضخمة من التبرعات لحملته الانتخابية تبرهن عن قدرته الهائلة على جمع التبرعات ما يرجح امكان ان تتجاوز مراسم تنصيبه اعلى تكلفة مسجلة حتى الان وهي للرئيس الحالي جورج بوش الذي بلغت مراسم تنصيبه في ولايته الثانية 3ر42 مليون دولار جمعها من تبرعات خاصة. ويعتزم الكثير من الشركات الخاصة واجهزة مقاطعة كولومبيا تنظيم تجمعات وحفلات غير رسمية في انحاء العاصمة لاستغلال هذه الفرصة لتحفيز السياحة في المدينة وانعاش المحال التجارية والاعمال التي حصلت على تصاريح بمد ساعات العمل حتى الخامسة صباحا طيلة اربعة ايام خلال اسبوع التنصيب. وقالت سلطات العاصمة ان 35 ألف شخص تطوعوا حتى الان للمشاركة في تنظيم مراسم التنصيب كما اعلنت عزمها نصب 60 خيمة طبية لخدمة الحشود الغفيرة التي ستتواجد لحضور المراسم والتي ستمتد بطول المسار المحدد للعرض الذي سيجوب وسط العاصمة ويضم الرئيس المنتخب واسرته لتحية الحشود.