أخبار

باكستان تشدد حملتها على جماعة عسكر طيبة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مظفر اباد: قال مسؤولون باكستانيون يوم الجمعة ان السلطات الباكستانية اعتقلت عشرات من اعضاء جماعة اسلامية خيرية وأغلقت مكاتبها مع تنامي الضغوط على اسلام اباد لاتخاذ موقف حازم من متشددين تلقى عليهم مسؤولية الهجمات التي وقعت في مدينة مومباي الهندية الشهر الماضي.

وجرت هذه المداهمات ليلا بعد ان أعلنت باكستان انها ستلتزم بالقرار الذي اصدرته الامم المتحدة بوضع حافظ سعيد مؤسس جماعة عسكر طيبة المتشددة الذي يرأس حاليا جمعية الدعوة الخيرية في قائمة الافراد والمنظمات الارهابية ذات الصلة بالقاعدة وطالبان والتي تخضع لعقوبات تفرضها المنظمة الدولية.

ووضعت باكستان سعيد مؤسس عسكر طيبة الذي يدير الان جمعية الدعوة الخيرية التي ينظر اليها على انها واجهة للجماعة المتشددة المحظورة التي تحمل مسؤولية هجمات مومباي رهن الاقامة الجبرية يوم الخميس استجابة لضغوط مكثفة للقضاء على ما تصفه الهند بأنه " مركز الارهاب".

وتلقي الهند باللوم على عسكر طيبة في هجمات مومباي وفي هجمات سابقة أيضا من بينها هجوم عام 2001 على البرلمان كاد يدفع البلدين اللذين يمتلكان اسلحة نووية الى شفا حرب رابعة منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947. وتنامى الضغط على باكستان من الهند ومن الولايات المتحدة للتحرك ضد المسلحين الذين ارتكبوا هجمات مومباي التي قتلت 179 شخصا من بينهم ستة أمريكيين.

والتقى جون نيجروبونتي نائب وزيرة الخارجية الامريكية مع الزعماء السياسيين في باكستان ومع قائد الجيش الجنرال كياني قبل ان يتوجه الى العاصمة الهندية نيودلهي يوم الجمعة في اطار مساعي واشنطن لاحتواء الأزمة بين الجارتين النوويتين.

وقامت الولايات المتحدة بجهود دبلوماسية مكثفة لوضع حد للتوترات المتصاعدة بين الهند وباكستان وجعل اسلام اباد تكثف حملتها ضد طالبان والقاعدة على حدودها مع افغانستان.

وأسس سعيد جماعة عسكر طيبة عام 1990 وتولى قيادتها حتى ديسمبر كانون الاول عام 2001 عندما تنحى قبل ايام من اذعان باكستان لتحرك أمريكي بوضع الجماعة في قائمة المنظمات والأفراد الذين لهم صلة بالقاعدة وطالبان. وتولى سعيد وهو من أكثر الاشخاص المطلوبين في الهند رئاسة جمعية الدعوة منذ ذلك الحين.

وقال يوم الخميس عبد الله منتظر المتحدث باسم سعيد لرويترز "طوقت الشرطة منزل حافظ سعيد في لاهور وأبلغته بأنه غير مسموح له بمغادرة البيت." وقال متحدث باسم البنك المركزي في باكستان ان تعليمات صدرت الى البنوك بتجميد حسابات جمعية الدعوة وسعيد وثلاثة من زملائه شملتهم قائمة الامم المتحدة للارهاب التي تفرض ايضا حظرا على سفر الافراد الذين تضمنتهم القائمة السوداء.

لكن قناة تلفزيونية باكستانية قالت ان أحد زملاء سعيد الثلاثة الذين أضيفوا للقائمة مات والثاني مسجون في السعودية منذ ثلاث سنوات. وأبلغ مسؤول في المخابرات الباكستانية رويترز ان مولانا مسعود أزهر رئيس جماعة جيش محمد التي حملت مع عسكر طيبة مسؤولية الهجوم على برلمان الهند عام 2001 احتجز ايضا.

وقال مساعد مقرب من أزهر "اعتقد انه من الممكن ان يكونوا قد احتجزوه لتخفيف الضغوط لكني لا اعرف مكان مولانا تحديدا." وفي مظفر اباد عاصمة الجزء الذي تسيطر عليه باكستان من كشمير اغارت الشرطة على مكاتب جمعية الدعوة.

وقال تشودري امتياز وهو مسؤول اداري كبير "بناء على اوامر وزارة الداخلية اغلقنا مكتبها الرئيسي وأصولها ومن بينها مدرستان ومعهد ديني ووضعنا الرئيس الاقليمي لها تحت الاقامة الجبرية في منزله."

وأغلقت الشرطة في كراتشي وحيدر اباد ومدن اخرى مكاتب جمعية الدعوة. وذكرت تقارير تلفزيونية ان الجمعية الخيرية ستحظر وان كان لم يرد اعلان رسمي بذلك حتى الان. لكن رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ أبلغ البرلمان يوم الخميس ان جهود باكستان ليست كافية.

وقال "تابعنا باهتمام الخطوات التي اتخذتها باكستان. لكن من الواضح ان هناك حاجة لعمل المزيد وحاجة للمتابعة" حتى تصل هذه القرارات الى منتهاها. واعتبرت الحملة التي شنتها باكستان على عسكر طيبة وجيش محمد بعد هجمات 2001 فاشلة وتنتظر الهند من جارتها هذه المرة اجراءات ملموسة ودائمة.

ويقول محللون ان ذلك يعتمد على مدى استعداد جيش باكستان للتخلي عن دعم جماعات "الجهاد" التي وقفت معه من قبل في خندق واحد اثناء قتاله مع الهند. وفي مدينة مومباي عاصمة المال والتجارة الهندية التي شهدت تلك الهجمات الدامية شكل الاف من السكان يوم الجمعة سلسلة بشرية قرب المواقع التي تعرضت للهجوم احتجاجا على الهجمات وعلى عجز الحكومة في تفاديها.

وشارك في السلسلة البشرية تلاميذ المدارس والعاملون في الحكومة والمارة وكبار الشخصيات وقد الصقوا على ظهورهم لافتات تندد بالهجمات ورددوا شعارات ضد الارهاب وضد عجز الحكومة على مدى ربع ساعة. وحمل البعض صورا لعدد من ضحايا الهجمات التي استمرت من 26 الى 29 نوفمبر تشرين الثاني.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف